رمضان بنسعدون عين بني مطهر إن التغيير صدح رجع صداه في كل مكان من عالمنا العربي و أرق بعض النفوس و أزعج أسماعها وكان هو الوسيلة المثلى التي تنجي من ظلمة الواقع المعاش و الذي كان فيه المواطن العربي محاطا بسياج من الجهل ما يجري في الكواليس فجاء هذا التغيير لينقذ الإنسان العربي من أغلال التخلف و التحجر العقلي و العيش تحت نير الذل و المهانة.. و انكشف المفسدون و بانت مقاصدهم الباطنية و المضمرة و ظهرت هشاشة عملهم و زيف ادعاءاتهم و نواياهم لأن المواطن انخدع بالشعارات الجوفاء و انجذب نحو بريقها الزائف لكن سرعان ما قوبلت مع وميض الحقيقة فوجدها في الحياة اليومية المتواترة بأنها مجرد كلام فضفاض و ما لبثت أن توجهت إلى هؤلاء المسؤولين أصابع الاتهام الواحد تلو الآخر و أصبحوا يتهاوون كأوراق الخريف ، لكن يبدو أنهم بالرغم من ذلك يريدون أن يظلوا قابضين على الزمام اعتقادا منهم بأن المواطن لا زال متدثرا بغطاء هاجس الخوف الذي استبد به مع تعاقب الزمن و اعتبروا ذلك منهاجا يتعين الركون إليه كحتمية للوصول إلى أهدافهم ، لكن هيهات هيهات فإن الزمن كشاف .. فهناك مسؤولين في العديد من القطاعات كاللذين حملوا بمسؤولية الحقائب وهي كالجبال على كواهلهم لكنهم يستخفون بها حيال المواطن دون حسيب و لا رقيب يلهثون وراء مشاريعهم الخاصة في الداخل و الخارج و في لحظة من لحظات البحث عن المسؤولية لا نجد من يحملها .. إن المشكلة الأساسبة التي نتخبط فيها نحن المغاربة تكمن في شيوع نمط متفرد من أنماط التفكير اللاعقلاني يغيب فيه المنطق و ينزل الترهل في المسؤولية الشيء الذي يكرس الأوضاع العصيبة التي يعانيها مجتمعنا انطلاقا من مسؤولينا الكبار الذين يتهربون و لا يقدرون المسؤولية التي لو حملناها محمل الجد لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه و يتبنى الكثير من المسؤولين على شؤوننا (الدجل والكذب) و الضحك على ذقون المواطنين شعورا راسخا بالاستخفاف و الاستهتار بحقوق المواطنين و ترك الحبل على الغارب وكأن هناك استحالة في إيجاد حلول لمشاكلنا و أزماتنا و يسري ذلك على مستوى كل المنظومات و بدل خدمة مصالح المواطنين و مصالح البلاد ، يهتم المسؤولون بمصالحهم الذاتية ما أثبتتها الحياة اليومية .. وبالرغم من أن صاحب الجلالة أعطاهم في السياق اليومي للوقائع التي تجري ببلادنا مثالا يمكن أن يحتذي به و التماشي أسوة بإستراتجيته التنموية و مثالا في تخليق الحياة العامة والحكامة الرشيدة في دواليب المؤسسات ، إلا أن المسؤولين يتماشون عكس التيار متمسكين بالتهاون في العمل وذلك نابع من النرجسية الذاتية لتعطيل العدالة الإنسانية التي يتوق إليها المغاربة كغيرهم من البشر الذين ركبوا موجة التغيير من أجل المساواة و العدالة و احترام الآخر تمهيدا لولوج عوالم حاسمة تؤسس لمرحلة مساءلة الذات و الانكباب على محاسبتها وجلدها لبعث حياة جماعية تكافلية تضمن المستقبل المعيشي الكريم لكافة المواطنين دون استثناء ، لا نقول الوصول إلى المدينة الأفلاطونية الفاضلة و إنما على الأقل العيش الكريم للمواطن المغربي.. و لا غرو أن يكشف التغيير النقاب عن مرحلة قاتمة ولى زمنها للدعوة إلى طرح مفاهيم جديدة بتغيير مناهج الحياة و تعديل الدساتير لسلك طريق أكثر ديمقراطية و التفيؤ في ظلال مرحلة حديثة قد تزخر بغد أفضل لما تحمله الذات من فكر متجدد و قد أثبت السياق التاريخي بأن اندثار أغلب الحضارات و زوالها " و كم أهلكنا من قرن من بعد نوح.." يأتي من الاستبداد و البغي و الغلاء المعيشي و الحكرة و الفساد الإداري و لأخذ العبر و الدروس من تاريخ الأمم السابقة و القرآن الكريم و خير دليل لمن أراد أن يرى كيف أهلك الطغاة و الجبابرة "سورة هود" أكبر شاهد والتي قال فيها مبعوث العناية الإلهية شيبتني هود لأن الله من خلال هذا القصص القرآني أنذرالناس بما عاناه أولوا العزم من الرسل والأنبياء من الأقوام التي طغت و تجبرت منها من كانت تعمل الخبائث و أخرى لم تقسط في الميزان و تلك قهرت و قمعت الشعوب وعلينا أن نستشف الحقائق والمغزى من أمر الله لخير البشرية محمد (ص) حينما بعث لإتمام مكارم الأخلاق والحكم بشرع الله "و استقم كما أمرت و من تاب معك و لا تطغوا" صدق الله العظيم