ان استفحال وانتشار ظاهرة التعاطي إلى المخدرات و المعروفة في المنطقة الشرقية بالشيرة يطرح سؤالا طويلا و عريضا هل أصبحت هذه الظاهرة مباحة بشكل مطلق أم هي بمباركة من السلطة و من المسئول؟ و لا يخفى على أي احد أن مدينة وجدة تحتل مكانة متقدمة على غرار باقي المدن المغربية من حيث استهلاك هذا السم القاتل الذي أصبح وظل و أمسى أداة علة ينخر و يهدر الآلة المتحركة التي وهبها الله لكل إنسان و هو العقل بالدرجة الأولى الذي يعتبر ميزة أساسية نختلف بها عن الحيوان زائد الهذر المادي والمعنوي. و في هذا الصدد أريد أن أقول إلى الجهات المسئولة إذا كانت أعينكم نائمة فأعين الصحافة لا تنام و إذا كانت لديكم جزء من الإنسانية و روح المواطنة فعليكم أن تتجهوا إلى المقاهي و المرافق العمومية و الأحياء الشعبية المعروفة بالتجارة في هذه الآفة الخطيرة و أنا على يقين انه سوف ينتابكم شعور بالتقصير في المسؤولية الملقاة على عاتقكم. هل تعرفون أن هذه المادة القاتلة أصبحت فيروس يتسرب في جسد المؤسسات التعليمية سواء الابتدائي و الإعدادي والثانوي وحتى داخل الحرم الجامعي ناهيك عن المؤسسات الإصلاحية وغيرها من المؤسسات. وإذا قلت أني قد تصادفت مؤخرا مع بعض العناصر الأمنية سواء في الشرطة أو القوات المساعدة يتعاطون(لبريم الجوانات)داخل المقاهي (وهما سربيس)، رغم أنني لا أريد أن نقلل من شأنهم و لكن الضرورات تبيح المحضورات.حتى يتأتى لأي مسئول مباشر أو غير مباشر أن يرسم الطريق الصحيح الرامي إلى محاربة أباطرة المخدرات بكل ما هو مخول لهم و بقوة القانون الذي يحرم التجارة والتعاطي لهذه السموم كما هو معمول به في تعاطي الخمور و المسموح به إلا للأجانب داخل الحانات الليلية! إن محاربة هذه الظاهرة الأليمة لا تقتصر في الحملات التحسيسية من طرف بعض الجمعيات أو في شاشة التلفازبقدر ما يعتبر تكريس ثقافي يسهل لكل شاب أو طفل في ريعان شبابه أن يتناول هذا السم الذي أصبح سهل المنال في غياب سياسة زجرية وصارمة تهدف إلى الضرب على يد كل من خولت له نفسه أن يتعاطى او يتاجر في هذه المادة المخربة.