في تطور عسكري غير مسبوق بسوريا، جاء أول رد عسكري مباشر ضد نظام بشار الأسد، من الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث نفذت مدمرتان أمريكيتان فجر اليوم الجمعة، هجوماً بصواريخ كروز ضد قاعدة الشعيرات الجوية وسط سوريا، مخلفة عدداً من القتلى والإصابات في صفوف جنود النظام السوري. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جيف ديفيس، إن القوات الأمريكية، المتواجدة في شرق البحر المتوسط، وبتوجيهات من الرئيس دونالد ترامب، نفذت هجوماً ب59 صاروخ كروز (من نوع توماهوك)، مستهدفة طائرات وملاجئ الطائرات ومستودعات للوقود والدعم اللوجستي، كذا مستودعات الذخائر ونظم الدفاع الجوي وأجهزة الرادار. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن القصف الأمريكي جاء "رداً على قيام النظام السوري بهجوم كيميائي في خان شيخون والذي قتل وجرح مئات من المواطنين الأبرياء". وأفادت وكالات أنباء دولية، أن مسؤولين سوريين وشهود عيان أقروا بمقتل أربعة جنود جراء الغارة الأمريكية. تعليق النظام السوري جاء على لسان محافظ حمص طلال البرازي، الذي قال إن "الإجراء الأمريكي يخدم أهداف تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات مسلحة إرهابية أخرى". وأضاف أن "الهجوم أسفر عن خمسة قتلى وسبعة جرحى". في المقابل، حذرت روسيا، الحليف الأساسي لنظام بشار الأسد، من أن يضر الهجوم بالعلاقات الروسية الأمركية. واعتبر الرئيس فلاديمير بوتين، أن الغارة الأمريكية على روسيا "عدوان على دولة ذات سيادة، وانتهاك للقانون الدولي". ورحبت المعارضة السورية بهذا القصف، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه السعودية. ونقلت وكالة "فرانس برس"، أن تركيا اعتبرت "الضربة الأميركية على قاعدة عسكرية للنظام السوري ايجابية"، حسب ما أعلن نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" . وقال كورتولموش: "نرحب بذلك باعتباره إيجابياً". وأضاف "يجب معاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بصورة تامة على المستوى الدولي"، في مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس تي في" ونقلتها وكالة "الأناضول". وتابع: "علينا أن نضع حداً بأسرع ما يمكن لوحشية نظام الأسد" داعياً الأسرة الدولية إلى التمسك ب"موقف واضح ضد هذه الوحشية" وتسريع عملية السلام.