عقدت الجبهة الوطنية للوحدة الترابية، أول أمس السبت، بمكناس، أشغال مؤتمرها الوطني الأول، حول موضوع "المجتمع المدني ودور الإعلام الوطني في التصدي لموجة الفكر الانفصالي داخل وخارج الوطن .. أية مقاربة". وأكد المتدخلون في هذا المؤتمر، الذي شارك في أشغاله أعضاء الجبهة من الأقاليم الصحراوية، ومكناس، وبعض جهات المملكة، على أهمية التفاف جميع شرائح المجتمع المغربي، لمواجهة أعداء الوحدة الترابية. كما دعوا إلى اعتماد مقاربة إعلامية محكمة للدفاع عن هذه الوحدة، وتعبئة كل الجهود الوطنية الوازنة، إضافة إلى مشاركة كل الفرقاء في المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، والمؤسسات الإعلامية، في هذا المجهود. كما أبرز المتدخلون، في السياق ذاته، أهمية الدبلوماسية الرسمية والموازية، ومواكبة كل المستجدات المرتبطة بقضية الصحراء المغربية، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، التي تؤكد أهمية تفعيل هذه الدبلوماسية، دفاعا عن الوحدة الترابية، وحماية المغرب ومصالحه العليا. ودعت المداخلات، التي ميزت هذا المؤتمر، إلى رص الصف للتصدي للمد الانفصالي، والتنسيق على مختلف الجبهات، وتقوية دور الإعلام، سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي، داخل وخارج المغرب، للاضطلاع بدوره المحوري، في نشر الوعي، والتحسيس بأهمية القضية الوطنية، واعتماده منهجية متوازنة في تناول القضية الوطنية، وجعلها أولوية تحظى باهتمام شرائح واسعة من المواطنين، مع مواكبة كل المستجدات. كما تميز المؤتمر بمداخلة للجامعي والباحث، علي سدراجي، أكد فيها أن قوة المغرب تكمن في قوة دور الدولة، والمجتمع المدني، والإعلام، مشيرا إلى أن الدولة لها وظائف محددة تكمن في الحفاظ على الوحدة الوطنية، ووضع التصور العام للمشاريع الاقتصادية والسياسية والثقافية، و"ليست مطالبة للقيام بكل شيء". وأوضح أن المغرب، رغم افتقاره للثروات، كالبترول والغاز، إلا أنه يتوفر على "عقول" يتعين استثمارها في مختلف المجالات، معتبرا أن المواطن المغربي في حاجة إلى تأطير بشكل متواصل، مع خلق ثقافة تشاركية، وإعطائها دلالة ومغزى، عبر وضع آليات لتفعيلها، تروم بث جو من الثقة والديمقراطية، التي تكمن، بالخصوص، في الحوار والتشارك، والتنمية الاقتصادية، وجلب الاستثمار، وخلق فرص للشغل. أما بخصوص الإعلام، فيرى الأستاذ سدراجي أنه يتعين أن يكون مؤهلا ومسؤولا، في تناوله للقضايا الوطنية المهمة كالصحراء المغربية، التي تعد القضية الوطنية الأولى، وتكون له قوة مؤثرة، كما هو الأمر في البلدان المتقدمة. وخلصت المداخلات إلى أن توسيع دائرة الحوار الوطني، حول القضية الوطنية الأولى، وانخراط كل الفعاليات في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، يقتضي التعبئة، بشكل متواصل، لتفادي أخطاء الماضي. وشهد المؤتمر عرض شريط وثائقي "نداء قافلة الوحدة الترابية"، عرض الرحلة التي قامت بها مجموعة من الفعاليات السياسية والإعلامية والجمعوية المكناسية، من مكناس إلى الداخلة، لنصرة قضية الصحراء المغربية، والتحسيس بقضية المحتجزين بتندوف.