دعا المتدخلون من خلال الندوة الفكرية المنظمة مساء يوم الجمعة 10 مايو 2013 بقاعة المسبح البلدي بجرسيف من خلال مداخلات تم تناولها في مواضيع جاء أولها تحت عنوان ( الجيل الجديد و التشبث بالقيم الوطنية و ثوابت الامة كرافعة للارتقاء بتقدم الوطن ) من تاطير ذ. فوزي رحيوي ناشر صحفي و رئيس الجبهة الوطنية للوحدة الترابية و موضوع ثاني تحت عنوان " الحكم الذاتي و ايجابياته على الأقاليم الصحراوية " من تاطير ذة . الصغرى الكنتاوي صحفية و الكاتب العام للجبهة الوطنية للوحدة الترابية ، و موضوع ثالث تحت عنوان ( الصحراء المغربية و الجيل الجديد ) من تقديم ذ . لبيب رشيد استاذ متخصص في علوم التاريخ و موضوع رابع تحت عنوان " البوليساريو و ادعاءاته للإيمان بحقوق الإنسان بين الماضي و الحاضر " من تاطير ذ . عبدالرحمان كويس الكاتب العام لمنسقية جهة كلميمالسمارة للجبهة الوطنية للوحدة الترابية و من تنشيط ذ . حسن الشابي رئيس جمعية مارواسبا ، الى دعوة الشباب المغربي بتوخي الحيطة و الحذر و اليقظة من التخدير الذي باتت تدفع به و تموله بعض الجهات المغرضة بدافع زرع الفتنة خاصة بالأقاليم الصحراوية المغربية الجنوبية ، كما دعا المتدخلون الحكومة المغربية بمختلف فعالياتها الى الانتقال من ردود الفعل الى الفعل و المواجهة بقوة كل الهجمات الشرسة التي تمس بالسيادة الوطنية و الهادفة الى التشكيك في الهوية المغربية و تعبئة الجمعيات الهادفة في عملها من المجتمع المدني و تمكينها من القيام بدور فاعل في الدبلوماسية الموازية دفاعا عن ثوابت الأمة و الوحدة الترابية فضلا عن دعوتهم الشباب المغربي الصحراوي الى استيعاب ايجابيات مقترح الحكم الذاتي و المطالبة بالإسراع للاستفادة من ايجابياته و اغتنامها فرصة فريدة من نوعها إضافة الى حمل المشعل لتعريف بها لدى كل الشباب المغيبين عنها كما دعا المتدخلون على تنقل هذه التظاهرة لتنظيم فعالياتها كل سنة بجهة من جهات المملكة داعين في ذات السياق الشباب المغربي في كل المحافل بالتنويه و الاقتداء بالمبادرات الرائدة لجلالة الملك خاصة في مجال الدبلوماسية و الإصلاحات الهيكلية التي تعرفها بلادنا كما دعوا كل فعاليات المجتمع الى الانخراط في غرس قيم الوطنية لدى الشباب الصاعد عبر كل القنوات المعقولة لتهيئ الجيل القادم حتى يكون قادرا على مواجهة كل التحديات إضافة الى تعبئة المجتمع المدني لعدم إهمال ملف مناطقنا السليبة ( سبتة ، مليلية ،الجزر الجعفرية ، واحات توات ، تدكلت و كوارة ....... ) و تنمية صحرائنا الشرقية حيث خلص المتدخلون في الأخير الى ضرورة تعبئة المجتمع المدني للتصدي لموجات التضليل و الترويج للاطروحات الوهمية التي بات يؤجج لها أعداء الوحدة الترابية أينما حلوا و ارتحلوا . و قد أكد في بداية هذه الندوة الأستاذ حسن الشابي رئيس جمعية مارواسبا في كلمة ترحيبية على أن هاته الأيام الثقافية هي تعبير من المنظمين على العناية التي أصبحت جمعيات المجتمع المدني تعبئ لها بحكمة و تبصر كرافعة للارتقاء بثقافاتنا المغربية و قيمنا الحضارية المميزة للمغاربة مبرزا في هذا الإطار أن مشاركة الفرقة الحسانية و حضورها المتميز بين ظهراني الأيام الثقافية الأولى بجرسيف لتعبير عن الانخراط بقوة في إدماج الموروث الثقافي الحساني الذي حث عليه دستور المملكة على أمل الاضطلاع بان تعرف مدارسنا مستقبلا اللغة الحسانية في التعليم الابتدائي و الثانوي الى جانب اللغات التي تدرس من عربية و امازيغية و اللتان نعتز بهما جميعا أيما اعتزاز كما أكد الأستاذ فوزي رحيوي رئيس الجبهة الوطنية للوحدة الترابية إن انخراط اطر هذه الأخيرة بمواضيع راهنية في هاته الأيام الثقافية الأولى بمدينة جرسيف لتبرز عمق الأهداف المسطرة لإفادة جيلنا الجديد على اعتبار أن كل الأجيال يبقى من واجبها الانخراط في التأطير و التوجيه على قدم وساق خاصة الجيل الذي حمل مشعل الدفاع عن القضية الوطنية منذ قسم المسيرة الخضراء حيث يبقى الرهان علينا جميعا أن نلقن جيلنا الصاعد قيم الوطنية التي يجب أن يتسم بها المغاربة أفرادا و جماعات لمواجهة كل القضايا المطروحة ، مبرزا في ذات السياق أن جميع المغاربة من وطنيين غيورين يجدون أنفسهم أمام ظاهرة غريبة تشمئز لها الخواطر و تستاء منها النفوس و تتمثل أساسا هذه الظاهرة في عدم الوعي بقيم الوطنية و قيمتها و عدم التحلي بها خاصة لدى شباب يافع يتم الضغط عليه في تخدير للعقول الفتية للقيام بحملات شغب ضد إخوته غير مسبوقة في وطننا ارضاءا لضمائر عديمة لخصوم الوحدة الترابية الذين باتوا مكشوفين مشيرا في هذا الإطار لإحداث الشغب التي عرفتها بعض مناطق الصحراء المغربية بعد تجنيد مجموعات تقوم بأعمال لا علاقة لها بالحرية و الديمقراطية التي أصبحت تنعم بها جهات المملكة في العهد الجديد خاصة في مجال حقوق الانسان التي اصبح المغرب نموذجا مثاليا فيها و تجلى أساسا في إنشاء المجلس الوطني لحقوق الانسان كهيئة مستقلة بلجن جهوية مثلت فيها الجهات الجنوبية الثلاث حيث ثمن خلالها ذ . فوزي رحيوي كل المبادرات التي يقوم بها هذا المجلس . و في مداخلتها اكدت الاستاذة الصغرى الكنتاوي الكاتب العام للجبهة الوطنية للوحدة الترابية على ان الحكم الذاتي نقيض للمركزية و تحتاج الدول التي تمارسه الى ان تتخلى عن سلطاتها المركزية بخصوص جزء مهم من صلاحيات تدبير الاقاليم اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا لتتم ممارسته على المستوى المحلي مبرزتا في هذا الاطار ان هذا الحل يشكل امكانية واقعية جادة لتفويض اختصصات لكل سكان المنطقة في الاطار الضروري للسيادة و الوحدة الترابية للمغرب كما انه السبيل الوحيد الذي يسمح بالخروج من النفق الذي وضعته جملة من الأخطاء التاريخية التي استغلتها الجزائر لدعم النزعة الانفصالية المتشخصة في حركة البوليساريو كما انه حل يصون الحقوق الثابت و يحفظ الخصوصيات و يفتح أفاقا رحبة للبناء الاقتصادي و التقدم الاجتماعي و التساكن المبني على التضامن الوطني كما ان من شأنه إنهاء مسألة تحديد المصير و تعزيز الاستقرار الإقليمي للدول المنطقة مؤكدة لمن يهتفون بالانفصال انه ولى زمن الدويلات كما ولى زمن الغباء و الجهل مع العصور المظلمة و ازدهر زمن التكتلات و العلم و العولمة و أصبح ربح الوقت و المرونة رهانا ملحا يقاس به تقدم المجتمعات .كما ابرز الاستاذ رشيد لبيب مختص في العلوم التاريخية على ضرورة ايلاء الشباب أهمية قصوى في كل المجالات من خلال تكوينه و تعريفه بجادة الصواب تاريخيا حتى لا ينسجم مع الاطروحات الوهمية التي يروج لها أعداء الوحدة الترابية كما عرج في مداخلته على مجموع التحولات التي عرفتها بلادنا مبرزا الدور الطلائعي الذي لعبه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بخصوص المقترح الأمريكي بتوسيع صلاحيات المينورسو بالصحراء المغربية في مجال حقوق الانسان منوها بتدخله الذي اسفر عن نتائج حقق المغرب خلاله انتصارا دبلوماسيا في هذا الاطار .و في مداخلته اكد ذ. عبد الرحمان كويس على ضرورة الوقوف على تاريخ انشاء الحركة الانفصالية للبوليساريو التي جاءت بهدف تضليل الحقائق و تغليط الرأي العام كلما مرة مشيرا الى الخروقات السافرة لحقوق الانسان و تجاوز مواثيقها الدولية المتعارف عليها سواء في الماضي او في الحاضر حيث ان اخواننا المحتجزين بتندوف لدليل قاطع عن حرمانهم من ابسط حقوقهم و التي حان الوقت في ان يتحرك الجميع لينمعموا بالحرية و الديمقراطية و الكرامة و يعودوا للعيش في هناء و نعيم بين اهلهم و دويهم . و على هامش تنظيم هذه الأيام الثقافية التي أعطى انطلاقتها السيد "عثمان السوالي" عامل إقليمجرسيف مرفوقا بالوفد الرسمي بحضور جمعيات من المجتمع المدني و منتخبين و برلمانيين و رئيس المجلس البلدي و فعاليات إعلامية اختتمت هذه الأيام بتنظيم سهرة فنية بساحة بئرانزران ميزها انخراط و مشاركة فرقة جمعية بوراس الخليفة للإبداع الفني الثقافي الحساني التي تألقت فيها الفنانة " ازانة جاعة " و تفاعل معها الجمهور الجرسيفي بقوة خاصة عند حملها للعلم الوطني قدمت خلالها فقرات من الفن الحساني بتقديم لوحات سهر عليها الفنان محمد بوراس و أمبارك لبكم و النكادي محمد برقصات حسانية شعبية للفنانة الشابة "علية جاعة " لأول مرة بجرسيف كما تخلل هذه السهرة مشاركة مجموعة من الفرق الفولكلورية الشعبية المحلية و فرقة احيدوس بني حسان بركين و مجموعة المداح الأصيل لتختم فعاليات هذا الملتقى على إيقاعات أغاني الفنان سيمو العيساوي ابن المدينة رفعت بعدها برقية الولاء و الإخلاص للسدة العالية بالله .