من إعداد: بن أحمد بنيونس الكبت الجنسي هو مصدر العديد من المشاكل النفسية المتولدة عن صراعات بين الرغبة الجنسية وإشباعها وبين المحيط الاجتماعي، ونسق القيم السائد. لكن الفاعلين في الجرائم الجنسية يتجاهلون كل المعاير الضابطة للعلاقات الجنسية ويسعون لتحقيق نزواتهم بكل الطرق وكيفما كان الثمن. أما الشباب من الفاعلين هم الأكثر ضعفا أمام الرغبة الجامحة وبالتالي المرور إلى الفعل المعاقب عليه أخلاقيا وجنائيا. وسنقدم على نموذج شاب تورط في جريمة جنسية تفاصيل وقائعها أن: الملقب ( بابار) الذي يحترف البناء، والبالغ من العمر 24 سنة كان مازال يقطن ببيت والديه عندما أقدم على ارتكاب جريمته.بعد مسار دراسي فاشل، جرب مهنة النجدة والإغاثة بالهلال الأحمر بعد تدريب لكن سرعان ما أدار ظهره للمهنة وتوجه إلى عالم الإسمنت والبناء في أواسط شهر يوليوز. سلم له خاله مفاتيح شقته بعد أن عزم على السفر إلى مدينة أخرى كان هدف الخال من سليم تلك المفاتيح هو أن يقوم المدعو ( بابار) بحراسة المنزل أثناء غيابه.فكان سرور ابن الأخت كبيرا. إنها فرصة مواتية لتفريغ مكبوتاته النفسية والاختلاء بفتيات الهوى بين جدران ذلك المنزل من دون إزعاج الجيران، خلال تلك الفترة كانت ( سهيلة) من المدعوات فهي فتاة في الثامنة عشر من عمرها وتنحدر من عائلته، صباح اليوم الثاني من شهر يوليوز قام ( بابار) بزيارة سهيلة بمكان إقامتها بحجة استرداد كتابين كان قد أعارهما لها. وفي الحقيقة لم يكن سبب الزيارة سوى العمل على ضرب موعد معها ببيت خاله.اتفق الاثنان على الساعة الرابعة والنصف بعد زوال اليوم المذكور فكان الأمر كذلك. وعند اللقاء دخل العشيقان إلى بهو المنزل شغلا جهاز التلفاز وشرعا في تبادل القبل فحاث من فم العشيقة رائحة الكحول فعرف ( بابار) أن سهيلة تحت تأثير المادة المسكرة إن لم تكن سكرانة فعلا وحالا فكر العشيق في استغلال الوضع الذي هي عليه العشيقة من اجل إشباع رغباته فطلب منها ذلك، فرفضت فقد كانت لها أيضا هواجسها فنهضت قائمة وأوبلت ( بابار)بوابل من السب والشتم كانت العشيقة تحت تأثير الكحول والغضب الشديد لهذا لم تتوقف عن التلفظ بالكلمات النابية في حق من كان إلى حد صديقها ( بابار) بدوره استفزته الكلمات فقام بلكم عشيقته لقد كان في وضعية هيجان بسبب الشتم الذي تعرض له وحانقا على سهيلة أيضا لأنه لم يستطع تلبية رغبته الجنسية، ويرفض ترك خليلته دون أن يقضي وطره منها بالطريقة التي ترضيه ومن ناحيتها استمرت الفتاة في المقاومة فنشب عراك بين الإثنين تمكنت الفتاة في بدايتها من خدشه على المستوى وجهه وساعده. على التو هاجمها ( بابار) فأمسك بعنقها إلى حد الاختناق.وقام بضرب رأس الفتاة مع الحائط لمرتين وبشدة ثم ألقى بها أرضا، كما تلقى قطعة من القماش فأعاد جهاز التلفاز إلى مكانه بعدما كانت سهيلة قد دفعت به أرضا من شدة التوتر، اعتقد ( بابار) بأنها في وضعية إغماء فعمد إلى تبليل وجهها بالماء لكن دون جدوى فلاحظ مادة تشبه اللعاب تسيل من فم سهيلة فمسحه وبزفير قوي نفسه حاول إنقاذها كما تعلم ذلك وتدرب عليه في الهلال الأحمر. وأخيرا أدرك أن الفتاة قد فارقت الحياة بعد أن حبس نبضها ومحيط قلبها حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا فكر في التخلص من الجثة. فقام بلفها في بساط ونادى على ناقل من معارفه يدعى محمد شاب في التاسعة عشر من عمره له سيارة من نوع ( هوندا) طلب ( بابار) من الناقل لنقل بعض المنقولات يريد تسليمها لأصدقاء في المخيم ،وافق محمد علي ذلك متشرطا على المتورط أن ينتظره إلى حين الانتهاء من بعض أعمال.فانتظر (بابار) إلى حدود الساعة الثالثة صباحا فحاول اٌتصال بالناقل من جديد لكن دون جدوى فخلد إلى النوم في حدود الساعة السادسة صباحا من اليوم التالي استيقظ ( بابار) وتوجه إلى عمله حيث مكث هناك إلى حدود الساعة الواحدة بعد الزوال.ثم عاد إلى محل إقامته لتناول غدائه بعد الفراغ من الأكل استحم القاتل وتوجه إلى منزل خاله ألقى نظرة على جثة الضحية دخن سيجارة وخرج من المنزل قاصدا قاعة الحفلات، حيث أقيم حفل بمناسبة عودة احد أفراد عائلته من الخارج مكث بقاعة الحفلات إلى حدود الخامسة والنصف زوالا وتوجه عند الحلاق لقص شعره رجع بعد ذلك إلى البيت خاله ثانية وألقى نظرة أخرى على الجثة الهامدة ثم خرج متجها إلى النادي الأنترنيت حيث تجول في بعض المواضع الإلكترونية وعند الثامنة والنصف ليلا عاد ( بابار) إلى منزل خاله، واتصل بمحمد صاحب سيارة النقل ( هوندا) وكان الإتفاق على أن يلتقيا بأحد نوادي الانترنيت على الساعة العاشرة مساء وكان محمد وفيا لموعده فحضر ثم توجها إلى محطة وقود للتزويد بالبنزين ولما وصلا إلى المنزل طلب الجاني من الناقل الانتظار حتى يقوم بإحضار المنقول لكن محمد بادر ودخل المنزل من أجل مساعدة (بابار) على نقل السجاد.فجأة تزكم انف محمد برائحة كريهة...فسأل صديقه عن المصدر فأجابه بان فأرا من الجرذان مات داخل المسكن فتحللت أعضاؤه.بعد أن انتهى القاتل من الشرح قام الاثنان معا بنقل البساط الملفوف إلى السيارة والرائحة الكريهة التي أزكمت أنف الناقل أدخلت الشكوك والهواجس في نفسه فعاود طرح السِؤال على (بابار)مشككا لم تكن إجابة هذا الأخير لتقنع محمد الناقل خصوصا عندما أدعى القاتل بان المصدر هو مشروب ( الماحيا) الذي سأل على السجاد حقا كان الناقل صغير اللسن لكن ليس إلى درجة أن ينقلب عليه خداع (بابار) ،لهذا تظاهر بالبحث عن شئ ما بداخل السيارة وعلى التو غادر المكان تاركا القاتل رفقة الجثة.قام (بابار) بحمل البساط الملفوف ووضعه بفناء المنزل وعاد إلى منزله للنوم وبمنزل والديه زارته الشرطة من اجل إلقاء القبض عليه.فمحمد سائق ( الهوندا) قد قام بواجبه وبلغ عنه.