واشنطن،- عبّر الرئيس أوباما عن تفاؤله بشأن احتمالات إصلاح قوانين الهجرة في الولاياتالمتحدة في خطابه في إحدى مدارس ولاية نيفادا، أمام هيئة طلابية أكثر من نصفها من الأميركيين الهسبان (يتحدرون من دول أميركا اللاتينية). وأعلن أوباما لمستمعيه في 29 كانون الثاني/يناير، في مدرسة دِل سول الثانوية في مدينة لاس فيغاس، أن "الخبر السار هو أنه للمرة الأولى منذ سنوات عديدة يبدو أن الجمهوريين والديمقراطيين قد أصبحوا مستعدين للتعامل مع هذه المشكلة سوية." وكانت السياسات الحزبية قد منعت التقدم بأية مقترحات جوهرية للتعامل مع المهاجرين غير الشرعيين البالغ عددهم 11 مليون الذين يُعتقد أنهم يعيشون في الولاياتالمتحدة. ولكن أوباما أشار إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، بدأ أعضاء من الحزبين، في مجلسي الشيوخ والنواب، يعملان بنشاط للتوصل إلى حل. وأضاف أوباما أنه في "يوم أمس، أعلنت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين عن مبادئها حول الإصلاح الشامل لقوانين الهجرة، والتي تنسجم إلى حد كبير مع المبادئ التي اقترحتُها وأطلقتُ حملة من أجلها في السنوات القليلة الماضية. وفي هذه اللحظة، يبدو أن هناك رغبة حقيقية في إنجاز هذا الأمر قريبًا. وهذا أمر مشجع للغاية." بيدَ أن أوباما وعد أيضًا أنه "إذا لم يتمكن الكونغرس من المضي قدمًا في الوقت المناسب، فإنني سوف أرسل مشروع قانون يستند إلى اقتراحي، وسأصر على أن يصوتوا عليه فورًا." وأوضح أوباما أن خطته لإصلاح قوانين الهجرة تشمل فرض تطبيق الأمن على الحدود والتضييق على أرباب العمل الذين يوظفون المهاجرين غير الشرعيين بالرغم من علمهم المسبق بذلك. واستطرد قائلا، "ولكي نكون منصفين، فإن معظم الشركات ترغب في أن تفعل الشيء الصحيح، ولكن الكثير منها تجد صعوبة في معرفة من هو الموجود هنا بصورة شرعية أو غير شرعية. ولذلك، فإننا نحتاج إلى تنفيذ نظام على النطاق القومي يسمح للشركات بالتحقق بسرعة ودقة من الوضع الوظيفي لشخص ما. وإذا استمروا في توظيف العمال غير الشرعيين رغم علمهم المسبق، عندئذ سنحتاج إلى تشديد العقوبات." يعتمد العديد من المزارعين الأميركيين على العمال المهاجرين لحصاد محاصيلهم. وشدد الرئيس على أهمية المهاجرين لتحقيق الخير للاقتصاد الأميركي، مشيرًا إلى أنه في السنوات الأخيرة تمثلت مساهمة المهاجرين في الاقتصاد الأميركي في أنهم كانوا المؤسسين لشركة واحدة من بين كل أربع شركات تؤسَّس للتكنولوجيا المتقدمة، وشركة واحدة من أصل كل أربع شركات صغيرة في الولاياتالمتحدة. وهو يهدف إلى أن ييسّر على رواد الأعمال اللامعين والطلاب المهاجرين الذين يدرسون العلوم والتكنولوجيا البقاء في الولاياتالمتحدة. وأكد على أن الهجرة "تبقي القوى العاملة شابة. ويبقى بلدنا على قمة التطور. كما ساعدّت الهجرة في بناء أكبر محرك اقتصادي عرفه العالم على الإطلاق." وانتقد أوباما بشدة استغلال العمال غير الشرعيين، وقال إنه في حالات كثيرة تؤدي معاملتهم بغير إنصاف على أيدي أصحاب العمل، والأجور المتدنية التي يتلقونها إلى تهديد العمال من المواطنين الأميركيين أيضًا. وشدد على الأهمية الحاسمة لإصلاح قوانين الهجرة من أجل تعزيز الطبقة الوسطى. وشدد على أنه "علينا التأكد من أن كل شركة وكل عامل يلتزمون ويتعاملون بالقواعد ذاتها." وأشار أوباما إلى أن إصلاح قوانين الهجرة يجب أن يوفر "مسارًا واضحًا" للحصول على الجنسية بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة. وينطوي هذا الأمر، طبقًا لما قاله أوباما، على تسجيل وجودهم، والخضوع لإجراءات الأمن الوطني، والتدقيق في سجلهم الجنائي، ودفع الضرائب، وكذلك الغرامات لدخول البلاد بطريقة غير مشروعة، وتعلم اللغة الإنجليزية والانتقال إلى "آخر الطابور" لانتظار البت في وضعهم للحصول على الجنسية. كما أوضح أن "هذا يعني إذًا أن العملية لن تكون سريعة، لكنها ستكون عملية نزيهة." لافتًا إلى أنها "تخرج هؤلاء الأفراد من الظل وتمنحهم فرصة لشق طريقهم للحصول على البطاقة الخضراء، وفي نهاية المطاف على الجنسية." وأضاف أوباما أن إصلاح قوانين الهجرة يجب أن يسمح بالمحافظة على وحدة العائلات. "فإذا كنت مواطنًا، يجب أن لا تضطر إلى الانتظار سنوات كي تتمكن عائلتك من الانضمام إليك في الولاياتالمتحدة." وعلى الرغم من أن أوباما كان متفائلاً بسبب تركيز الكونغرس على إصلاح قوانين الهجرة، إلا أنه توقع أن يصبح النقاش أكثر سخونة عند اقتراب مقترحات الإصلاح لتغدو واقعًا حقيقيًا. وحذّر من أن "الهجرة كانت دائما قضية تثير المشاعر"، وغالبًا ما تولد عقلية "نحن في مواجهة الآخرين." ولكنه ذكّر الحاضرين بأن معظمنا "كنا سابقًا من أولئك الآخرين." واختتم أوباما كلمته بالقول إنه "عندما كانت تصل كل موجة جديدة من المهاجرين، كانوا يواجهون مقاومة من الموجودين هنا"، بما يتضمنه ذلك من تمييز عنصري وسخرية. ولكنهم، "جاءوا جميعهم إلى هنا وهم يعرفون أن ما يجعل المرء أميركيًا ليس فقط الدم أو الولادة، ولكن الولاء لمبادئنا التأسيسية والإيمان بفكرة أن أي إنسان من أي مكان يمكن أن يكتب الفصل التالي العظيم من قصتنا."