وضعت فرقة خاصة تشكلت من عناصر الدرك الملكي بإقليمي اشتوكة وتزنيت، اخيرا يدها على المشتبه فيه الرئيسي بارتكاب جريمة قتل بشعة، ذهب ضحيتها واحد من أبرز الفقهاء المحترفين للدجل والشعوذة في إقليم اشتوكة أيت باها، إذ عثر عليه، خلال منتصف رمضان الجاري، مكبلا، مفصول الرأس عن الجسد، ومصابا بطعنات عشوائية في مختلف أطرافه. وتمت مداهمة مخبأ المشتبه فيه الرئيسي في قلب المدينة العتيقة لتزنيت، البعيدة عن مسرح الجريمة في إقليم اشتوكة أيت باها بحوالي 60 كيلومترا، بعدما مكنت الأبحاث المتواصلة منذ أكثر من أسبوع، سيما الخبرة التقنية المعلوماتية على شبكة الاتصال وهاتف الضحية، وتحليل البصمات بمسرح الجريمة، من معرفة هويته، وتحديد مكان وجوده. ويتعلق الأمر بشاب عمره 38 سنة، يتحدر من الجماعة القروية «تافراوت المولود» بدائرة أنزي في إقليمتزنيت، الذي اعترف انه مهووس لأسباب شخصية، باستهداف الفقهاء من محترفي ممارسة الدجل والشعوذة، إذ في سجل سوابقه اعتداؤه في وقت سابق على فقيه يملك محلا للأعشاب الطبية بالدشيرة الجهادية في إنزكان، ومحاولة تصفيته، غير أنه لقي مقاومة شديدة من الضحية. واقتيد المشتبه فيه من مخبئه وراء أسوار المدينة العتيقة لتزنيت، واقتيد إلى المركز القضائي للدرك الملكي، حيث وضع رهن تدابير الحراسة النظرية، على أن يتم نقله، بعد إنهاء الأبحاث معه من قبل المحققين المكلفين بالجريمة التي ارتكبها، إلى المركز الترابي للدرك ببلفاع في إقليم اشتوكة أيت باها، من أجل إعادة تمثيل الجريمة، وإحالته على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف في أكادير. يذكر أن الجريمة التي يشتبه في ارتكابها من قبل الموقوف، جرت فصولها في دوار إسحنان بالجماعة الترابية بلفاع، المعروفة بقربها من مراكز إنزكان وتزنيت وبيوكرى، داخل منزل كان الضحية يتخذه مسكنا ومحلا يحترف فيه خدمات السحر والدجل والشعوذة، إذ قام الجاني بتكبيل الفقيه، ثم وجه إليه طعنات كثيرة وبشكل عشوائي في مختلف أنحاء جسده. وكان الفقيه الضحية، الذي تعرضت جثته على يد منفذ الجريمة لتمثيل وتشويه ينم عن حقد شديد ودافع إجرامي قوي، يعيش وحيدا في المنزل الذي اكتراه في دوار إسحنان لاستقبال زبنائه من طالبي خدمات السحر والتداوي بالأعشاب والرقية، بعيدا عن بيته الأسري في الدشيرة الجهادية بإنزكان أيت ملول، إذ كان القتيل متزوجا وأبا لثلاثة أبناء.