شهيد المحراب بين اغتيالين عمار العامري يعد السيد محمد باقر الحكيم؛ من الشخصيات الإسلامية العراقية البارزة, خلال القرن العشرين, لما قدمه من أدوار مثالية, ومواقف مشرفة من أجل حفظ الدين والعقيدة, وحماية العراق أرضاً وشعباً, بوقوفه بوجه أكثر الأنظمة دكتاتورية بالعالم, ورغم استشهاده في حرم أمير المؤمنين "عليه السلام", إلا أنه لم ينصف قبل وبعد استشهاده. طيلة خمسون عاماً من الجهاد والهجرة, ومقارعة النظام, قضاها السيد شهيد المحراب؛ كان مظلوماً جهادياً وسياسياً وإعلامياً وجماهيرياً, وهذه الظلامات كانت مدفوعة من جهات منافسة, واستمر الظلم حتى بعد رحيله, لأسباب كثيرة منها؛ المواقف التاريخية, والتنافس السياسي, والإمراض النفسية, وعدم فهم مشروعه, ما جعل كل من لم يتعرف على شخصيته, يبتعد عنه لما يسمعه, وشتان بين أن ترى, وأن تسمع. لم نجد إن أسرة آل الحكيم منذ المرجع الأعلى الإمام الحكيم, وإلى اليوم, وخلال مائة عام خلت, أنهم سعوا للاستحواذ على منصب معين لهم, أو موقع محدد لأحدهم, بقدر تصديهم للدفاع عن الأمة,وهذا هو ديدن الأنبياء والأوصياء يتحملون الأذى, من أجل مشاريعهم, ولم يلهيهم عن خدمة المجتمع العراقي, أي معوق, وإن من خالفهم عبر تلك العقود, استمر في أحقاده عليهم. خلال السنوات المنصرمة, التي قضاها شهيد المحراب؛ تعرض للعديد من حملات الاستهداف السياسي, والجديد بالذكر؛ إن منافسيه لم يستطيعوا استهدافه عقائدياً, طيلة نصف قرن من جهاده العلمي والفكري, لأنهم لم يجدوا هناك إي ثغرة عقائدية في حياته, لكنهم استهدفوه بكل الوسائل سياسياً, وما حادثة مسجد أعظم بطهران عام 1999, إلا واحدة من أسوى ما مورس ضده, دليلاً على الانحطاط السلوكي. تعرض السيد الحكيم لحملات تشويه إعلامي كبيرة, رغم إن كل المشاريع السياسية والإنسانية والإعلامية, التي رعاها كانت لإبراز مظلومية الشعب العراقي, وفضح الأساليب الإجرامية ضده, إلا إن بعض الجهات السياسية, لاسيما خلال السنوات الأخيرة قبل استشهاده, مارست أبشع جرائم الخداع والتظليل ضده, من أجل تشويه صورته الناصعة في نفوس من لم يعرفه, ما جعل هناك جيل واسع مظلل, ومتحامل عليه. بعد استشهاده, نفس تلك الجهات؛ الإسلامية والعلمانية استمرت بممارساتها الحاقدة بحق تاريخ المشرف, حيث عارضت الكتل السياسية, اعتبار يوم استشهاده يوماً للشهيد العراقي, فيما مارس أزلام البعث, وفدائي صدام حملات منظمة لإبعاد أنظار العراقيين عن إحياء ذكرى شهادته, فرغم عدم التذكير القنوات الشيعية بيوم استشهاده, أخذت تفتعل الأكاذيب, وتبث الإشاعات لتشويه التجمعات الجماهيرية, التي تحيي ذكراه في الأول من رجب. لذا نقول؛ إن ما تحمله السيد شهيد المحراب في حياته من هموم ومآسي, يتحملها بعد استشهاده, وهو في مقامه الأعلى, لاسيما محاولات طمس ذكرى استشهاده سياسياً وإعلامياً, من خلال تجاهل القنوات العراقية الحكومية, والحزبية خاصة ليوم شهادته, ناهيك عن معارضة أغلب السياسيين, اعتبار الأول من شهر رجب يوم للشهيد العراقي.