الرئيس أوباما: شكرًا لكم. (تصفيق.) أشكركم جزيل الشكر. حسنًا، إنه لشرف عظيم أن أكون معكم هنا في القدس، وإنني ممتن للغاية بالترحيب الذي استقبلني به شعب إسرائيل. شكرًا لكم. (تصفيق.) إنني أحمل معي دعم الشعب الأميركي – (تصفيق) - والصداقة التي تربطنا سوية. (تصفيق.) إنني، وعلى مدى اليومين الماضيين، أكدتُ مجددًا لرئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بيريز على الروابط التي تربط بلدينا. لقد اطّلعتُ على التاريخ القديم للشعب اليهودي في مزار الكتاب (جناح من متحف إسرائيل بالقدس)، ورأيتُ مستقبل إسرائيل المشرق من خلال علمائكم ورواد الأعمال في بلدكم. إن هذه بلد المتاحف وبراءات الاختراعات والأماكن المقدسة الخالدة والابتكارات الرائدة. ففي إسرائيل فقط يمكن للمرء أن يشاهد مخطوطات البحر الميت في الوقت نفسه الذي يرى المكان الذي ابتُكرت فيه التكنولوجيا المستخدمة على متن المسبار روفر الذي حطّ على كوكب المريخ. (تصفيق.) بيد أن أكثر ما تطلّعتُ إليه هو إمكانية التحدث مباشرةً إليكم، إلى الشعب الإسرائيلي - وخاصة إلى العدد الكبير من الشباب الحاضرين هنا اليوم – (تصفيق) – للتحدث عن التاريخ الذي جلبنا هنا اليوم، والمستقبل الذي سوف تصوغون ملامحه في السنوات القادمة. والآن، إنني أعلم أن كل كلمة وكل لفتة في ديمقراطية إسرائيل النابضة بالحياة يجري فحصها وإمعان النظر فيها. (ضحك.) ولكنني أود أن أوضح أمرًا ما كي تعلموا بأن أي لغط بيني وبين صديقي بيبي، على مر السنوات الماضية كان مجرد مؤامرة لإيجاد مادة لبرنامج الأرض الرائعة (برنامج إسرائيلي تلفازي ساخر). (تصفيق.) هذا هو فقط ما كان يجري. كنا نريد التأكد فحسب من أن الكتّاب كانت لديهم مادة جيدة. (ضحك.) كما أنني أدرك أيضًا أنني جئتُ إلى إسرائيل عشية عطلة مقدسة، وهي عطلة الاحتفال بعيد الفصح اليهودي. وهذا هو المكان الذي أود أن أبدأ منه اليوم. بعد أيام قليلة من الآن، سوف يجلس اليهود هنا في إسرائيل وحول العالم مع العائلة والأصدقاء على موائد عشاء عيد الفصح، ويحتفلون بسماع الأغاني وتناول النبيذ والمأكولات التقليدية التي ترمز إلى هذه المناسبة. إنني، وبعد الاستمتاع بهذه الاحتفالات مع العائلة والأصدقاء في شيكاغو وخلال الحملة الانتخابية، أعتز بأني نقلتُ الآن هذا التقليد إلى البيت الأبيض. (تصفيق.) لقد فعلتُ ذلك لأنني أردت أن تتعلم ابنتاي عن التراث اليهودي الذي يُتلى عشية عيد الفصح، والقصة التي يرتكز عليها عيد الفصح والتي تجعل هذا الوقت من السنة قويًا ومؤثرًا للغاية. إنها قصة قرون من العبودية وسنوات من التيه في الصحراء، قصة الصمود والمثابرة في خضم الاضطهاد، والإيمان بالله والتوراة. إنها قصة البحث عن الحرية في أرضكم. وبالنسبة للشعب اليهودي، فهذه القصة هي أساس محوري لما آل إليه أمركم. لكنها أيضًا قصة تحمل في طياتها تجربة إنسانية عالمية، بكل ما بها من معاناة، وبكل ما آلت إليه من خلاص ونجاة. إنها جزء من الأديان الثلاثة الكبرى - اليهودية والمسيحية والإسلام - التي ترجع أصولها إلى النبي إبراهيم، وترى القدس مدينة مقدسة. إنها قصة ألهمت المجتمعات في جميع أنحاء العالم، كما ألهمتني أنا وأبناء جلدتي من الأميركيين. إننا، في الولاياتالمتحدة - وهي أمة تتكون من أناس عبروا المحيطات لبدء حياتهم من جديد - ننجذب بشكل طبيعي إلى فكرة بلوغ الحرية في أرضنا. وبالنسبة للأميركيين الأفارقة، ربما كانت قصة الخروج هي القصة المحورية، فهي أقوى صورة تمثل الانعتاق من قبضة العبودية للوصول إلى الحرية والكرامة الإنسانية - حكاية تسير مجرياتها من نير العبودية لتصل من خلال حركة الحقوق المدنية إلى وقتنا الحاضر. وعلى مر الأجيال، ساعد هذا الوعد الناس على الصمود أمام الفقر والاضطهاد وهم متمسكون بالأمل في أن هناك يومًا أفضل يلوح في الأفق. وبالنسبة لي، شخصيًا، إذ نشأتُ في بقاع بعيدة من العالم، ودون جذور راسخة، فإن القصة تعبّر عن التوق داخل كل إنسان إلى وطن. (تصفيق.) بطبيعة الحال، حتى ونحن نستمد القوة من قصة المشيئة الإلهية ونعمة الحرية التي وهبها الله والتي تتمثل في عيد الفصح، فإننا نعلم أيضًا أننا هنا على الأرض يجب أن نتحمل مسؤولياتنا في عالم غير كامل. وهذا يعني أن نتقبل المقياس الخاص بنا للتضحية والكفاح، شأننا شأن الأجيال السابقة. فهذا يعني لنا العمل جيلا بعد جيل باسم هذا المثل الأعلى للحرية. وكما قال الدكتور مارتن لوثر كينغ في اليوم الذي قُتل فيه، "إنني قد لا أصل إلى هناك معكم، ولكني أريد منكم أن تعرفوا أننا، كشعب، سوف نصل إلى الأرض الموعودة." (تصفيق.) وهكذا تمامًا مثلما استمر يوشع بن نون بعد موسى، فسوف تستمرون جميعًا في العمل، يا جيل يوشع، من أجل العدالة والكرامة؛ ومن أجل الفرصة والحرية. بالنسبة للشعب اليهودي، فالرحلة إلى وعد دولة إسرائيل استمرت عبر أعداد لا تُحصى من الأجيال. وتخللتها قرون من المعاناة والنفي والإجحاف والمذابح وحتى الإبادة الجماعية. وخلال كل ذلك، حافظ الشعب اليهودي على هويته المتفردة وتقاليده الفريدة، فضلا عن توقه إلى العودة إلى الوطن. وبينما حقق اليهود نجاحًا كبيرًا في أنحاء كثيرة من العالم، فإن حلم الحرية الحقيقية تجسد أخيرًا بصورة كاملة في الفكرة الصهيونية - أن تكونوا شعبًا حرًا في وطنكم. وهذا هو السبب في أنني أعتقد أن إسرائيل لا تمتد بجذورها فقط في التاريخ والتقاليد، وإنما أيضًا في فكرة بسيطة وعميقة - فكرة أن الناس يستحقون أن يكونوا أحرارًا في أرض خاصة بهم. (تصفيق.) على مدى ال 65 عامًا المنصرمة، وبينما إسرائيل في أفضل حالاتها، أثبت الإسرائيليون أن المسؤولية لا تنتهي عند الوصول إلى أرض الميعاد، إنها فقط تبدأ. وهكذا كانت إسرائيل ملاذًا لأبناء الشتات - ترحب باليهود القادمين إليها من أوروبا، ومن الاتحاد السوفييتي السابق، ومن إثيوبيا، ومن شمال أفريقيا. (تصفيق.) لقد أسست إسرائيل دولة مزدهرة - من خلال المستعمرات التعاونية (الكيبوتزات) التي جعلت الصحراء تزدهر، والأعمال التجارية التي اتسعت رقعتها لتشمل الطبقة الوسطى، والمبتكرين الذين بلغوا حدودًا جديدة، من تصنيع أصغر رُقاقة إلكترونية وصولا إلى مدارات الفضاء. وأقامت إسرائيل ديمقراطية مزدهرة، بوجود مجتمع مدني مفعم بالنشاط، وأحزاب سياسية تشعر بالاعتزاز، وصحافة حرة لا تعرف الكلل، وحوار عام يتسم بالحيوية، وحتى كلمة "حيوية" قد تكون أقل مما يجب أن يوصف به ذلك الحوار. (تصفيق.) كما أن إسرائيل قد حققت كل هذا حتى في أثناء تصديها للتهديدات التي لا تتوقف ضد أمنها - من خلال بسالة قوات الدفاع الإسرائيلية، وشجاعة مواطنيها الذين يتصفون بالمرونة في مواجهة الإرهاب. هذه هي قصة إسرائيل. وهذا هو العمل الذي أحيا أحلام أجيال كثيرة. وفي كل خطوة على الطريق، كانت إسرائيل تبني عرى لا تنفصم من الصداقة مع بلدي، الولاياتالمتحدة الأميركية. (تصفيق.) لم تبدأ تلك الروابط سوى بعد 11 دقيقة عقب استقلال إسرائيل، عندما كانت الولاياتالمتحدة هي أول بلد يعترف بدولة إسرائيل. (تصفيق.) وكما قال الرئيس ترومان في شرح قراره بالاعتراف بإسرائيل، "إنني أعتقد أن أمامها مستقبلا مجيدًا، ليس باعتبارها مجرد دولة أخرى ذات سيادة، ولكن باعتبارها تجسيدًا للمُثل العظيمة لحضارتنا." ومنذ ذلك الحين، بنينا علاقة صداقة تدفع بمصالحنا المشتركة نحو التقدم. إننا، معًا، نشترك في الالتزام بتوفير الأمن لمواطنينا والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومعًا، نتشارك التركيز على دفع عجلة النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، وتعزيز الطبقة الوسطى داخل بلدينا. ومعًا، نتقاسم المصلحة في نجاح الديمقراطية. غير أن مصدر صداقتنا يتجاوز مجرد المصالح، مثلما تجاوزت الأحزاب السياسية والزعماء الأفراد. إن أميركا أمة من المهاجرين. وأميركا يقويها التنوع ويثريها الإيمان. ليس مجرد الرجال والنساء هم الذين يحكموننا، إنما القوانين. ونحن نستمد عزيمتنا من ريادة الأعمال والابتكار، ويصوغ هويتنا مسلك ديمقراطي يتيح لكل جيل أن يعيد صورة اتحادنا ويجدده مرة أخرى. وفي إسرائيل، نلمس القيم التي نتشاطرها، حتى ونحن على بينة من اختلافاتنا. وهذا جزء لا يتجزأ من العروة التي تربطنا معًا. وفيما أقف هنا اليوم فإنني أدرك تمامًا أن هذه أوقات معقدة لكلا بلدينا. إننا نواجه قضايا عويصة داخل بلدينا، ونواجه اخطارًا واعتلاجات حول العالم. وحينما أنظر إلى الشبيبة داخل الولاياتالمتحدة، تدور في خاطري تلك الاختيارات التي ينبغي عليهم أن يتخذوها في حياتهم لتحديد كينونتنا كأمة في هذا القرن الحادي والعشرين، خاصة ونحن نخرج من أتون حربين ومن أسوأ ركود اقتصادي منذ الكساد العظيم. غير أن من أسباب رغبتي في التحدث إلى الشباب هو أنه مهما تكن التحديات، فإن مبادئهم المثالية وطاقتهم وطموحهم وتطلعاتهم تبعث في نفسي الأمل. (تصفيق). وإنني أتلمس الروح نفسها في الشباب هنا اليوم. (تصفيق). وأعتقد أنكم سوف تصوغون مستقبلنا. ونظرًا للروابط القائمة بين بلدينا، فإنني أؤمن بأن مستقبلكم مرتبط بمستقبلنا. (الجمهور يقاطع الكلام). كلا، كلا—هذا جزء من النقاش الحيوي الذي تحدثنا عنه. (تصفيق). هذا أمر حميد. والواقع علي أن أقول إننا رتبنا ذلك عن عمد لأنه يجعلني أشعر أنني في بلادي. (ضحك). لن أشعر بالطمأنينة إلا إذا تصدى لي واحد على الأقل من المقاطعين. يطيب لي أن أركز على كيف يمكننا نحن— وحينما أقول "نحن" فإنني أعني الشباب بوجه خاص—أن نعمل سوية لتحقيق التقدم في ثلاثة مجالات تحدد زمننا—الأمن والسلام والرخاء. (تصفيق). اسمحوا لي أن أبدأ بالأمن. إنني فخور لأن العلاقة الأمنية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل هي الآن أقوى من أي وقت مضى. على الإطلاق. (تصفيق). هناك عدد أكبر من المناورات العسكرية المشتركة، وعدد من المبادلات بين مسؤولينا السياسيين والعسكريين والمخابراتيين أكثر من أي وقت مضى؛ ولدينا أكبر برنامج حتى الآن لمساعدتكم على الاحتفاظ بتفوق عسكري نوعي. تلك هي الحقائق، وليست من بنات أفكاري... تلك هي الحقائق. ولكن بالنسبة لي هذا لا يقاس بمجرد جرد حسابي. فأنا أعلم أن الأمن هنا في إسرائيل موضوع شخصي. إليكم ما أفكر فيه عندما أنظر في هذه الأمور. عندما أنظر في مسألة أمن اسرائيل، أفكر في أطفال مثل أوشر تويتو الذي قابلته في سدروت—(تصفيق)—أفكر في أطفال في عمر ابنتي ذهبوا إلى فراشهم ليلا وهم يتخوفون من صاروخ يسقط في غرفة نومهم بسبب من هم وأين يعيشون. (تصفيق). ولهذا السبب استثمرنا في برنامج القبة الحديدية لإنقاذ أرواح لا تحصى—لأن هؤلاء الأطفال يستحقون أن يناموا نومًا هنيئًا. (تصفيق). ولهذا السبب، أوضحنا بجلاء، مرة تلو الأخرى، أنه لا يمكن لإسرائيل أن تقبل هجمات بالصواريخ من قطاع غزة، ودافعنا عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. (تصفيق). ولهذا السبب، يحق لإسرائيل أن تتوقع من حماس أن تنبذ العنف وتعترف بحق إسرائيل في البقاء. (تصفيق). حينما أفكر في أمن اسرائيل، أفكر في خمسة اسرائيليين استقلوا حافلة ركاب في بلغاريا، ثم ذهبوا ضحية تفجير ناسف لا لشيء سوى لأنهم جاؤوا من بلد معين، ففقدوا حياتهم وفرص لقاء أحبائهم وتربية أبنائهم. ولهذا السبب، فإنه ينبغي على كل دولة تقيم للعدالة وزنًا أن تنعت حزب الله بما هو فعلا: منظمة إرهابية. (تصفيق)... لأن العالم لن يتهاون مع منظمة تقتل المدنيين الأبرياء، وتكدس الصواريخ لإطلاقها على المدن، وتدعم ذبح الرجال والنساء والأطفال في سوريا في الوقت الحاضر. (تصفيق). ومما يزيد الوضع إلحاحًا حقيقة أن حليف حزب الله—أي نظام الأسد— يمتلك مخزونات من الأسلحة الكيماوية. وسوف نواصل التعاون الوثيق للاحتراس من هذا الخطر. وقد أوضحت لبشار الأسد ولكل من يتبعون أوامره بأننا لن نتهاون إزاء استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري، أو نقل هذه الأسلحة إلى أيدي الإرهابيين. إن العالم يراقب ويقول: سوف نحاسبكم على ذلك. (تصفيق). إن من حق الشعب السوري أن يتحرر من قبضة طاغية يفضل أن يذبح شعبه على أن يتخلى عن السلطة. (تصفيق). على الأسد أن يرحل لكي يشرق مستقبل سوريا. ذلك أن الاستقرار الحقيقي في سوريا يتوقف على قيام حكومة تكون مسؤولة أمام شعبها—حكومة تصون جميع الطوائف داخل حدودها فيما تبرم السلام مع دول خارج تلك الحدود. تلك هي الأمور التي أفكر فيها حينما أفكر في أمن اسرائيل. وحينما أفكر في أمن اسرائيل، أفكر أيضًا في شعب لا تزال ذاكرته بالمحرقة النازية حية، شعب يواجه احتمال قيام حكومة إيرانية مزودة بأسلحة نووية وتنادي بتدمير اسرائيل. ولا غرو، والحالة هذه، أن يعتبر الإسرائيليون هذا الوضع تهديدًا لوجودهم. ولكن هذا ليس مجرد تحد لإسرائيل—إنه خطر على العالم كله، بما في ذلك الولاياتالمتحدة. (تصفيق). فمن شأن قيام إيران مدججة بالسلاح النووي أن يزيد من خطر الإرهاب النووي، وأن يقوض نظام عدم التكاثر النووي. إنه سيذكي فتيل سباق تسلح في منطقة قابلة للالتهاب، كما أنه سيجرئ حكومة لم تظهر أي احترام لحقوق شعبها نفسه أو لمسؤوليات الأمم. ولهذا السبب، بنت أميركا ائتلافًا لزيادة التكلفة على الزعماء الإيرانيين إذا رفضوا الوفاء بالتزاماتهم. وأصبحت الحكومة الإيرانية الآن تواجه ضغطًا أكثر من أي وقت مضى؛ وهذا الضغط في ازدياد مطرد. إن إيران معزولة، واقتصادها يعاني الأمرين، وزعامتها مقسمة، بينما وضعها—في المنطقة، وفي العالم يضعف يومًا بعد يوم.(تصفيق). وفي اعتقادي أننا جميعًا لدينا مصلحة في حل هذه القضية سلميًا. (تصفيق). فالدبلوماسية القوية القائمة على المبادئ هي السبيل الأمثل لضمان أن تتخلى الحكومة الإيرانية عن الأسلحة النووية. (تصفيق). إن السلام أفضل من الحرب ألف مرة؛ وإن التكاليف التي لا بد منها، فضلا عن العواقب المباغتة والمترافقة مع الحرب تهيب بنا أن نبذل كل شيء ممكن لمحاولة تسوية الأزمة دبلوماسيًا. وبفضل التعاون القائم بين حكومتينا، فإننا نعرف أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لانتهاج حل دبلوماسي. وهذا ما ستفعله أميركا بعينين متيقظتين—العمل مع عالم موحد وبإلقدر المطلوب من الإلحاح. ولكن ينبغي على إيران أن تعلم أن الوقت ليس مفتوحًا بغير حدود. ولقد أوضحت موقف الولاياتالمتحدة: لن نسمح لإيران بأن تستحوذ على سلاح نووي. فهذا ليس خطرًا يمكن احتواؤه؛ وبصفتي رئيسًا، أعلنت أن جميع الخيارات مدرجة على الطاولة لتحقيق أهدافنا. إن أميركا ستفعل ما ينبغي علينا أن نفعله لمنع قيام إيران نووية. (تصفيق). وبالنسبة للإسرائيليين الشبان، أعرف أن قضايا الأمن متجذرة في تجربة جوهرية أكثر مما هو الحال في الخطر الآني المحدق. إنكم تعيشون في بيئة رفض الكثيرون من جيرانكم حق دولتكم في البقاء. وقد اضطر أجدادكم إلى المجازفة بأرواحهم وبكل ما كانوا يملكون لضمان مكان لهم في هذا العالم. أما آباؤكم فعاشوا في حروب متتالية لكي يضمنوا بقاء الدولة اليهودية. وسيترعرع أبناؤكم وهم يعلمون أن أناسًا لم يقابلوهم إطلاقًا قد يكرهونهم بسبب من هم، وفي منطقة تجيش بالغليان والتحولات التي تجري تحت أقدامكم. إذا، هذا ما أظن أن اسرائيل تواجهه إزاء التحديات الماثلة والإحساس بأن اسرائيل محاطة بأطراف عديدة في هذه المنطقة ممن ما زالوا يرفضونها، وأطراف عديدة في العالم ممن يرفضون قبولها. ومن هنا تتجلى أهمية الأمن للشعب اليهودي في اسرائيل. ولا يمكن أخذ ذلك كقضية مسلم بها. ولكن فلتعلموا علم اليقين—أن أولئك الذين يتشبثون بعقيدة رفض حق اسرائيل في البقاء قد يحلو لهم أيضًا أن يرفضوا الأرض الراسية تحت أقدامهم أو السماء فوقهم، لأن إسرائيل لن تذهب أدراج الرياح. (تصفيق). واليوم أود أن أقول لكم—لا سيما الشباب— أنه ما من خطأ هنا طالما ظلت هناك ولايات أميركية متحدة—(باللغة العبرية: آتم لو ليفاد). أنتم لستم وحدكم. (تصفيق). والسؤال إذن هو، ما نوع المستقبل الذي تتطلع إليه إسرائيل . إن إسرائيل لن تبرح هذا المكان- ولكن وخاصة بالنسبة للشباب الموجود بين هذا الجمهور، فإن السؤال هو ما الذي يحمل لهم المستقبل؟ وهذا يقودني إلى موضوع السلام. (تصفيق). إنني أعلم أن إسرائيل خاطرت بالكثير من أجل السلام. فالقادة الشجعان-من أمثال مناحيم بيغن، واسحق رابين- قد توصلوا إلى معاهدات مع دولتين من الدول المجاورة لكم. وقدمتم مقترحات جديرة بالثقة للفلسطينيين في أنابوليس. وانسحبتم من قطاع غزة ولبنان ومن ثم واجهتم الإرهاب والصواريخ. ومددتم يد الصداقة في سائر أنحاء المنطقة، ولكنكم، وفي كثير من الأحيان قوبلتم بالرفض، وفي بعض الحالات، جوبهتم بالواقع القبيح المتمثل في معاداة السامية. ولذا فإنني أعتقد أن الشعب الإسرائيلي يريد السلام، وأفهم أيضا السبب في أن عددا كبيرا جداً من الإسرائيليين-ربما عددا متزايدا، وربما الكثير من الشباب الموجود هنا اليوم- متشككون حيال إمكانية تحقيق ذلك. ولكن إسرائيل اليوم، على مفترق طرق. فلعل من المغري أن نضع جانبا مشاعر الإحباط والتضحيات التي تأتي مع السعي لتحقيق السلام، لا سيما عندما تصد "القبة الحديدية" الصواريخ، وتتمكن الحواجز من إبعاد الانتحاريين عنكم. وهناك العديد من القضايا الملحة الأخرى التي تتطلب اهتمامًا خاصًا من جانبكم. وإنني أعلم أن الإسرائيليين وحدهم هم الذين يستطيعون اتخاذ القرارات الأساسية حول مستقبل بلدكم. (تصفيق). وإنني أدرك ذلك. وبالمناسبة، فإنني أعلم أيضا أنه لا يتفق معي فيما يجب أن أقوله عن السلام جميع الموجودين في هذه القاعة. وإنني أدرك أنه يوجد أشخاص ممن هم ليسوا فقط متشككين حيال السلام وحسب، وإنما يتساءلون بشأن الفرضية التي يقوم عليها، ولديهم رؤية مختلفة تجاه مستقبل إسرائيل. وهذا جزء من الديمقراطية. وهذا جزء من الخطاب الدائر بين بلدينا. وإنني أدرك ذلك. ولكنني أعتقد أيضا أن من الأهمية بمكان التحلي بالانفتاح والأمانة، خصوصا مع الأصدقاء. وإنني أؤمن بذلك أيضا. (تصفيق) أما من الناحية السياسية، ونظراً للدعم القوي الذي تحظى به إسرائيل من جانب الحزبين في أميركا، فسيكون من السهولة بمكان بالنسبة لي القيام بتنحية هذه المسألة جانبا-والتعبير فقط عن الدعم غير المشروط لأي قرار تتخذه إسرائيل –هذا سيكون أسهل مسار سياسي اتبعه. ولكنني أريد منكم أن تعلموا بأنني أتحدث إليكم كصديق تساوره هواجس ودواعي قلق عميق وملتزم بمستقبلكم، وإنني أطلب منكم وضع ثلاث نقاط في عين الاعتبار. أولاً، السلام أمر ضروري. (تصفيق). إنني أعتقد ذلك. وأعتقد أن السلام هو السبيل الأوحد للأمن الحقيقي. (تصفيق). أمامكم فرصة سانحة لتكونوا الجيل الذي يؤمّن بشكل دائم الحلم الصهيوني، وإلا فإنكم يمكن أن تواجهوا تحديا متزايداً لمستقبله. وفي ضوء التركيبة السكانية غربي نهر الأردن، فإن الوسيلة الوحيدة أمام إسرائيل لكي تدوم وتزدهر كدولة يهودية وديمقراطية هي قيام فلسطين مستقلة وقابلة للبقاء. (تصفيق). هذه هي الحقيقة. هناك عوامل أخرى مصاحبة. ونظرا لمشاعر الإحباط في المجتمع الدولي حول هذا الصراع، فإنه يجب أن توقف إسرائيل تيارا قويا من العزلة. وفي ضوء المسيرة التكنولوجية، فإن السبيل الوحيد لحماية الشعب الإسرائيلي حماية حقيقية على المدى البعيد هو من خلال غياب الحرب. لأنه ما من جدار مرتفع بما فيه الكفاية وما من قبة حديدية قوية وكاملة بما فيه الكفاية قادرة على إيقاف كل عدو عن إلحاق الضرر حين يكون عازما ومصمما على القيام بذلك. (تصفيق). وهذه الحقيقة تكون أكثر وضوحاً في ضوء التغيرات التي تجتاح العالم العربي. إنني أفهم أنه مع عدم اليقين في المنطقة-الناس في الشوارع، والتغييرات في القيادة، وصعود الأحزاب غير العلمانية في السياسة-يكون من المغري الاتجاه صوب الانغلاق على الذات، ذلك لأن الوضع خارج إسرائيل يبدو في حالة من الفوضى العارمة. ولكن هذا هو بالتحديد الوقت المناسب للرد على موجه الثورة بكل تصميم وعزم والتزام نحو السلام. (تصفيق). ونظراً لأن الحكومات تكون أكثر استجابة للإرادة الشعبية، فإن الأيام التي كان يمكن لإسرائيل فيها أن تسعى لتحقيق السلام بمجرد التعامل مع حفنة من القادة المستبدين، فتلك الأيام قد ولت. فصنع السلام يتعين أن يتم بين أبناء الشعوب وليس بين الحكومات فقط. (تصفيق) إذ ما من أحد- ما من خطوة واحدة يمكن أن تغير بين عشية وضحاها ما يكمن في قلوب وعقول الملايين. وما من خطوة واحدة تستطيع محو سنوات من التاريخ والدعايات (الإعلامية). ولكن تحقيق التقدم مع الفلسطينيين هو وسيلة هائلة القوة للبدء بذلك، إلى جانب تهميش المتطرفين الذين يزدهرون على الصراعات ويزدهرون على الانقسامات. إن من شأن ذلك أن يحدث فرقا وتغييرا إيجابيا. (تصفيق). لذلك فإن السلام أمر ضروري. ولكن السلام يجب أيضا أن يكون عادلا. إذ ما من شك في أن إسرائيل قد واجهت فصائل فلسطينية لجأت إلى الإرهاب، وقادة أضاعوا فرصا تاريخية. وهذا كله صحيح. وهذا هو السبب في أن الأمن يجب أن يكون في صلب أي اتفاق. ولا شك أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو من خلال المفاوضات-وهذا هو السبب، على الرغم من الانتقادات التي تلقيناها، في أن الولاياتالمتحدة ستعارض الجهود الانفرادية المبذولة من جانب واحد لتجاوز المفاوضات الجارية عن طريق الأممالمتحدة. إذ ينبغي إجراؤها من قبل الأطراف (المعنية). (تصفيق). ولكن يجب أيضا الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحقه في العدالة. (تصفيق). ضعوا أنفسكم في مكانهم. انظروا إلى العالم من خلال عيونهم. ليس من العدل أن ينشأ أطفال فلسطين دون أن يكون لهم دولة خاصة بهم. (تصفيق). وأن يعيشوا طوال حياتهم في ظل وجود جيش أجنبي يسيطر على تحركات ليس فقط هؤلاء الشباب بل أيضا تحركات آبائهم وأجدادهم في كل يوم. وليس فقط عندما يذهب عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين دون عقاب. (تصفيق). ليس من العدل منع الفلسطينيين من زراعة أراضيهم؛ أو تقييد قدرة الطلبة على التحرك في جميع أنحاء الضفة الغربية؛ أو تهجير العائلات الفلسطينية من منازلها. (تصفيق). لا الاحتلال ولا الطرد هو الحل. (تصفيق). ومثلما بنى الإسرائيليون دولة في وطنهم، فإن للفلسطينيين الحق في أن يكونوا شعبا حرا على أرضهم. (تصفيق). سوف أخرج هنا للحظة من الزمن عن النص، ولكن قبل أن أحضر إلى هنا، التقيت بمجموعة من الشبان الفلسطينيين ممن تتراوح أعمارهم من 15 إلى 22 سنة. وتحدثت إليهم، إنهم لا يختلفون كثيرا عن ابنتي. إنهم لا يختلفون كثيرا عن بناتكم أو أبنائكم. وأعتقد بصدق أنه إذا ما جلس أي ولي أمر إسرائيلي مع هؤلاء الأطفال، فإنه سيقول، إنني أريد لهؤلاء الأطفال أن ينجحوا؛ أريد لهم أن يزدهروا. (تصفيق). أريد أن تتوفر لهم الفرص مثلما تتوفر لأطفالي. إنني أعتقد أن هذا ما يريده أي ولي أمر إسرائيلي لهؤلاء الأطفال إذا ما أتيحت لهم الفرصة للاستماع إليهم والتحدث معهم. (تصفيق) إنني أعتقد ذلك. والآن، فقط يمكنكم تحديد أي نوع من الديمقراطية سيكون لديكم. ولكن تذكروا أنه عند اتخاذ مثل هذه القرارات، فإنكم لا تحددون فقط مستقبل علاقتكم مع الفلسطينيين – بل سوف تحددون مستقبل إسرائيل أيضا. (تصفيق). وكما قال أرييل شارون، وأنا اقتبس منه هنا – "إن من المستحيل أن يكون هناك دولة يهودية ديمقراطية، وفي الوقت نفسه السيطرة على كل أرض إسرائيل. إذا كنا مصرين على تحقيق الحلم كله، فقد نفقد كل شيء." (تصفيق). أو، من وجهة نظر مختلفة، وأن أفكر هنا في ما قاله الروائي ديفيد غروسمان بعد وقت قصير من فقدانه ابنه، حين وصف ضرورة السلام إذ قال- ”سلام من دون خيار، يجب التعامل معه بنفس التصميم والإبداع كالتعاطي مع حرب لا خيار فيها“.(تصفيق). وهكذا، فإنه لا يمكن أن نتوقع من إسرائيل التفاوض مع أي شخص يكرس نفسه لتدميرها. (تصفيق). ولكن في حين أنني أعلم أنه كانت لديكم خلافات مع السلطة الفلسطينية، إلا أنني أعتقد أن لديكم شريكًا حقيقيًا في الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض. (تصفيق). إنني أعتقد ذلك. إذ إن لديهما سجلا حافلا لإثبات ذلك. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تمكنا من بناء المؤسسات والحفاظ على الأمن في الضفة الغربية بطرق قلما كان يمكن تصورها قبل عقد من الزمن. وقد رفض العديد من الفلسطينيين بمن فيهم الشباب العنف باعتباره وسيلة لتحقيق طموحاتهم. ثمة فرصة سانحة هناك، ثمة نافذة – الأمر الذي يقودني إلى النقطة الثالثة: السلام ممكن. إن ذلك ممكن. (تصفيق) أنا لا أقول إنه مضمون. لا أستطيع حتى القول إن تحقيقه أكثر احتمالا من عدمه. ولكنه ممكن. وأنا أعلم أنه لا يبدو على هذا النحو. سيكون هناك دائما سبب لتجنب المجازفة، وهناك تكلفة للفشل. وسيكون هناك دائما المتطرفون الذين يقدمون الذريعة لنا كي لا نتصرف. أنا أعرف أن الحديث الذي لا نهاية له عن المحادثات، والجدل اليومي ومجرد الوضع القائم المضني هي أمور مرهقة ومحبطة؛ وأنا متأكد أن من المغري الاكتفاء بالقول: "كفى! إذًا دعوني أركز اهتمامي على ركن صغير من العالم، وعلى أسرتي وعملي، وما يمكنني أن أتحكم به." لكن هذا ممكن. المفاوضات ستكون ضرورية لكن ما هو إلا سر مباح إلى أين يتعين أن تقود – تقود إلى قيام دولتين لشعبين. دولتان لشعبين. (تصفيق) ستكون هناك اختلافات حيال كيفية الوصول إلى ذلك الهدف. وستبرز خيارات صعبة على الطريق. فالدول العربية يجب أن تتكيف مع عالم تبدل. وقد ولت الأيام التي كان بمقودرها أن تدين إسرائيل لغرض صرف اهتمام شعوبها عن انعدام الفرص أو الفساد الحكومي أو سوء الإدارة. تلك الايام يجب أن تنتهي. والآن هو الوقت للعالم العربي كي يتخذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل (تصفيق). في غضون ذلك، على الفلسطينيين أن يعترفوا بأن إسرائيل ستظل دولة يهودية وأن لدى الإسرائيليين الحق بالإصرار على أمنهم. (تصفيق). ويجب على الإسرائيليين إن يعترفوا بأن استمرار النشاط الاستيطاني غبر مفيد لقضية السلام وأن دولة فلسطينية مستقلة يجب أن تكون قادرة على الحياة وذات حدود حقيقية يتعين ترسيمها. (تصفيق) وقد اقترحت مبادئ الأرض والأمن التي باعتقادي يمكن أن تشكل الأساس لهذه المحادثات. لكن في الوقت الراهن ضعوا جانبا المشاريع وعمليات (السلام) ودعوني أطلب منكم عوضا عن ذلك أن تفكروا بما يمكن عمله لبناء الثقة بين الشعوب. قبل 4 أعوام، وقفت في القاهرة أمام جمهور مستمعين من صغار السن— وهم بعيدون كل البعد سياسيا ودينيا عن هنا. لكن الأمور التي ينشدونها لا تختلف اختلافا جما عما يريده صغار السن هنا. هم يريدون المقدرة على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم والحصول على التعليم والوظائف، وعبادة الله بطريقتهم الخاصة؛ وأن يتأهلوا وأن يؤسسوا أسرا وهذا ينطبق كذلك على أولئك الشبان الفلسطينيين الذين التقيتهم هذا الصباح ونفس الشيء صحيح بالنسبة للفلسطينيين الذين يرنون لحياة أفضل في قطاع غزة. وهناك يبدأ السلام—لا في مجرد مشاريع الزعماء بل في قلوب الناس. لا في مجرد عمليات يجري التحضير لها بصورة مدروسة بل في التواصل اليومي وفي شعور التعاطف الساري بين أولئك الذين يعيشون سوية على هذه الأرض وفي مدينة القدس المقدسة هذه. (تصفيق). واسمحوا لي أن أقول التالي كرجل سياسة: بإمكاني أن اعدكم بالتالي: القادة السياسيون لن يجازفوا إذا لم يدفعهم شعبعم لاتخاذ المجازفات. فعليكم إحداث التغيير الذي تريدونه أن يثمر. والناس العاديون يمكنهم أن ينجزوا أمورا استثنائية. وأنا أعلم أن ذلك ممكن. القوا نظرة على الجسور التي تقام في مجال الأعمال والمجتمع الأهلي من جانب البعض منكم هنا. واعتبروا صغار السن الذين لم يعرفوا بعد سببا لعدم الثقة، و صغار السن الذين تعلموا كيف يتغلبون على إرث عدم الثقة التي ورثوها عن والديهم لأنهم يسلمون بأن لدينا آمالا مشتركة تتجاوز المخاوف التي تفرق بيننا. وأصواتكم يجب أن تكون أعلى من أولئك الذي يخفتون صوت الأمل. وعلى آمالكم أن تنير الطريق إلى الأمام. تطلعوا إلى مستقبل حيث يمكن فيه لليهود والمسيحيين والمسلمين أن يعيشوا بسلم وبرخاء أكبر في الأراضي المقدسة (تصفيق). آمنوا بذلك. وأهم من ذلك كله تطلعوا نحو مستقبل تنشدونه لأبنائكم بالذات— مستقبل حيث تصان فيه دولة يهودية ديمقراطية تنبض بالحيوية، ويجري تقبلها، الآن وإلى الأبد. وسيكون هناك كثيرون ممن سيقولون إن هذا التغيير مستحيل. لكن تذكروا التالي: إسرائيل هي أقوى دولة في المنطقة، وإسرائيل تحظى بالتأييد الذي لا يتزعزع لأقوى دولة في العالم (تصفيق). وإسرائيل لن تنتقل إلى أي مكان آخر بل لديها الحكمة كي ترى العالم كما هو—وهذا هو من شيمكم-- كما لديها الشجاعة كي ترى العالم كما ينبغي أن يكون. (تصفيق) بن غوريون قال ذات مرة: "في إسرائيل كي تكون واقعيا عليك أن تؤمن بالمعجزات." وأحيانا فإن أعظم معجزة هي الإقرار بأن العالم يمكن أن يتغير. وهذا درس تعلمه العالم من الشعب اليهودي. وهذا يقودني إلى الجزء الأخير الذي سأتناوله في خطابي: الرخاء ودور إسرائيل الأوسع في العالم. أنا أعرف أن الحديث عن الأمن والسلام يبدو أنه يتصدر أحيانا عناوين الأخبار، لكن الشعوب لا تعيش هناك. بل في كل يوم وفي خضم التهديدات التي تواجهونها أنتم، الإسرائيليون يحددون هويتهم بفعل الفرص التي توجدونها. من خلال المواهب والعمل الجاد وضع الإسرائيليون هذه البلاد الصغيرة في صدارة الإقتصاد العالمي. الإسرائيليون يفهمون قيمة التعليم وقد خرج من صفوفهم عشرة من الحائزين على جوائز نوبل. (تصفيق). والإسرائيليون يعون قوة الإختراع وجامعاتكم تدرب مهندسين ومخترعين. وتلك الروح قادت للنمو الاقتصادي ونواح من التقدم البشري بما فيها: الطاقة الشمسية، والسيارات الكهربائية، والضمادات والأطراف الإصطناعية التي تنقذ حياة الناس، وأبحاث الخلايات الجذعية، والعقاقير المستحدثة التي تشفي المرض، والهواتف الخليوية وتكنولوجيا الحواسيب التي بدلت طراز حياة الناس حول العالم. إذن، إذا أراد الناس أن يلقوا نظرة على مستقبل الاقتصاد العالمي عليهم أن يتطلعوا إلى تل أبيب مقر مئات الشركات الناشئة ومراكز الأبحاث. (تصفيق). والإسرائيليون ينشطون جدا في وسائل التواصل الاجتماعي بحيث أنها تناولت يوميا في الآونة الأخيرة حوارات مختلفة على موقع فيسبوك بخصوص المكان الذي يجب أن القي فيه كلمتي هذه. (ضحك وتصفيق). والإبتكار يساوي في أهميته للعلاقات الأميركية-الروسية الأهمية لعلاقتنا الأمنية. واتفاقيتنا الأولى للتجارة الحرة في العالم عقدت مع إسرائيل قبل حوالي ثلاثة عقود. وفي يومنا هذا تبلغ قيمة التجارة بين بلدينا 40 بليون دولار سنويا. (تصفيق). والأهم من ذلك أن هذه الشراكة تستحدث منتجات جديدة وعلاجات طبية. وهي توسع رقعة مجالات جديدة من العلوم والاكتشافات. تلك هي نوع العلاقة التي ينبغي أن تقيمها إسرائيل، ويمكنها أن تقيمها، مع كل بلد في العالم. وأصلا، رأينا كيف أن الإبداع يمكن أن يعيد صوغ طبيعة هذه المنطقة. فهناك برنامج في القدس يجمع سوية إسرائيليين وفلسطينيين من صغار السن لتلقن مهارات حيوية بالتكنولوجيا والأعمال. وقد أسس إسرائيلي وفلسطيني صندوق رساميل لمشاريع جريئة لتمويل شركات فلسطينية ناشئة. وقد وجدت أكثر من 100 شركة تكنولوجيا متفوقة مقرا لها في الضفة الغربية، تعبيرا عن المواهب وروح الريادة لدى الشعب الفلسطيني. ومن المفارقات الهائلة لما يحدث في المنطقة الأرحب هو أن كثيرا مما يتطلع إليه الناس—من تعليم وريادة أعمال والقدرة على تأسيس أعمال دون دفع رشاوى والقدرة على انشاء روابط مع الاقتصاد العالمي -- هي الامور التي يمكن الحصول عليها هنا في إسرائيل التي يجب أن تكون مرتعا للتجارة الإقليمية المزدهرة ومحركا للفرص. (تصفيق). وإسرائيل هي بالفعل مركز للإبداع يساعد في دفع الإقتصاد العالمي. وأنا أعتقد أن كل تلك الإمكانات للرخاء يمكن أن تتعزز بوجود قدر أكبر من الأمن الذي يتوطد بسلام دائم.(تصفيق) وهنا في هذه الرقعة الصغيرة من الأرض التي كانت محور قدر كبير من التاريخ العالمي والكثير من الإنتصارات والكثير من المآسي، أقام الإسرائيليون شيئا كان قليلون يمكنهم تخيله قبل 65 عاما. ويوم غد سأقف وقفة إجلال أمام ذلك التاريخ -- على ضريح (ثيودور) هيرتزل الرجل الذي كانت لديه البصيرة لأن يرى أن مستقبل الشعب اليهودي يجب ان يعاد ربطه بماضيه، وعلى ضريح (إسحق) رابين الذي كان يعلم أن انتصارات إسرائيل في الحروب كان يجب أن تستتبع بمعارك من أجل السلام، وفي متحف ياد فاشيم حيث يجري تذكير العالم بسحابة الشر التي يمكن أن تبتلي الشعب اليهودي والبشرية جمعاء إذا فشلنا في أن نكون متيقظين على الدوام. ونحن يقع على عاتقنا كل ذلك التاريخ بل نحتفظ بكل ذلك التاريخ في قلوبنا. وفي يومنا هذا ونحن نواجه أفول جيل مؤسسي إسرائيل، أنتم، صغار السن في إسرائيل، عليكم أن تطالبوا بمستقبلها, ويقع عليكم عاتق تدوين الفصل الجديد في هذه السيرة المجيدة لهذه الأمة المجيدة . وبصفتي رئيسا لبلد يمكنكم أن تعولوا عليه كصديقكم الأعظم—(تصفيق)—إنني على ثقة بأن بمقوركم أن تساعدونا في العثور على الوعود والبشائر في الأيام المقبلة. وبصفتي رجلا ألهمتني طوال عمري بالذات الدعوات الأزلية للتجربة اليهودية، "تكون عولام" (الدعوات لإصلاح العالم)، فإنني كلي أمل بأنه يمكننا أن ننهل مما هو الأفضل في قلوبنا لمجابهة التحديات التي ستتأتى، كي ننتصر في معارك السلام في أعقاب الكثير من الحروب, والقيام بإصلاح العالم. (تصفيق) هذه هي مهمتكم وهذه هي مهمتي وهي واجبنا جميعًا. ليبارككم الله. ليبارك الله إسرائيل وليبارك الله الولاياتالمتحدة الأميركية و"توداه رابا" (شكرا بالعبرية) وشكرا لكم.