يعتبر خطاب صاحب الجلالة الموجه للقمة الإفريقية 27 والتي تحتضنها رواندا ، خطابا هاما وتاريخيا بخصوص عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي من جديد، وذلك استجابة لمجموعة من الدول الافريقية الصديقة التي طالبت بضرورة رجوع المغرب الى حظيرة الاتحاد الافريقي عبر وساطات دبلوماسية رفيعة المستوى بعد غياب دام اكثر من 32 سنة. وتأتي هذه العودة للاتحاد من خلال الزيارات و اللقاءات المتتالية بأوامر ملكية و التي قام بها كل من المستشار الملكي طيب فاسي الفهري و وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار والوزير المنتدب في الشؤون الخارجية ، ناصر بوريطة، لمجموعة من الدول الافريقية، في إطار تقوية العلاقات الخارجية مع هذه البلدان وكذلك إبلاغهم بعودة المغرب إلى حظيرة الاتحاد الافريقي ، الشيء الذي ساهم في فتح جسر التواصل و الحوار في مجموعة من اللقاءات التي ركزت بالأساس على ضرورة أن يكون المغرب ضمن الدول الأولى في الاتحاد لما لديه من دور أساسي وفعال داخل القارة الإفريقية عامة والاتحاد الإفريقي خاصة. ويرى المتتبعون ان زيارة رئيس رواندا بول كاغامي – البلد الذي يحتضن اشغال القمة الافريقية - والذي زار المغرب يومي 20 و21 من الشهر الماضي، كانت بمثابة مؤشر حقيقي لعودة المغرب الى حظيرة الاتحاد الإفريقي، كما ان عودة المملكة إلى إفريقيا، ومطالبته باسترجاع حقه في الانتماء إلى الاتحاد الافريقي، يخدم إفريقيا أكثر من أي طرف آخر، فهو يجعل اليوم هذه المنظمة تقوم على فكرة الوحدة أكثر مما تقوم على الانقسام. من جهة اخرى تأكد بالملموس ان الموقف الهجومي الذي نهجه المغرب في الفترة الاخيرة بتحريك عجلة الدبلوماسية المغربية بعقر دار خصوم الوحدة الترابية اعطى ثماره ، بل وأدى الى دحض افتراءات مناوئي الوحدة الترابية في ما يتعلق بالصحراء المغربية، موازاة مع سحب العديد من البلدان الإفريقية لاعترافها بالجمهورية الوهمية. وينتظر ان يصوت اعضاء الاتحاد على هذا القرار الجريء -الذي لم يأتي اعتباطيا ولا مرحليا - بنسبة عالية خصوصا بعد تراجع اغلبية دول افريقيا عن الاعتراف بالكيان الوهمي المزعوم كما تجدر الاشارة الى ان امر رجوع المملكة الى الاتحاد كان مطروحا منذ زمن بعيد وليس بالأمر الجديد. هذا ويعتبر المغرب من المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية، وغادرها سنة 1984 بسبب قبول المنظمة بعضوية جبهة البوليزاريو التي تم الاعتراف بها انداك من طرف مجموعة من دول القارة الإفريقية وعلى رأسها الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا.