فوجئ مناضلو و مناضلات حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي و كل تقدميي منطقة بني ملال بقرار إفراغ مقر الحزب بسوق السبت بالقوة. هذا المقر يعتبر معلمة تاريخية في حد ذاته فهو مقر حزبي منذ سنة 1963، و إلى غاية كتابة هذه السطور، حيث ظل شامخا و شاهداً على حقبة مهمة من تاريخ المغرب الغميق و المظلم و المعروف اليوم بسنوات القرطاس، و ظل منارة مشرقة في أيام واجه فيها بوكرين و بنعمرو و رفاقهم كل المؤامرات التي كان يحبكها النظام المخزني ضد التوجه الكفاحي، و ظل قبلة لكل ثائر في المغرب على اعتبار أنه المقر الوحيد الذي ورثه حزب الطليعة بالمشروعية التاريخية و النضالية. و اليوم و بعد تكالب هجين بين المخزن و أحد أباطرة المخدرات يتم التحايل على القانون على علته باستصدار قرار قضائي يقر بإفراغ المقر التاريخي لحزب الطليعة. و الغريب في الأمر أن الحكم القضائي استند على خلفية أن المكتري و هو (ع.ع) (و هو أحد أعضاء مكتب الحزب في السابق) يستغل هذا المقر كسكنى شخصية، و الحقيقة أنه يقطن بمنزله الكائن بحي القدس (العلاوة) و بالتالي لا يمت بصلة للمقر المذكور، علماً أن وصولات الكراء التي كان المالك يسلمها للحزب كانت تحرر باسم حزب الطليعة هذا بالإضافة أن المدعي الذي يدعي أنه معدوم و لا يتوفر على مقر سكنى، يعرف جل سكان المدينة هول ثروته التي راكمها من تجارة المخدرات بالخارج و التي سعى إلى تبييضها من خلال اقتناء عقارات و بنايات داخل المدار الحضري لسوق السبت. من جانبه اعتبر أعضاء حزب الطليعة أن هذا القرار، هو قرار سياسي محض يروم التضييق على عمل هذا الحزب الذي ألف الميدان، و هو محاولة لتركيع شوكة مناضليه، الذين بدورهم يتوعدون الطبقة الحاكمة بخطوات تصعيدية منقطعة النظير، تبتدئ بتحويل الشارع العام إلى مقر بديل لهم عن المقر التاريخي، و لنا عودة.