برحابة صدر وبكل ثقة وقوة استقبلتنا حورية عراض رئيسة جمعية الشبيبة لتأهيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وخصتنا بالحوار التالي: حاورتها: نعيمة أدهم سؤال: مركز جمعية الشبيبة لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة عرف نقلة نوعية في عهد حورية عراض، فهل كل الفضل يرجع لك؟ .. جواب: بل كل الفضل يرجع لصاحب الجلالة الذي كرمنا بالتفاتته المولوية الكريمة وأحاطنا برعايته ومدنا بكل ما نحتاجه بعد أن زار المركز ورق قلبه الرحيم لهاته الفئة من أبناء شعبه. أما حورية عراض فلئن كانت تبذل جهدها ووقتها وصحتها من أجل أن يؤدي المركز الدور المنوط به، فذلك يرجع للمسؤولية التي حملنيها صاحب الجلالة والتي هي تكليف قبل أن تكون تشريف. سؤال: كم بلغت الهبة التي منحها صاحب الجلالة للمركز؟ جواب: عشرة ملايين سنتيم نقدا وشيك قيمته ثلاثمائة مليون سنتيم وذلك سنة 2006. وقد عملنا على ترميم العديد من المرافق بالمركز وكذا إحداث مرافق جديدة وتوفير خدمات متعددة للنزلاء، وصرفنا ونصرف من هبة ملكنا "وباقي الخير" ولله الحمد. سؤال: شيك الملك أثار بلبلة لدرجة أن بعضهم اتهم حورية عراض ب "السرقة"، بم تردين؟ جواب: أولئك أناس عجزوا أن يصلوا للنجاح الذي حققته حورية عراض، عجزوا أن يسموا بالعمل الجمعوي الإنساني، عجزوا أن يحظوا بالثقة التي حظيت بها من طرف صاحب الجلالة، هاته الثقة التي أفتخر بها وتجعلني أتسامى عن الرد على هذه الاتهامات التي تصدر عن أشخاص فاشلين. فأنا امرأة عمل ولست امرأة أقوال. فليشمروا عن سواعدهم وليتعلموا من حورية عراض. هذا من جهة، من جهة أخرى بإطلالة قصيرة على المركز وما تحقق فيه من منجزات وما يقدمه من خدمات وما يحظى به من إقبال على طول السنة ستدركون حجم الإمكانيات التي أنفقت وتنفق. في عهد حورية عراض بدأ المركز في أداء دوره الذي أنيط به ألا وهو خدمة فئة تعاني وتكابد الأمرين بعد أن كان قبلا بقرة حلوب لأناس ألفوا الاسترزاق على حساب هؤلاء الأبرياء. لست ألتفت لكل أولئك الحاقدين فالكلاب تنبح والقافلة تسير. سؤال: ونحن نحادث الأطفال والنزلاء وحتى أمهاتهم لمسنا التفافا وحبا كبيرا للحاجة، بم تفسرين هذا الحب الذي يكنه لك الجميع هنا؟ جواب: أولا هذا من فضل ربي، ثم أنا أعتبر الجميع أهلي وأبنائي وأبادلهم الحب بالحب والرعاية الخاصة، أنا لا أدخل مكتبي إلا نادرا، أقضي الوقت كله متجولة بين أقسام المركز ووسط المستفيدين، أطعم هذا، وألاعب ذاك، وأحادث الأمهات وأنصح الشباب... أستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي وأحاول أداءها على الوجه الأتم إرضاء لربي أولا وإرضاء لملكي ثانيا وحبا في هذه الفئة من الناس الذين أعيش معهم مسراتهم وأحزانهم كفرد من العائلة. يحبني الجميع وأحبهم والحمد لله. علاقتي بهم لا تنتهي عند باب المركز، بل أبقى على ارتباط بهم وبمشاكلهم حتى خارج المركز، فمثلا أنا أتدخل لتسهيل تنقلهم وأيضا لتوفير العلاج لبعض المرضى منهم وقد أفعل ذلك من مالي الخاص أحيانا عن طيب خاطر لأني أعتبرهم أهلي. وهنا أود أن أشيد بالدكتور أحمد أبو عبد الله وهو طبيب مختص في أمراض القلب والشرايين، رجل من أطيب خلق الله، لا يتوانى عن تقديم المساعدة للنزلاء ويعالج كل حالة نرسلها له بالمجان فله منا الشكر الجزيل. سؤال: حدثينا عن تجربتك الانتخابية؟ جواب: بداية أنا أعتبر أن كل الأحزاب متشابهة، ورغبتي في خوض التجربة الانتخابية كانت لها دوافع اجتماعية قبل كل شيء، كنت أطمح أن أدخل الحس الاجتماعي للمجالس لتوفير عناية أكبر للطفل والمرأة على وجه الخصوص. بدأت تجربتي مع حزب السيد "حدوش" ظنا مني انه حزب نزيه، لم أكن أفقه شروط اللعبة فتفاجأت بأنه تم إزاحتي من على رأس اللائحة. لكني و"عنادا" مني ولأني أردت أن أعرف وزني انتخابيا قررت اللجوء لحزب بسيط ليست له قاعدة كبيرة، فكان عدد المصوتين لي كبيرا، وهو ما اعتبرته فوزا رغم خسارتي وكنت سعيدة رغم أن من صوتوا لي كانوا يبكون لرغبتهم الشديدة في أن انجح. سؤال: وهل ستكررين التجربة؟ جواب: الرغبة في الترشح مجددا موجودة، لكن ننتظر بداية خروج الدستور لحيز الوجود ونرى أهم المستجدات، فإن كانت هناك بوادر انتخابات نزيهة وأحزاب في المستوى حينها ستتضح الرؤيا، أما إذا بقت دار لقمان على حالها فسأكتفي بالعمل الجمعوي. أعرف مكانتي ولا أريد أن أكون مطية لأي كان، أريد خدمة الشعب. سؤال: ما تود حورية عراض قوله ككلمة أخيرة؟ جواب: سأواصل.