كان نصرا كبيرا بامتياز، أربعة أهداف لصفر، نصر أعاد للمغاربة طعم فرحتهم المفقود بفريقهم الوطني. كان الفريق الوطني متألقا منسجما متحمسا، وكان الفريق الجزائري متفككا مرتبكا مذهولا تابع كل المغاربة المقابلة التاريخية بأنفاس مشدودة وكلهم أمل أن يرد الفريق الوطني للجزائريين الصاع صاعين، فكان الرد أربع صاعات.. أربعة أهداف نظيفة نقية صافية مقابل صفر مستدير استدارة أفواه الجزائريين المذهولين الذين تلقوا الهزيمة النكراء كالصاعقة. بعد النصر الباهر خرج طاقم جريدة الجسور إلى شوارع وجدة لرصد احتفالات المواطنين بالنصر، الكل، نساء، شباب، كهول وأطفال.. كانت فرحتهم عارمة عبروا عنها بكل تلقائية وعفوية حيث غصت شوارع وجدة بالمحتفلين. انتقل بعدها طاقم جريدة "الجسور" للحدود المغربية الجزائرية "زوج بغال" حيث كان الناس يحتفلون بالنصر بمحاذاة الشريط الحدودي وحوالي أكثر من 60 رجل أمن يقفون في مقابلتهم لمنعهم من التقدم. وهناك استقت الجريدة تصريحات من مواطنين يقطنون بمحاذاة الحدود عبروا عن فرحتهم الكبيرة بالنصر الساحق الذي أعاد لهم اعتبارهم حيث أن الجزائريين عندما انتصروا في مقابلة عنابة حضروا للحدود وبدؤوا في إغاظتهم وإطلاق النار في الهواء، بل من الجزائريين من كان يتصل بهم هاتفيا ويتهكم عليهم. أجواء الفرحة لم تقتصر على ليلة النصر بل استمرت لليوم الموالي، حيث انتقل طاقم الجسور لمدينة السعيدية الحدودية التي شهدت يوم الأحد احتفالات كبيرة رفعت فيها الرايات الوطنية والنشيد الوطني عاليا في جو حماسي. وقد أخذت الحماسة بعض الشباب لدرجة الاقتراب بشكل كبير من الشريط الحدودي ملوحين بالأعلام ورافعين شعارات النصر الكبير مما جعل بعض الجزائريين يرشقونهم بالحجارة، وهنا تدخل رجال الأمن المغربي لإبعاد الشباب المتحمس عن الحدود. لطالما عرفت المقابلات الكروية بين الجزائر والمغرب مثل هذه الأحداث، ربما هو عداء كروي متأصل تغذيه مشاكل سياسية متجذرة لكن الكل متفق أن ما يجمعنا من أواصر أكثر مما يفرقنا، حيث رغم أجواء الفرحة بالانتصار أكد الكثيرون على رغبتهم في أن تفتح الحدود المغربية الجزائرية للم شمل عائلات كثيرة فرقها إغلاق الحدود.