His Highness the Aga Khan introduces the 2014 Global Centre for Pluralism Annual Lecture, to be delivered by Antonio Guterres. شبكة الآغا خان للتنمية
إمام الشيعة الإسماعيلية يدعو الجماعة لدعم التعليم، وتنشيط مؤسسات المجتمع المدني والبحث عن المعرفة لصالح الجميع
جوفيوكس، فرنسا، تموز/يوليو 2017 – بدأ سمو الآغا خان في الحادي عشر من تموز/ يوليو 2017 يوبيله الماسي، أو مرور 60 عاماً على استلام مهامه كالإمام ال 49 بالوراثة (الزعيم الروحي) للمسلمين الشيعة الإسماعيليين في العالم.
يجمع هذا الاحتفال العالمي بين المجتمعات الإسماعيلية في العالم، وشركاء شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، والقادة الحكوميين والقيادات الروحية ضمن المجتمع في أكثر من 25 دولة. كما يبدأ عاماً حافلاً بالأحداث الهامة التي سوف يعلن عنها سمو الآغا خان، كجزء من الالتزام العالمي بالشراكات التي تتمركز حول مبادئ الأخلاق في العمل، السلام والتعددية.
وقال سمو الآغا خان في كلمة وجهها إلى الجماعة الإسماعيلية في العالم: "خلال عام اليوبيل، وكذلك في المستقبل، سوف يبقى التخفيف من وطأة الفقر مجال التركيز الرئيس لجماعتي وجميع مؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية". وأكد سمو الآغا خان على أولويات اليوبيل الماسي، بما في ذلك تعزيز الطفولة المبكرة والتعليم الأساسي، وتمكين المؤسسات، وتنشيط المجتمع المدني. كم شكر سموه شركاء شبكة الآغا خان للتنمية على مساهماتهم المستمرة.
في العقود الستة الماضية، استطاع سمو الآغا خان تغيير نوعية الحياة للملايين من الناس حول العالم. عمل سموه في مجالات الصحة، والتعليم، والإحياء الثقافي، والتمكين الاقتصادي، لتحفيز التفوق وتحسين ظروف الحياة والفرص في عدد من المناطق، من بينها الأكثر عزلة واضطراباً في العالم.
في التقليد الأخلاقي للإسلام، لا يقتصر عمل الزعماء الدينيين على تفسير الدين، بل يحملون على عاتقهم مسؤولية المساعدة في تحسين نوعية الحياة لجماعاتهم والمجتمعات التي يعيشون ضمنها. هذا الأمر كان يعني بالنسبة لسمو الآغا خان، أن يكرس حياته لمعالجة شؤون الدول النامية. استمراراً للتقاليد التي اتبعها أسلافه – بالعودة إلى أكثر من ألف عام منذ التأسيس، على يد الأئمة الاسماعيليين، الذين أسسوا أولى الجامعات والمعاهد للتعليم في العالم الإسلامي – واصل سمو الآغا خان التأكيد على أهمية التعليم لكل من الرجال والنساء. لقد أسس سموه مراكز تعليمية تحتل مراكز الصدارة من ناحية تطبيق معايير التعليم الدولية، والمعرفة والأبحاث العلمية، وتتضمن جامعة الآغا خان، وجامعة آسيا الوسطى، وأكاديميات الآغا خان. ويقول الآغا خان: "نحن لدينا تقليد فكري يكافئ السعي وراء المعرفة التي سوف يتم استخدامها". ويضيف سموه: "من أجل صالح المجتمع الأكبر. عش عقيدتك من خلال اكتساب المعرفة التي يمكنك بواسطتها من مساعدة الآخرين." الآغا خان وجماعة المسلمين الشيعة الإسماعيليين ينحدر نسب سمو الآغا خان بشكل مباشر من رسول الله محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) من خلال ابن عمه وصهره علي، الإمام الأول، وزوجته فاطمة ابنة رسول الله. خلف جده الآغا خان، السير سلطان محمد شاه، منذ 60 عاماً ليصبح إماماً للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، وكان عمره 20 عاماً.
اليوم، يقود سمو الآغا خان مجتمعاً عالمياً يضم نحو 15 مليون شخص من المسلمين الشيعة الإسماعيليين، يعيش أغلبهم في جنوب آسيا، وآسيا الوسطى، وإفريقيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، وشمال أمريكا والشرق الأقصى. كغيرهم من المسلمين في العالم، يشكَل الاسماعيليون تنوعاً ثرياً من الثقافات، واللغات والجنسيات. يتضمن دور سمو الآغا خان كإمام تأويل العقيدة لجماعته، والمسؤولية المباشرة على المؤسسات الدينية وأتباعه حول العالم.
سمو الآغا خان وشبكة الآغا خان للتنمية مدفوعاً بأخلاقيات عقيدته ومسؤولية الإمام الوريث لتحسين نوعية الحياة لأبناء جماعته وحياة الأشخاص الذين يعيشون إلى جوارهم، أصبح سمو الآغا خان على مدى ستين عاماً منذ توليه الإمامة في صدارة المبتكرين في مجال التنمية. فهو المؤسس والرئيس لشبكة الآغا خان للتنمية (AKDN)، إحدى أكثر الشبكات التنموية شمولاً في العالم اليوم. تعمل شبكة الآغا خان للتنمية في أكثر من 30 دولة، وتتركز بشكل أساسي في وسط وجنوب آسيا، شرق وغرب إفريقيا، والشرق الأوسط. تساهم نشاطات الشبكة في ايجاد فرص العمل لحوالي 80,000 موظف، مما يجعلها واحدة من أكبر المنظمات التنموية في العالم.
انطلاقاً من الأخلاق الإسلامية التي تقوم على العطف ومسؤولية الاهتمام بالأشخاص المحتاجين، تعمل شبكة الآغا خان للتنمية لأجل الصالح العام للمواطنين بغض النظر عن جنسهم، وأصلهم أو عقيدتهم. تعمل وكالات شبكة الآغا خان للتنمية في مجالات تتراوح ما بين الصحة والتعليم وحتى الهندسة المعمارية، والتمويل الصغير، والتخفيف من الأضرار التي تسببها الكوارث، والتنمية الريفية، وتطوير مشاريع القطاع الخاص وإحياء المدن التاريخية – وكلها عوامل محفزة للتنمية. تساهم وكالات شبكة الآغا خان للتنمية، مع بعضها البعض، في بناء مجتمع مدني نابض بالحياة يلبي حاجات الضعفاء من السكان.
تنفق شبكة الآغا خان للتنمية نحو 925 مليون دولار أمريكي سنوياً على النشاطات التنموية الثقافية والاجتماعية غير الربحية – بارتفاع مقداره ثلاثة أضعاف خلال السنوات العشر الماضية. تقوم الشبكة بإدارة أكثر من 200 مؤسسة للرعاية الصحية، وجامعتين تنتشران ضمن 6 دول، و 200 مدرسة وبرامج لتطوير التعليم في عدد من المناطق الأكثر عزلة وفقراً في الدول النامية.
في الوقت نفسه، تدير شبكة الآغا خان للتنمية أكثر من 90 شركة للمشاريع ضمن الاقتصادات الانتقالية أو التي تلي الصراعات، وتساعد بذلك في وضع الأساس الذي تنطلق منه عملية الإنعاش الاقتصادي في تلك الدول. هذه الشركات، التي تتراوح مابين مشروع ضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية في أوغندا وشركة اتصالات خلوية في أفغانستان، تولد اليوم عائدات تزيد عن 4.1 مليار دولار أمريكي. يعاد استثمار الربح الفائض من تلك النشاطات في تنفيذ مشاريع تنموية.
تقدم شبكة الآغا خان للتنمية سنوياً، من بين العديد من التدخلات الأخرى، الرعاية الصحية النوعية لنحو خمسة ملايين شخص، وتحسن من جودة التعليم لنحو مليوني طالب من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى المرحلة الجامعية، وتولد الطاقة الكهربائية لنحو عشرة ملايين شخص، وتساعد نحو ثمانية ملايين آخرين في تحقيق قدر أكبر من الأمن الغذائي، وزيادة الدخل، وتحسين نوعية الحياة لديهم بشكل عام.
تماشياً مع التقاليد، ستتضمن احتفاليات اليوبيل الماسي لسمو الآغا خان إطلاق مشاريع اجتماعية، وثقافية واقتصادية جديدة. تشمل المشاريع والمبادرات الجديدة التي سيعلن عنها أو تخصص لهذا العام: برامج منسقة للحد من الفقر، زيادة الحصول على التمويل من أجل التعليم، الصحة والإسكان، تنمية الطفولة المبكرة، ومشاريع البنى التحتية في الدول النامية (وتتضمن بشكل أساسي الماء، الطاقة والاتصالات). كما سيتم إضافة الموارد وزيادة استيعاب مؤسسات شبكة الآغا خان للتنمية، بما فيها جامعة الآغا خان وجامعة آسيا الوسطى.
يؤمن سمو الآغا خان أن التنوع يجب أن يكون مصدراً للالهام، وليس للانقسام، وأن تعزيز التعددية هو لبنة أساسية في بناء مجتمعات مسالمة وناجحة. ففي عام 2006، أسس سمو الآغا خان مع الحكومة الكندية المركز العالمي للتعددية في مدينة أوتاوا، لإجراء الأبحاث وزيادة المعرفة حول القيم التي تعزز المجتمعات التعددية الشاملة. قام سمو الآغا خان بتحسين الحوار وتعزيز التعاون بين المجتمعات العقائدية، وكان مؤيداً كبيراً لفهم الإسلام بشكل أفضل. لقد أكد سموه على أن الإسلام كفكر، هو عقيدة روحية تنشر روح التعاطف والتسامح، وتدافع عن كرامة الإنسان. كما رفض فكرة الصراع الحتمي بين الشعوب، وأطلق عليه اسم "صراع الجهل" عوضاً عن صراع الحضارات.
يقول سمو الآغا خان في كلمة له: "إن العالم الذي نطمح إليه هو ليس ذلك العالم الذي يختفي فيه الاختلاف، وإنما عندما يسخَر فيه هذا الاختلاف كقوة لصالح الخير، تساعدنا في صياغة فهم جديد للتعاون والترابط ضمن عالمنا، وفي خلق حياة أفضل للجميع."
يوفر اليوبيل الماسي الفرصة لتحسين الوعي – بما في ذلك حول الإسلام والحضارات الإسلامية – وتعزيز التعاون بين الشعوب والمجتمعات العقائدية المختلفة في جميع أنحاء العالم.
لمزيد من المعلومات حول اليوبيل الماسي لسمو الآغا خان نرجو زيارة الرابط: http://www.akdn.org/commemoration-of-diamond-jubilee-of-his-highness-aga-khan لمزيد من المعلومات حول شبكة الآغا خان للتنمية (AKDN) نرجو زيارة الرابط: www.akdn.org لمزيد من المعلومات حول المجتمع الإسماعيلي نرجو زيارة الرابط: www.theismaili.org