الساعة الثامنة والنصف صباحا، كنت أنتظرفتح باب مكتب البلدية التى أنتمي إلى جهتها بإحدى المدن الأندلسية بإسبانيا وذلك من أجل طلب وثيقة السكنى .لازالت أتذكّر كان لديّ رقم خمسة عشر"15″ فمن هنا بدأت القصة الغريبة بلحظاتها المُشوّقة الثامنة وستة وأربعين دقيقة صباحا. لأن باب المكتب يفتح الساعة التاسعة صباحا طبعا وقفت سيارة صغيرة من نوع" رونو خمسة" وسط الطريق المؤدي للمدينة.مما جعلها تُعرقل السّير. وكل من كان واقفا خلفها يصيح . لأنها ساعة خروج العاملين لمقرعملهم فإذا بشابة في ربيعها الثلاثين.قصدت صف المنتظرين تستنجد لمساعدتها ،وهي تسأل واحد تُلو الأخر هل من أحد يفهم في عطل السيارات؟ ولا من مجيب اتصلت حينها بعربة حمل السيارات و بالحرس البلدي فبينما هي تنتظر وصول العربة خرج رجل في الخمسين من العمر أسمر اللون طويل القامة، من الصف الأمامي.قصد الشابة ،ثم عرض عليها المساعدة لأنه كما صرّح لها أنه يفهم بعض الشيء في إصلاح السيارة يا لها من لحظة غريبة ومُأسفة في نفس الوقت.وكل ما أرويه حدث أما أعُيني الكل ينظر إلى الرّجل في تحوّف وفزع .لسبب واحد هو أن " رُجل ذو لحية كبيرة تعلوها شعيرات شيب الوقار وما زاد استغرابي ،كانت بالقرب مني سيدة في صف الإنتظار. تُتَمْثم بكلمات .فهمت منها أنها عندما ترى مثل هؤلاء الرجال تموت من الخوف. حتى أن بعض المنتظرين زاد من الطين .بله ..الأهم من هذا .أعود للشابة والرجل الملتحي،سميته بهذا الإسم لأنني لم أتعرّف على إسمه بعد فقد كانت الشابة جد..جد محظوظة،فقبل أن تحضر عربة حمل السيارات.قام{الرجل الملتحي} بإصلاح العطب بكل سهولة. لأن المشكل كان في علبة البنزيل فقط وحين حضور الحرس البلدي تقدمت الشابة تشكرهم وإذا بالصّدفة الغريبة .حينما قدمت الشابة"الرجل المُلتحي" على أن له الفضل في إصلاح عطب السيارة وإخراجها من وسط الطريق :فإذا بالجميع يصيحون ..طبعا… طبعا… ويقولون .لولاه ما تحركت السيارة .من حسن حظها أن هذا الرجل أنقذها فبدأ الكل يشكر" الرجل المُلتحي" ويصفقون له.بعدما كانوا ينظرون له بفزع وخوف كأنه أتى من بلد القتال والإجرام :كنت أنظر إليهم وأكلم نفسي سبحان الله ..أناس غرباء التفكير،لم تمر ثواني .كانت الأنظار متّجهة اليه بإستغراب وما أراقني وأثلج صدري هو أن " الرجل المُلتحي " معرفة قديمة بسائق عربة حمل السيارات عرفت بعدها بأن " الرّجل المُلتحي " إسباني الأصل وهو أستاذ الرياضيات بإحدى الثانويات . إسمه جوزيف إبراهيم اعتنق الإسلام منذ أربع سنوات وقعت يوم 12شتنبر2013 :بقلم الكاتبة عائشة رشدي أويس