أثارت تصريحات ادلى بها مدير ديوان رئاسة الجمهورية، والأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى حول المهاجرين الأفارقة، موجة جدل واسعة وعنيفة من طرف المنظمات الحقوقية الدولية ،والاوساط السياسية والحقوقية بالجزائر، وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ووصفت منظمة العفو الدولية في بيان تصريحات أويحيى ب"الصادمة والمخزية " وأنها تغذي العنصرية والتمييز وتعزز نبذ هؤلاء الأفراد. وأضافت قائلة "لقد جاؤوا إلى الجزائر للبحث عن السلام والأمن ومن واجبنا استقبالهم كما تنص على ذلك المواثيق الدولية التي وقعتها وصادقت عليها الجزائر".وحسب المنظمة الحقوقية الدولية فإن تصريحات أويحيى، جاءت في الوقت الذي صرح فيه الوزير الأول عبد المجيد تبون "أن وجود المهاجرين جنوب الصحراء الكبرى في الجزائر سيتم تنظيمه من طرف وزارة الداخلية من خلال الشرطة والدرك لإحصاء لهؤلاء المهاجرين. بالإضافة إلى إعداد قانون اللجوء من طرف وزارة الشؤون الخارجية". من جانبه اعتبر الأمين العام للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، مومن خليل، في رده على سؤال لوكالة "فرنس برس" أن "هذه التصريحات تشبه خطاب اليمين المتطرف في أوروبا" وتتناقض مع "تصريحات رئيس الوزراء الجديد حول الموضوع، هذا وتباينت ردود الفعل من طرف الجزائريين على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الوقت الذي دعم العديد منهم تصريحات أويحيى، استنكر البعض الآخر هذه التصريحات. يذكر ان أويحيى قال في تصريحاته أن "هذه الجالية الأجنبية المقيمة بالجزائر بطريقة غير قانونية فيها الجريمة والمخدرات. فيها آفات كثيرة،وقال أويحي في تصريحات لقناة النهار الخاصة، إن "هؤلاء جاؤوا بطريقة غير قانونية"، مضيفا أن " القانون الجزائري لا يسمح باستخدام اليد العاملة الأجنبية"، وما زاد في الطين بلة ان حزب " الأرندي " الذي ينتمي اليه اويحى جدد تأكيد هذه التصريحات من خلال بيان نشره على صفحته الرسمية على موقع "فايسبوك"، أين قال أن "هؤلاء المهاجرين دخلوا إلى الجزائر بطرق غير قانونية، وقد أصبح أفراد هؤلاء الجالية في الآونة الأخيرة مصدرا لكل أنواع الجرائم بما فيها الترويج للمخدرات وتزوير العملة ونشر آفات غريبة عن قيم و تقاليد مجتمعنا". ودعا الحزب، الحكومة، إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضبط اقامة و تنقل هؤلاء المهاجرين ووضع حد لما وصفها ب" الفوضى التي أصبحوا يسببونها للمواطن الجزائري في بلاده". مما يطرح اكثر من علامات استفهام حول الموقف " العنصري " للحزب من قضية المهاجرين الأفارقة المتواجدين بالجزائر بطريقة غير شرعية. وحسب المتتبعين لهذا الملف، فالتصريحات التي أدلى بها اويحي بشان المهاجرين الأفارقة، أخذت في نظر البعض طابعا "شعبويا" كونها استعملت نفس المبررات التي غذت حملة العداء ضد المهاجرين التي انتشرت قبل أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "لا للأفارقة في الجزاير"، وروج البعض حينها أن تدفق الأفارقة يأتي في إطار مخطط دولي يستهدف تفجير الوضع بالجزائر من الداخل باستعمال النازحين. عبدالقادر البدوي