هذه العبارة لها عدة معان، كل واحد يفهمها حسب ذكائه، والقليل من سيتمكن من فهمها كما اقصدها... ولكن ايها الرئيس، انت غير مؤهل للحفاظ على الاغلبية لمجلسك، لانك وسط بحر مملوء باسماك القرش المفترسة، وانت لست من اصدقاء هذا البحر، وهذا خطر عليك . فانصحك بالاستقالة او أخد دروس في السباحة في المياه العكرة لتساير العصر، لان جل مستشاريك لهم تكوين سياسي زنقوي و"دزنديقي"، وهذا ما تفتقده انت ولا تستطيع التكيف معه . الجميع يعرف ان جل الرؤساء الناجحين في الحفاظ على الأغلبية كان شعارهم "ادهن السير ايسير"، كانوا يتعاملون مع كل مستشار حسب ميوله، وكانت جل ميولا تهم مصالح شخصية، رشوات وغيرها... وكانوا يغضون النظر ليحافظوا على الاغلبية ويكسبوا المعارضة . اما انت ايها الرئيس، فانك غير قادر على تغيير مبادئك، وهذا ليس في مصلحتك ولا مصلحة المدينة، لان المدينة محتاجة لمن ينقذها باية طريقة، والطريقة الناجحة اليوم وفي هدا العصر بالذات هي سياسة "التخرويض". وما دمت انت لا تفهمها، فما عليك الا بالاستقالة او الصبر او تغيير مبادئك. انك لست امام مسجد، وحتى ان كنت كذلك، فعدد كبير من الأئمة اغتصبوا اطفالا..... يجب ان تفكر في خطة لكسب الاغلبية، وتستطيع ذلك لان جلهم منافقون يباعون مثل النعاج . اقول لك ايها الرئيس ان الخطر قادم، ولكن ليس من المعارضة، بل من بعض نوابك الذين سبق ان تمرنوا على يد كبار المخروضين الملقبون بالذئاب ، وهذا وقت الذئاب، ان لم تاكل معهم اكلوك. وعلى ذكر المعارضة، فالمعارضة تعمل السياسة من اجل السياسة، لها محاسنها ومساوئها، وهذا شي ء عادي، لكنها تعرف كيف تكسب الاصوات وتتقن الندوات وتغلق الفجوات . ولها مشاكلها ومعارضيها، و فيهم الصالح والطالح لانهم ليسوا ملائكة . وكم من ضربة اخذوها حتى من عصا المخزن اثناء تكوين المجلس، وحتى انا اخذت نصيبي معهم من ضرب وجرح، وهذا من متاعب الصحافة . اما عن حديثي عن المعارضة، فساتطرق له عما قريب، وسوف يعجب البعض ويغضب الاخر، ولكن تبقى هذه وجهة نظري . اقول لك، انت في حرب والحرب خدعة، فان عملت خطة وكسبت الاغلبية باي طريقة فستكون بطلا. وان صبرت على ما انت فيه، فتكون بطلا، وان استقليت فستكون بطلا. ايها الرئيس، انا لم اكن اقصد المرحوم ابانا حجيرة عندما قلت ان الرؤساء الناجحون كانوا مخروضين، لان المرحوم -رحمه الله واسكنه فسيح جنانه- كان قدوة في الرجولة و الكلمة الطيبة والاستقامة، وكان يعيش في زمن الرجال، كانوا مستشارين جلهم عندهم كلمة الرجال، عكس بعض مستشاريك.. أخيرا، اذا استطعت ان تنجح وتثبت للوجديين أنك الأجدر بخدمتهم، فستقام لك "قبة" ضريح يُزار من طرف العباد في هذه البلاد.