ابتلاهم الله سبحانه بفقد نعمة البصر…وهم بقضاء الله وقدره راضون..وابتلاهم وطنهم بالإهمال والتنكر وهم بذلك مهانون .إنهم فتية مكفوفون امنوا بنضالهم وقضيتهم العادلة التي تسمو على كل القضايا اعتبارا لوضعهم الإنساني والاجتماعي.مجموعة صوت الضرير للمكفوفين بوجدة لازالت تخوض الاعتصام تلو الأخر ولازالت تؤثث فضاءات الاحتجاجات التي باشرتها منذ أمد ليس بالقصير..لا لشيئ إلا لأجل تحقيق مطالبهم المشروعة أخلاقيا ودستوريا والمتمثلة أساسا في الحق في التشغيل ورفع الحيف والإقصاء والتهميش عنهم. وكيف لا وهم مواطنون من صلب الوطن العزيز يسري عليهم ما يسري على غيرهم..فعباءة الوطن أرحب وأوسع لتسع الجميع فبالأحرى شريحة محرومة من نعمة البصر نتركها تكابد وتعاني دون مبالاة بعدما دفعناها دفعا لتحصيل المعرفة والعلوم والمهارات والكفايات…لنجازيها مقابل ذلك بالإهمال والتسويف واللامبالاة.لقد سبق لمجموعة صوت الضرير للمكفوفين أن قامت بعدة اعتصامات ووقفات احتجاجية لذات الموضوع لكن أسمعت لو ناديت ضميرا حيا…لا حياة لمن تنادي.اليوم هاهي نفس المجموعة وبعدما استنفذ سقف صبرها وتبصرها تباشر اعتصاما مفتوحا أمام مقر ولاية وجدة للتنديد بواقعها المعيش وللتعريف بمطالبها المشروعة..لكن وبدل ان ينزل المسؤولون من أبراجهم العاجية للإنصات إليهم والدخول معهم في حوارات جادة هاهي لغة الهواتف تتحرك لتعبئة القوات العمومية ,فقط لأجل تفريق وتعنيف " فتية مكفوفون معطلون..امنوا بربهم وقضيتهم" فهذا الشرطي يسحل هذا الضرير من تلابيبه دون وجل او استحياء وذاك يزمجر ويلعن بالفاظ نابية …والأخر ينزع بسادية ظاهرة البلاستيك الذي كانت تنوي المجموعة الاحتماء به من قر البرد والمطر…ماذا فعل هؤلاء إذن في ملك الرحمان ومملكة محمد السادس نصره الله حتى يعاملوا على هذا النحو المهين والحاط من الكرامة الإنسانية.لاشيء بطبيعة الحال..فقط لأنهم الحلقة الأضعف في عقد كل من يطالب بالحقوق.تدخلت قوات الأمن بقوة لتفريق المجموعة وفض الاعتصام..ودخل مكتب المركز المغربي لحقوق الإنسان على الخط ,وتواصل مع مسؤولي ولاية وجدة الذين أكدوا أن ليس بمقدورهم تحقيق أيا من مطالبهم على المستوى المحلي اللهم ماكان من مساعدات اجتماعية . مجموعة صوت الضرير للمكفوفين وتبعا لذلك مصممة على خوض مختلف الأشكال النضالية حتى تتحقق مطالبها المشروعة وقد وزعت في عين المكان بيانا تشرح فيه مختلف الحيثيات والمطالب التي تتبناها.