على إيقاعات فني الركادة والفلامينكو، أسدل الستار مساء أمس الأحد 10 شتنبر الجاري بوجدة، على فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي "لبلوزة" الذي اختارت له الجهة المنظمة شعار: "لبلوزة رافد ثقافي لغرب المتوسط"، بحضور وازن لكل من إسبانيا والجزائر، وكذا غينيا بيساو ضيفة المهرجان. وعرفت السهرة الاختتامية لمهرجان "لبلوزة" لهذا العام، عروضا فنية وتراثية من أنواع وأشكال لفسيفساء اللباس التقليدي المغربي، انطلاقا من عرض "للحايك" المشهور بالمدينة والجهة الذي تضعه النساء كغطاء للرأس والجسد، ومنه "حايك العشعاشي" الأبيض والأصفر، ومرورا بلباس خرجت العروس من الحمام التقليدي، وانتهاء بعرض مطول لزي "لبلوزة"، هذا بالإضافة، لعروض أخرى من أزياء بعض شعوب غرب المتوسط و إفريقيا. هذا، وتخللت السهرة، فقرات موسيقية من فن الفلامينكو لفرقة جاءت من إسبانيا، والركادة لمجموعة الطالبي وان، اللتان أشعلتا جنبات القاعة، من خلال أنغام ووصلات موسيقية تراثية راقية تجاوب معها الجمهور بشكل ملفت. ولرد الاعتبار لهذا الموروث الثقافي المتعلق بلباس "لبلوزة"، تم تكريم مجموعة من المصممات والمصممين الذين أبدعوا بأنامل ذهبية في حياكة زي لبلوزة، وطوروا هذا اللباس، الذي يعد حسب المتتبعين والمهتمين، لباسا تقليديا، تتقاسمه نساء شرق المغرب مع نساء الغرب الجزائري، وذلك بحكم العوامل التاريخية المشتركة، والجوار وروابط المصاهرة، الشيء الذي جعل منه الزي المفضل للمرأة بمدينة وجدة بصفة عامة، حيث حملته نساء المنطقة المهاجرات إلى دول الإقامة بأوروبا، حيث لا تفوتهن مناسبة عائلية أو أعياد دينية، إلا وأبرزن زيهن التقليدي، متباهيات به وبجماله ورونقه كتراث ثقافي وإبداع متفرد. ويرى عدد من المولعين والمهتمين بتطور الأزياء التقليدية المغربية، أنه بالرغم من تراجع الإقبال على "لبلوزة" أمام تطور القفطان والتكشيطة والعباءة، إلا أن كثيرا من نساء الشرق المغربي ظللن متشبثات بلباسهن التقليدي، بشكل يعكس عمق الهوية والذاكرة الشرقية الضاربة في جذور التاريخ، إذ تعد "لبلوزة" اللباس الخاص والمميز للمدينة الألفية وجدة.