تمكنت الشرطة البريطانية من توقيف شابتين بريطانيتين من أصل مغربي، كانتا تحاولان تهريب 16.500 جنيه إسترليني إلى المقاتلين بسوريا وحاولت نوال مساعد، 26 سنة، العقل المدبر لمحاولة تهريب هذا المبلغ المالي الكبير نحو اسطنبول من خلال دسه في تبانها، بمساعدة شريكتها في العملية آمال الوهابي، 27 سنة، ليكونا بذلك أول امرأتين بريطانيتين ستحاكمان بتهمة الإرهاب في علاقة بالملف السوري. وأوقفت شرطة مكافحة الإرهاب نوال مساعد، التي تقطن بمنطقة "هولوي" شمال لندن، بمطار "هيثرو"، يوم الخميس الماضي في حدود الساعة 9.20 صباحا، حينما كانت تتأهب للسفر عبر طائرة كانت متوجهة نحو اسطنبول وفي حوزتها مايعادل 20 ألف أورو. وبعد ساعات من إيقاف نوال مساعد، تمكنت الشرطة البريطانية، في الساعة2.26 مساءا، من إلقاء القبض على آمال الوهابي، بصفتها شريكة نوال مساعد، والتي سهلت الحصول على المبلغ المذكور، بمنزلها بمنطقة "ويلسدين"، شمال غرب لندن، حيث تقطن هناك رفقة ابنيها، اللذان تتراوح أعمارهم مابين خمسة وسبعة أشهر. وبعد أن تم تقديم الشاباتين إلى محكمة "ويستمنستر" تأكدت المحكمة البريطانية من خلال استنطاق الفتاتين أن الأموال كانت موجهة إلى جهاديين من أصل بريطاني يقاتلان في سوريا، حيث قررت المحكمة وضع الشابتان تحت الحراسة النظرية في انتظار تقديمهما للمحكمة يوم 31 يناير الجاري. وعقب إلقاء القبض على الشابتين المغربيتين، أكد رئيس قيادة مكافحة الإرهاب ببريطانيا، العقيد "ريشارد والتون"، أن الصراع في سوريا قد أغرى العديد من المراهقين للانضمام للجهاديين الذين يقاتلون في هذا البلد الذي مزقته الحرب"، محذرا من أن " النزاع في سوريا بات يشكل تهديدا متزايدا للأمن القومي البريطاني". وأشار ريشارد والتون إلى أن عدد الاعتقالات المرتبطة بالإرهاب في بريطانيا قد سجلت ارتفاعا بنسبة 14 في المائة في الأسابيع الثلاثة الأولى من عام2014، مقارنة بسنة 2013 التي عرفت تسجيل نصف مثل هذه العمليات"، مضيفا:" سجلنا أن عددا كبيرا من المراهقين من لندن ومن عموم التراب البريطاني أصبحوا يهتمون بالذهاب لسوريا..وللأسف فان الأمر يشمل الفتيات والفتيان على حد سواء..وهذا أمر مثير للاستغراب والدهشة ". وكانت الشرطة البريطانية قد تمكنت في وقت سابق من هذا الشهر من إلقاء القبض على فتاتين تبلغان 17 سنة، كانتا متوجهتين نحو اسطنبول، حيث قضى ضباط مكافحة الإرهاب في بريطانيا آنذاك أسبوعا كاملا في التحقيق مع الفتاتين قبل أن تتم تبرئتهما.