"لقد دقّ إغلاق مجلة "أكتييل" ناقوس الخطر بالنسبة للجرائد المغربية، التي تواجه تحدي اللغة وقلة موارد الإشهار ومنافسة الشبكة العنكبوتية"، حيث تشير "جون أفريك" أن الجرائد والمجلات التي تصدر بالفرنسية مهددة أكثر من غيرها. وفي هذا الإطار، تتساءل نفس المجلة "هل يجب علينا الخوف على مستقبل الصحافة المكتوبة بالمغرب"، حيث تشير إلى إغلاق مجلة "أكتييل" بداية شهر يناير الجاري بناء على "ظرفية استغلال صعبة عاشتها المجلة منذ ثلاث سنوات" حسب بلاغ صادر عنها، بالإضافة إلى "سوق إشهار يعيش على إيقاع انخفاض حاد في الحجم والقيمة". وتواصل جون افريك تحليلها للوضع مشيرة إلى أن تراجع الصحافة المكتوبة بدأ سنة 2009، بحيث استقرت مبيعات الجرائد بداية سنة 2008 في حوالي 100 مليون نسخة في السنة(حسب أرقام الهيئة المغربية للتحقق من الانتشار عن حجم تسويق الصحف المغربية OJD) أي ما يعني ثلاث نسخ لكل نسمة في السنة، وهو رقم جد منخفض إن نحن قارنا المغرب بالجزائر على سبيل المثال. كما تبرز "جون أفريك" في هذا المقال الفرق الكبير بين الصحف والأسبوعيات الصادرة باللغة العربية والأخرى الصادرة بالفرنسية، إذ تبرز أن عدد مبيعات يومية "المساء" يوميا بلغ 185 108 نسخة سنتي 2011 و2012 متفوقة بذلك على مبيعات الصحيفة التي تتربع على عرش اليوميات الصادرة بالفرنسية بالمغرب وهي "لوماتان" التي لا تتعدى مبيعاتها 18 ألف نسخة في اليوم، كما تبرز "جون أفريك" أن المجلات الأسبوعية الصادرة باللغة الفرنسية تحقق توازنها المالي بواسطة الإشهار فقط، لأن المبيعات لا تغطي ، في أغلب الأحيان، سوى مصاريف الطبع والتوزبع. وفي الفقرة الأخيرة لمقال جون أفريك، نقرأ ما يلي" دفعت تأثيرات الأزمة العالمية منذ سنة 2008 وتراجع سوق الإشهار المعلنين والوكالات إلى تغيير وجهات ميزانياتهم. واليوم، وبناء على منافسة سابقة لوسائل الإعلام السمعية والبصرية، فإن الصحافة المكتوبة تواجه خطر انبعاث المعلومة على الشبكة العنكبوتية، ذلك أن ظهور المواقع الإلكترونية الإخبارية قلب عناصر المعادلة وصارت المواقع تحظى باهتمام المستشهرين، الذين باتوا يخصصون جزءا من ميزانيتهم الخاصة بالتواصل للإشهار عبر الإنترنت". وفي هذا الاتجاه، تتوقع صوفيا جلال، مديرة جمعية المستشهرين بالمغرب، تغييرا في توزيع "كعكة" الإشهار سنة 2013، بحيث من المتوقع أن تحصل الإنترنت على 19 بالمائة من الاستثمارات الإشهارية بالمغرب..مقابل حصول الجرائد على 17 بالمائة.