خالد الناهي لابد اننا جميعا وفي احدى المرات ونحن نسير في الطريق, او يرانا احدهم في مناسبة معينة, نتعرض للسؤال.. هل أنت ابن فلان؟ غالبا ما يكون السائل مصيبا في تخمينه, فإن لم تكن ابنه فأنت احد اقاربه.. لذلك ستجيبه بنعم انا ابنه, او ان فلان عمي او خالي وبحسب درجة القربى. يفرح عندها صاحب السؤال, يقول مفتخرا لقد اخذتك على دمك, او طريقة كلامك, او حتى حركاتك. سابقا كان يسمى العرق, وكما ينقل في الحديث " اختاروا لنطفكم فان العرق دساس" والآن يسمى علم الوراثة, وكلاهما صحيحة. يحدث احيانا ان بعض الاشخاص يشككون بنسب احدهم او يستكثرون عليه ذلك, لأسباب عديدة اهمها ان انسابهم اقل شأن من الولد والوالد الذي ينكرون عليه ارتباطه بأبيه.. لكنهم غالبا ما يذكرون ذلك عندما تراه يبرز في الشدائد، ومثال ذلك عندما خرج الحسين ابن علي يقاتل في يوم العاشر من محرم, قال الاعداء هل بعث علي ابن ابي طالب مرة اخرى؟ استكثر كثير من القادة السياسيين قول المرجع الشيخ بشير النجفي قوله ( ان عمار ابني وابن المرجعية) وانكروا ذلك عليه, بل وتعرض الشيخ وقتها لهجمه شرسة تفوق هجمة البعث على المراجع الكرام! بالرغم من ان عمار الحكيم لم يدعي يوما ذلك لنفسه, لكن من يتتبع هذا الرجل المثير للجدل يستطيع ان يعرف هل فعلا هو ابن المرجعية, ام ابن الشيطان كما يتقول البعض؟ سنحاول ان نجري بحثا عن شخصية هذا الرجل من خلال العرق او الجينات الوراثية. – لا توجد شخصية دينية شتمت وتعرضت الى التسقيط كما تعرضت له المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف، منذ تأسيسها ولغاية يومنا هذا, ولم نجد شخصية سياسية تعرضت التسقيط والتشوية كما تعرضت شخصية عمار الحكيم! الغريب ان كلاهما لم يسمع منهما يوما انهما تطاولا على احد او ردوا على من اساء لهم بالإساءة، أو حتى بأي رد مشابه! – المرجعية الدينية تمتلك هدوء يفقد الخصوم صبرهم, كما ان عمار الحكيم يمتلك ذلك الصبر ايضا. – الهدوء الذي عليه المرجعية, سرعان ما يتحول الى صلابة وحزم عند الضرورة في المواقف الحاسمة, وهذا ما شاهدناه عندما رفضت ان يكتب الدستور بأيادي غير عراقية, وفي فتوى الجهاد الكفائي, ومن يعرف عمار الحكيم يستطيع ان يلمس هذه الجينة الوراثية في موقفه من الاستفتاء على الانفصال الكردي, او التصويت على قانون الحشد الشعبي, وحتى قرار سيطرة القوات الامنية على كركوك. من خلال التصرفات والأفعال, الجينات الوراثية تشير على انه ابن المرجعية, بغض النظر عن الاسم الذي يرتبط به، وفعلا أثبت لنا أن العرق دساس.