فان تأملنا في هدا العالم لبدات تستولي على وجوهنا الدهشة والحيرة وتمتلكها الأسى والحزن لما أصبحنا نرى من شرور ومفاسد وصراعات ومظالم تدفعها المطامع والمصالح والأحقاد والرغبة في التسلط ويرجع هدا الداء إلى مرض أصبح يفتك الروح الأخلاقية. فالتصرفات والتعاملات التي تنمُّ عن الصدق والصراحة أو الكرم والجود أو الأمانة والعدل أصبحت ظاهرية سطحية تلبى لرغباتهم الذاتية ومصالحهم الشخصية ويتحدثون عن الشرف والقيم وينظرون إلى نقط ضعف الإنسان ليعكسوا له لون الواقع ويتظاهرون للآخرين بالتمسك بأفعال و أقوال بخلاف واقعهم هدا المرض اسمه النفاق وهو ما يرتكز عليه كل مريض نفسي و يوجد داخل الإنسان رغم أنه ينفي ويتبرأ منه لكن مع نفسه يعرف انه مذنب ويكون في صراع دائم بين الاستجابة لملذاته من جهة والالتزام بالدين والأخلاق من جهة أخرى وقد تعطي اضطرابا في شخصيته و يكسر حاجز الحياء فيظهر للناس بألوان كثيرة