ثانوية عبد المومن تستغيث ثانوية عبد المومن التأهيلية بنيابة وجدة أنكاد ثانوية عريقة بتاريخها و عطاءاتها , بالأجيال الكثيرة و الأطر التي درست فيها , و البعض منهم يمارس مسؤوليات هامة في دواليب الدولة. و لم يكن من الممكن أن تكتسب هذه الثانوية كل هذه السمعة الطيبة لولا الجدية و التضحيات التي اتسم بها كل من تعاقب على تحمل مسؤولية التدريس و التأطير و التسيير داخل المؤسسة , فإلى عهد قريب كان المرحوم بلشهب أحد المديرين الذي خلد اسمه في هذه المؤسسة, وتذكره الكثير من الأجيال يردد و يؤكد في كل مناسبة يلتقي فيها بالأطر التربوية و الإدارية ًإن أسهم ثانوية عبد المومن ارتفعت ً , و كان يقصد بذلك النتائج الراقية التي تحققها المؤسسة في جميع الشعب مما جعلها تتبوأ الصدارة و يكثر عليها الإقبال من كل حدب و صوب مع تنظيم رائع يسوده الانضباط و الاحترام و الحرص على حرمة المؤسسة و حمايتها من كل ما يمكن أن يخدش سمعتها , و الإلحاح على الأخلاق و غيرته الكبيرة على العاملين بالمؤسسة كيفما كان موقعهم, و الكثير من الأطر الإدارية و التربوية يتذكرون مواقفه الشجاعة و المبدئية في الدفاع عن فضاء المؤسسة ككل, رحم الله الأستاذ بلشهب و أسكنه فسيح جنانه إن مناسبة هذا الكلام ليس هو الحنين إلى الماضي و إن كنت لا أنكر ذلك , و لكن هو حاضر هذه المؤسسة , حاضر بئيس , مثير للحسرة و الشفقة , و لم يخطئ السيد النائب عندما قال ً لم أكن أتصور أن هذه المؤسسة العريقة تعاني من كل هذه المشاكل ً فالعائلات التي تتحمل كل المتاعب من أجل توفير مستلزمات الدراسة, و الحد الأدنى لظروف العيش و العلاج و النقل و غير ذلك و يرسلون أبناءهم للدراسة بثانوية عبد المومن , هل يعلمون أن الكثير من الأقسام لا تتوفر على الكهرباء ؟ هل يعلمون أن أبناءهم درسوا الكثير من الحصص و خلال أسابيع متعددة في حجرات دراسية لا تتوفر على الزجاج ؟ هل يعلمون أن أبناءهم يدرسون في أقسام تحولت إلى مزابل, و مقاعد مهترئة قد يعود بعضها إلى مرحلة اللاستعمار ؟ هل يدركون أن المؤسسة أصبحت عرضة للاختراق من طرف غرباء و في حالات غير طبيعية و أن حياة أبنائهم أصبحت في خطر سواء داخل المؤسسة أو في محيطها ؟ هل تعلم العائلات أن شرب الخمر أصبح أمرا عاديا حتى داخل الأقسام حيث يتم العثور على قنينات الخمر و الكؤووس فوق الطاولات ؟ أما عن انتشار القرقوبي فحدث و لا حرج , لقد تحولت هذه المؤسسة العريقة إلى مزبلة حقيقية باختصار إن الزائر للكثير من المؤسسات الثانوية التأهيلية بنيابة وجدة أنكاد لا يسعه إلا أن يردد عبارة َ اللهم هذا منكر َ هل يعقل أن تجد مؤسسات تأهيلية , فضاءها المكاني محدود , و أقسامها كذلك , و عدد تلاميذها لا يتجاوز بعض المئات , تتوفر على طاقم إداري هام , فلكل حارس عام ثلاث مساعدين , إضافة للأعوان و عمال النظافة و غير ذلك , و عندما يتعلق الأمر بثانوية عريقة كثانوية عبد المومن , من المخجل جدا أن يشتغل الحارس العام بمفرده , و في أحسن الأحوال لا يتوفر سوى على مساعد واحد في فضاء شاسع مترامي الأطراف و عدد التلاميذ يفوق 1800 تلميذ و تلميذة حيث يتطلب الأمر في ظل التسيب الحالي فرقة كاملة من الدرك للتحكم في تنظيم المؤسسة و التلاميذ ؟ و هل يعقل في مؤسسة يزيد عدد أقسامها عن 45 قسما أن تتوفر على عون واحد أشرف على التقاعد ؟ هل يمكن أن يتقبل المنطق و العقل أن الكثير من الحصص الدراسية تتوقف عند حدود الساعة 4و45 دقيقة لانعدام الإنارة في الأقسام و ساحة المؤسسة ؟ بل حتى الأساتذة لا يتوفرون حتى على كرسي من خشب لملء دفتر النصوص, و حتى الكراسي اليتيمة التي اشتراها الأساتذة و تم وضعها بقاعة الأساتذة اختفى البعض منها !!! دون الحديث عن المكاتب .هذا هو الوضع العام الذي تعيشه المؤسسة, و هذه هي الأسباب التي دفعت الأغلبية الساحقة من الأطر الإدارية و التربوية إلى الاحتجاج و المطالبة بإنقاذ المؤسسة و توفير الظروف السليمة لإنجاح العملية التربوية , و التحلي بروح وطنية عالية , و إرادة قوية في الإصلاح و أخيرا و ليس بأخير , هل يمكن أن تصدق بأن هذه الحالة المزرية يجهلها المسؤولون ؟ لقد أصبحت هذه الثانوية في السنين الأخيرة مصدرا لكل الحلول عند بعض المسؤولين , فكل المباريات المهنية تنظم بالمؤسسة , لا يهمهم مصير التلاميذ , و لا شعار الهدر المدرسي أو الزمني , و لا ساعات العمل الإضافية للأطر الإدارية على قلتها , و أغلب الشعب الدراسية غير المرغوب فيها يتم تكديسها بالمؤسسة ناهيك عن الاكتظاظ في غياب تام لشعار الجودة , و آخر مهزلة تعاني منها المؤسسة ما أقدم عليه مكتب التخطيط عندما حذف بجرة قلم شعبة الاقتصاد من ثانوية محمد السادس ” لانعدام أطر التدريس ” هكذا .. و ظل تلاميذ هذه المؤسسة يجوبون الطرقات و يطرقون أبواب المؤسسات ليصل عدد التلاميذ بالشعبة الاقتصادية إلى رقم مخيف , فهذه هي حكمة التخطيط و إلا فلا إن إنقاذ هذه الثانوية هدف نبيل يتطلب تظافر جميع الجهود , لكن الغريب في الأمر أن بعض الجهات التي لها ارتباط مباشر بمصلحة التلاميذ من خلال جمعية آباء و أولياء التلاميذ ظلت منذ ما يزيد عن سنتين ترفع و تتباهى بشعار ” مانديروش خدمة الدولة ” و هو شعار سياسي بامتياز نعرف جيدا مصدره , و تراكمت مداخيل الآباء و الأولياء في صندوق هذه الجهات حتى وصلت 25 مليون سنتيم , و المؤسسة تنهار , و كلما تقدم المجلس التربوي و مجلس التدبير بمقترحات لحل بعض المشاكل التي تخدم مصالح التلاميذ إلا و ولوا وجوههم نحو مراحيض المؤسسة , فيشتكون من قنينات الخمر التي عطلت دورة المياه و حديقة بائسة , إنهم وجوه الأزمة لا يسمون عن ثقافة المرحاض إن أساتذة و أطر المؤسسة المتمسكين بإنقاذها يقدرون عاليا موقف بعض الإخوة في مكتب هذه الجمعية الذين كاد البعض منهم أن يقدم استقالته احتجاجا على سوء التسيير و التدبير و نؤكد لهم و لغيرهم أننا ماضون في هذا الطريق , و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون الأستاذ : عزوز زريبة