غالبا ما يحمل المهاجرون المغاربة بأروبا قصصا مؤرقة عن جحيم الرحلة التي يخوضونها للوصول إلى أرض الوطن أين الأهل و الأقارب و الأحباب، و تكاد القصص تتفق على نفس الحبكة و الأحداث و الشخصيات و الزمان و المكان ، و غالبا ما يكون المهاجر المغربي ضحية لتصرفات عنصرية قاسية تجرمها كل المواثيق الدولية و المنظمات الإنسانية، أما دور العنصري في هذه القصة ، يختاره الإنسان الأوروبي الذي يدعي أنه ينتمي إلى ثقافة الأنوار و حقوق الإنسان و لكنه لا يستطيع أن يخفي ساديته و ظلمه و جبروته و قد أتقن الأسبان هذا الدور و مارسوه بفنية كبيرة ضد المغاربة المتلهفين لرؤية أسرهم. لكل مغربي سافر عبر اسبانيا قصة و لكن كل القصص تتشابه و أجمعوا على أن رحلات عودتهم إلى المغرب عبر اسبانيا عسيرة و مرعبة تصل إلى الاعتداء، ومنهم من يتم توقيفه لعدة ساعات من طرف عناصر من الشرطة الاسبانية دون أي سبب مقنع خاصة في منطقة الخزيرات بسبب مناوشات وهو ما قد يترتب عنه الاعتقال والضرب والتجريح النفسي دون أسباب . و يضيف مصدر آخر : الأمر أصبح أكثر سوءا ، هناك من يتكبد مصاريف إضافية ويسافر عبر البحر أو الجو هروبا من جحيم العودة عبر اسبانيا ،و هناك من فقد كل وثائقه و سلبت منه أمواله أثناء الرحلة، وتتحول بذلك الرحلة السنوية من رحلة للبحث عن الراحة والاستجمام وصلة الرحم إلى رحلة سفر للمعاناة المادية والمعنوية ، و يحكي مغربي آخر أنه تعرض للسب و الشتم من طرف رجال الشرطة الاسبان لأنه أراد أن يقدم شكاية بمجموعة تتربص به من أجل الاعتداء عليه مع أسرته لم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل تجرأ رجال الشرطة الاسبان على الاعتداء على خمسة شبان مغاربة ، و كان الاعتداء شرسا و حسب المعطيات الواردة من مدينة الناظور فإن النقطة الحدودية بباب مليلية شهدت زوال يومه الجمعة 16 يوليوز الجاري، حادث إعتداء عنصري في حق خمسة شباب من أفراد الجالية المغربية المقيميين ببلجيكا ، وهم يهمون دخول مدينة مليلية المحتلة. وفي تفاصيل الحادث العنصري الذي أدانته كل المنظمات الحقوقية و الدوائر الرسمية المغربية فإن الإعتداء الذي تعرض له خمسة شباب مغاربة، وهم محمد بوتيخي 18 سنة والشاوني ياسين 23 سنة و الشاوني خالد 20 سنة و سمير الشاوني 27 سنة و الماحي يوسف 19 سنة، المقيمون بالديار البلجيكية والمنحدرون من حي لعري الشيخ بالناظور، حدث أثناء دخولهم مدينة مليلية السليبة قادمين من مدينة الناظور التي يقضون بها عطلتهم الصيفية حيث أبان رجال الشرطة الإسبان عنصريتهم و أهانوا المواطنين المغاربة عندما نزعوا الراية الوطنية المغربية التي كانت متواجدة على متن سيارتهم من نوع " غولف 3 " ذات لوحة ترقيم بلجيكية ، فأثار هذا التصرف ، غضب الشبان المغاربة ، تساءلوا عن الأسباب لم يجدوا إجابة بل أمروا بمغادرة مدينة مليلية المحتلة رغم توفرهم على جوازات سفر مغربية وبلجيكية وعلى جميع وثائقهم القانوينة،لم يقف الأمر عند هذا الحد بل انهالوا عليهم ضربا بالهروات التي تسببت لهم في جروح خطيرة تطلبت نقلهم على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الحسني بالناظور على إثر الحادث العنصري الخطير، ذكر بلاغ لوزار ة الشؤون الخارجية والتعاون أن هذه التجاوزات الخطيرة والمنافية لكافة القواعد الأخلاقية والأعراف وقعت عندما لاحظ أفراد الشرطة الإسبانية أن هؤلاء المواطنين المغاربة يحملون في سيارتهم علما وطنيا مغربيا. وأضاف البلاغ أن الحكومة المغربية تعرب عن احتجاجها الشديد على هذا التصرف غير المقبول. مغاربة العالم كما يحلو للدوائر الرسمية أن تناديهم هم بحادة إلى وطن يحميهم و يدافع عنهم من الهدمات العنصرية و لا شك أن الآسبان أبانوا عن حقد دفين على الرغم من أن كل المغاربة هتفوا باسم اسبانيا عندما فازت بكأس العالم لكرة القدم