نُشرت هذه المقالة أصلاً على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأميركية في 10 أيار/مايو. بيثيسدا، ميريلاند - استضاف مركز والتر ريد الطبي القومي العسكري عبر السنين العديد من المشاهير ورؤساء الدول ونجوم الرياضة، والآن أفرادًا من الأسر الملكية بعد زيارة الأمير البريطاني هاري المركز من أجل تشجيع المحاربين الجرحى والتعرف على العلاجات المتطورة والمستخدمة في رعايتهم. وصل الأمير، الذي كان قد زار مقبرة أرلينغتون الوطنية في وقت سابق في 10 أيار/مايو، إلى مستشفى بثيسدا مرتديًا البذلة المموهة التي يستخدمها الجيش البريطاني، لكي يستمع إلى شرح حول التكنولوجيات المستخدمة في معالجة المحاربين الجرحى، ولا سيما مبتوري الأطراف. والأمير هاري هو نقيب في الجيش البريطاني أنجز دورتي خدمة في أفغانستان، وقد اختلط بسهولة بين المحاربين الجرحى في المستشفى هنا وتحدث مع عدة محاربين بصورة فردية للاستفسار عن إصاباتهم والعلاج الذي يتلقونه، وتوقعاتهم حول موعد خروجهم من المستشفى والمضي قدمًا في حياتهم. وقد شجّع هاري، خلال زيارته لمختبر إعادة التأهيل بمساعدة الكمبيوتر، الأخصائي في الجيش كوري غرمون خلال أول جلسة تأهيلية له على جهاز مستدير كبير غريب الشكل يشبه آلة التردميل وآلة التدحرج الكرنفالي. انحنى الأمير على عمود محيط بالجهاز خلال سير غارمون عليه، الذي فقد ساقيه في انفجار قوي في قندهار، بأفغانستان، في تموز/يوليو 2012، خلال سيره على ممر حجري عبر غابة، وكل العملية كانت تعرض افتراضيًا على شاشة عملاقة في الغرفة المظلمة. قال الأمير البريطاني لغارمون الذي حصل على أطراف اصطناعية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي: "ليس لدينا أي شيء كهذا في المملكة المتحدة." وتطرق ادميرال البحرية ألتون ستوكس، القائد العسكري لمستشفى والتر ريد الذي رافق الأمير هاري طوال فترة زيارته، الى موضوع المناقشات التي تركز الكثير منها على طرق تبادل الخبرات بين القوات العسكرية الأميركية والبريطانية للتعاون بين هذه القوات بدرجة أوثق في علاج المحاربين الجرحى. وفي الواقع، أشار ستوكس إلى أن أحد الأجهزة التي عرضها موظفو المختبر على هاري - وهي يد ميكانيكية - قد صنعت في المملكة المتحدة. وقال الادميرال إنه "كان مهتمًا كثيرًا بالتكنولوجيا لدينا وكيف يمكننا العمل سوية في المستقبل. إنما الشيء الذي أثار أقصى اهتمامه كان الاجتماع مع المحاربين وأفراد عائلاتهم. فلقد خدم هو نفسه في القتال، ولذلك فإنه يشعر بذلك الرابط معهم، وكان ذلك واضحًا." وزار هاري مركز التدريب العسكري المتطور في المستشفى، حيث كان العشرات من المحاربين الجرحى يخضعون لأنظمة إعادة التأهيل تحت المراقبة الدقيقة من جانب الذين يقدمون الرعاية لهم. سار الأمير عبر القاعة وصافح المرضى، والتقط الصور التذكارية عندما طلب منه ذلك، وتحدث معهم بهدوء، وبصورة فردية، حول جراحهم ونقاهتهم. وشاركهم في الضحك، وقطّب جبينه أحيانًا عندما كانوا يصفون إصاباتهم، وأصبح، كما قال أحد الجنود، "تمامًا كواحد من هؤلاء الشباب." أشاد الرقيب الأول في الجيش تيم باين، الجندي في الفرقة الجبلية العاشرة، وعمره 30 سنة، الذي فقد ساقيه أثناء قيامه بدورية في قندهار بأفغانستان في 5 تموز/يوليو 2011، بالعلاج الذي يتلقاه. وقال باين للأمير: "إن الرعاية التي يقدمونها لنا هنا رائعة. ولا يمكن مضاهاتها في أي مكان آخر." وأفاد باين، وهو سباح مثابر يؤدي الكثير من عملية إعادة تأهيله في حوض السباحة في مستشفى والتر ريد، أنه أخبر هاري أيضًا بأنه يأمل أن يجتاز في أحد الأيام بحر المانش سباحة. وضحك باين قائلاً: "أجابني بأنني مجنون، إلا أنه، وبوجه عام، يبدو لطيفًا حقًا، وأعتقد أنه أمر حميد أنه خصص بعض الوقت لكي يأتي لزيارتنا." وبدوره، قال الاختصاصي العسكري الثاني، بو رايخنباخ، أحد عناصر الفرقة الخاصة لسلاح البحرية الذي تقاعد لسبب طبي بعد فقدان ساقيه من فوق الركبة نتيجة إصابته بعبوة ناسفة مصنوعة يدويًا في محافظة أورزغان في أفغانستان في تموز/يوليو 2012، إنه تأثر جدًا لأن الأمير كان مهتمًا جدًا بسماع قصته. وأشار رايخنباخ إلى أنه بدا وكأنه ذلك النوع من الرجال الذي يرغب فعلاً في قضاء المزيد من الوقت في التحدث معنا. كان مهتمًا بالفعل في أن يكون معنا هنا ويتحدث حول الرعاية الصحية التي نتلقاها. وأبلغناه أننا جميعا نرغب في أن نكون هنا، لأنه بالنسبة لنا، هذا هو المكان الأفضل." ولدى العودة إلى القاعة المظلمة لمختبر إعادة التأهيل بمساعدة الكمبيوتر، راقب هاري قيام غارمون بتشغيل منصته وهو يسرع ويبطئ وينحني أحيانا لمحاكاة تلال ترتفع وتنخفض برفق. وبالإضافة إلى هذا التحدي، طُلب من غارمون استخدام ذراعيه لقتل طيور افتراضية ذات منظر ينذر بالشر كانت تتجه نحوه من الشاشة. تحداه هاري قائلاً: "مئة، أليس كذلك؟"، ورفع إبهام يده بينما كان الدكتور تشاك سكوفيل، رئيس قسم إعادة التأهيل، يشرح العمل الذي يقوم به المختبر ونظام تسجيل النقاط المستخدم لقياس مدى تقدم المريض. ضحك هاري وأطلق بضع صيحات "احذر" عندما كان غارمون يضرب "الطيور"، ثم هنأه لتسجيل معدل إصابة قدرة 72 بالمئة أثناء الجلسة. من ناحيته، أكد غارمون بأنه يتلقى رعاية "عظيمة" في مستشفى والتر ريد مما ساعده على الشفاء جسديًا وعقليًا. وأبلغ الأمير قائلاً: "عندما تغادر هذا المكان هنا، تكون قد أصبحت قادرًا على الذهاب أينما شئت." وعبر ستوكس عن أمله في أن يتسنى لعدد أكبر من الناس فرصة تجربة ما شاهده الأمير هاري في والتر ريد. وأوضح بأن ما يجعل مستشفى والتر ريد مميزًا بهذا القدر، يعود إلى عمل مقدمي الرعاية الطبية الذين يتواصلون مع الأسر من يوم وصول المصاب إلى يوم مغادرته، وإلى الأسر التي تقف إلى جانب أحبائها، وكذلك إلى شجاعة المحاربين الجرحى أنفسهم. واستطرد ستوكس قائلا: "الناس هنا مثيرون للإعجاب حقًا". وعبر كذلك عن اعتقاده بأن "مثل هذه الزيارة ستكون فرصة رائعة لجميع الناس في أميركا لقضاء يوم أو يومين في هذا الحرم ورؤية الروح المعنوية لتلك الأسر والروح المعنوية العالية لهؤلاء المحاربين"، ولعقدهم العزم على المضي قدمًا في حياتهم، سواء أكان ذلك في صفوف القوات العسكرية أو كأعضاء مكتملي العضوية في المجتمع. وخلص القائد العسكري لمستشفى والتر ريد إلى القول: "إنه لأمر مدهش حقًا، ولم أتحدث إلى أي واحد منهم قد عبّر عن الندم. فهم يعتزون كثيرًا بأنهم خدموا بلادهم."