شكل موضوع "البيعة.. ميثاق وروابط بين العرش والشعب"، محور ندوة فكرية نظمتها٬ يوم السبت المنصرم، بجرسيف٬ الجبهة الوطنية للوحدة الترابية (تنسيقية جرسيف)٬ بمناسبة الذكرى 69 لتقديم وثيقة الاستقلال. وتناول المشاركون في هذه الندوة٬ المنظمة بتعاون مع المجلس العلمي المحلي بجرسيف٬ موضوع البيعة انطلاقا من التاريخ الإسلامي، وكذا من خلال ممارستها داخل الدولة المغربية عموما، وفي عهد الملوك العلويين بالخصوص٬ حيث التزم المغاربة بطقوسها والعمل على تجديد روابطها سنويا خلال حفل الولاء. وفي هذا الصدد٬ أكد رئيس المجلس العلمي المحلي، عبد القادر بوشلخة، أن "إمارة المؤمنين باعتبارها قاموسا سياسيا إسلاميا تشكل ميثاقا وصلة وصل بين الحاكم والمحكوم٬ وأن الإمامة التي تعرف بأنها نيابة عن صاحب الشرع في الدين والدنيا تشكل منصبا شرعيا متجددا". من جهته٬ أكد رئيس الجبهة الوطنية للوحدة الترابية، فوزي رحيوي، أن تقديم وثيقة الاستقلال من قبل أقطاب المقاومة وشخصيات وطنية حرة بمنزل أحمد مكوار بالبطحاء بفاس كانت "بمثابة رصاصة" قلبت موازين المستعمر الغاشم٬ مشيرا في السياق ذاته إلى الثورة المتجددة التي عايشها الشعب المغربي مع ملوك الدولة العلوية ويعيشونها حاليا، في ظل الأوراش الكبرى مع جلالة الملك محمد السادس. من جانبها٬ أكدت الصغرى الكنتاوي، الكاتبة العامة بالجبهة، أن ميثاق البيعة الذي يربط أبناء الصحراء المغربية بالملوك العلويين هو ميثاق قديم ومتجذر في التاريخ٬ مشيرة إلى أن الوثائق التاريخية تؤكد أن ملوك المغرب أولوا أقاليم الصحراء أهمية بالغة وارتبطوا مع القبائل الموجودة بعقد البيعة الشرعية التي كانت تمكنهم من الإشراف المباشر على هذا الجزء من التراب المغربي. وتوج هذا اللقاء٬ الذي حضره، على الخصوص، عامل الإقليم، عثمان السوالي، وشخصيات مدنية وعسكرية وثلة من العلماء والأئمة٬ بتكريم عدد من المقاومين وتسليم شهادات تقديرية.