استطاعت الصحافة المغربية في ظرف وجيز أن تقطع أشواطاكبرى، وفي زمن قياسي تضاعفت أعداد الصحفيين المهنيينوالغير المهنيين وهو أمر يثير الإبتهاج مادامت الصحافة سلطةرابعة. أذكر أنه قبل سنة 1998 كانت الجرائد المغربية اليوميةوالأسبوعية على رؤوس الأصابع ولم تكن هناك إلا إذاعة واحدةوطنية وأربع محطات جهوية وإذاعة ميدي 1 بطنجة بالإضافةإلى قناة 2M وRTM. ..، لكن ما بين 1998 واليوم وقعت ثورةعظمى في مجال الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئيةبالمغرب لتنظاف لها ثورة الصحافة الإلكترونية... لكن السؤال الذي يطرح أمام كل هذا الانفجار والتطور والثورة هوهل قدمت الصحافة المغربية المطلوب منها كما يحدث بدولأخرى.؟! هل تقوم بواجبها...؟ هل استطعنا أن نفرض أنفسنا أمامالآخرين.؟! هل وهل وهل... أذكر أن 3 سنوات قضيتها بمؤسسة الشرق الأوسط في زمن كانفيه الإخوة السعوديين يتربعون على عرش الصحافة المكتوبةعربيا وكانت منشورات المؤسسة وخاصة (جريدة الشرق الأوسطومجلة سيدتي)تصنعان الحدث وتحطمان الرقم القياسي فيالمبيعات بالعالم العربي ... جمعتني الصدفة بالعديد من الزملاءمن دول أخرى خاصة مصر وتونس والكويت والجزائر والسودانممن مازلت على علاقة ببعضهم مما يجعلني دائما أطرح أكثر منسؤال عن أوجه الاختلاف بيننا وبينهم وبين صحافتنا وصحافةبلدان أخرى. صحيح أن مجموعة من الصحافيين المغاربة يتوفرون علىكفاءات لا تناقش وأغلبهم يفرض نفسه بمنابرعالمية لكن مقابلهذا هل صحافتنا بخير.؟ ( وهنا أتحدث عن الصحافة ديال بصحماشي صحافة خد نجال) فلماذا عجزت بعض الجرائد اليوميةالمغربية عندنا أن تكسب ثقة القارئ كما تفعل يومية الخبرالجزائرية مثلا... عندنا أصبحت الصحافة مهنة من لا مهنة له وعندهم من كانأستاذ أو موظفا أو... لا يمكن أن يختبأ بمهنة الصحافة ليصفيحساباته و (...). عندنا ممكن لصحافي أن يبيع ضميره من أجل قنينة (جعة) ويكتبما يحلو له وما يملى عليه وعندهم الصحافة ضمير. عندنا تحولت الصحافة إلى سخافة وأصبح كل شخص بإمكانهأن يؤسس جمعيات ويوزع البطائق والشواهد حتى لو كانصاحب سوابق ونصابا وعندهم يقدسون التوحد ويموتون فيالتكتل وتطهير المهنة من الأوباش. عندنا نحن نجد بعض المنابر تتصارع وتتناحر من أجل من يدفعأكثر وتتحول إلى واجهة اشهارية وادعائية وعندهم شرف المهنةأولى. عندنا بعض الصحافيين يقضون أغلب وقتهم بالحانات و(البارات) أكثر من( البيروات ) وعندهم يهاجرون المكاتب للعملبالميدان... عندنا يمكن أن يتحول أي كان من جزار أو سمسار أو نادلةمقهى أو حلايقي في رمشة عين إلى صحافي أو مدير جريدة أومهرج بإذاعة (...) أو مقدم برنامج تلفزيوني وعندهم الصحافةمهنة مقدسة يخجل أي كان أن يمارسها. عندهم يتم البحث عن الأفكار وعندنا نجيد التقليد والتمقليعونتخصص في تقليد أسماء البرامج والجرائد وسرقة الأفكار...