مثلت أمام القضاء البريطاني، أمس الخميس، مغربيتان، اعتقلتهما شرطة سكوتلنديارد منذ 8 أيام، واحدة بعد الظهر في بيتها بلندن، والثانية قبلها بساعات في مطار هيثرو وهي تهم بالمغادرة، صباح الخميس، إلى إسطنبول، بعد العثور على رزم مجموعها 20 ألف يورو (أي تقريبا 27500 دولار)، وكانت في المكان السهل الممتنع، أي "محشوة" في ثيابها الداخلية تماما. من حسابها في فيسبوك: نوال مسعد
حمالة المال لمقاتل أو أكثر في سوريا هي الطالبة الجامعية نوال مسعد، البالغ عمرها 26 سنة. أما شريكتها التي اعتقلوها بالبيت فأم لابنين، أحدهما عمره 5 أعوام والثاني 7 أشهر، وهي أمل الوهابي، التي تكبرها بعام، والاثنتان هما أول حاملتين للجنسية البريطانية يتم اعتقالهما بما له علاقة بالحرب في سوريا، طبقاً لما يمكن فهمه مما ذكرته وسائل إعلام بريطانية اطلعت عليها "العربية.نت" اليوم الجمعة.
والتهمة التفصيلية لأمل وشريكتها هي "محاولة تمويل أنشطة إرهابية في سوريا"، وعنها تم مثولهما لوقت قصير أمام قاضي محكمة ويستمنستر في وسط العاصمة البريطانية، فبكت عنده أمل الوهابي أولاً، ولحقتها بالبكاء شريكتها نوال، وبعد الدموع اقتصر المثول على ذكرهما لاسميهما وتاريخ الميلاد وعنوان كل منهما في بريطانيا، ثم اختصر القاضي هوارد ريدّل الشرح بأن سبب الاعتقال هو الشبهة بتمويل أنشطة إرهابيين بريطانيين يقاتلون في سوريا، ثم أبلغهما بضرورة مثولهما ثانية أمام محكمة أخرى الخميس المقبل.
نوال مسعد في الفيسبوك
والمعلومات قليلة جدا عن نوال وشريكتها اللتين جرى البحث إذا ما كانت لهما حسابات في مواقع للتواصل الاجتماعي أو غيرها، فعثر على حساب في "فيسبوك" لكل منهما، ومن الحسابين قامت بتحميل بعض الصور.
ولا ورد مما ذكرته الصحف البريطانية ما إذا كانت محاولة السفر بالمال هي عن علاقة مباشرة للمعتقلتين ببريطانيين يقاتلون في سوريا، أم كانت لقاء أجر معلوم، وكله سيتم الكشف عنه في جلسات محاكمتهما المقبلة.
ويسود قلق واضح لدى السلطات البريطانية من تزايد عدد البريطانيين الذين يسافرون إلى سوريا للقتال، بحسب ما ذكرت أمس الخميس صحيفة "إيفنينغ ستاندارد" في مقابلة أجرتها مع رئيس شرطة مكافحة الإرهاب، حيث أكد ريتشارد والتون أن أجهزة الأمن أوقفت 14 بريطانيا في أول 3 أسابيع من السنة الحالية، وكانوا يهمون بالتوجه الى سوريا للقتال "وهو رقم يشكل أكثر من نصف عدد الملتحقين بسوريا خلال العام الماضي"، كما قال.
وذكر والتون أن الأمن البريطاني يتعقب المحتمل ضلوعهم بتجنيد شباب بريطانيين للقتال في سوريا، "وينتظر شت حملة اعتقالات واسعة في أقرب وقت"، موضحاً أن الشرطة تخشى أعمالاً إرهابية يشنها المقاتلون بعد عودتهم. وتزامن حديثه مع اعتقال فتاتين تبلغان من العمر 17 عاماً في مطار هيثرو هذا الشهر، اشتباها بانتمائهما لخلايا إرهابية، إضافة لاعتقال نوال وأمل المغربيتي الأصل.
والإغراءات دلئما دينية متشددة لإقناع الشباب المسلم في بريطانيا للحاق بآخرين يقاتلون في سوريا، كأحدهم مجهول الهوية ظهر في فيديو مدته 3 دقائق بالانترنت الأسبوع الماضي وهو ملثم، وتحدث من سوريا بلكنة الطبقة العاملة في بريطانيا، ودعا مسلميها للسفر إلى هناك والانضمام لواحدة من التنظيمات الإسلامية المتشددة، وهي "راية التوحيد" الزاعمة دائماً بأنها توزع مواد وفيديوات بالإنجليزية تنتجها "داعش" في العراق، وبعضها مقزز اللقطات ويتعمد إظهار البشع والدموي منها، الى درجة أن مراقبين يعتقدون بأنها من فعل النظام ليؤكد أنه يواجه حركات إرهابية لا ثورة عليه من شعبه.