محسن الكبوري احتضنت مدينة فاس العاصمة العلمية مساء يوم السبت 19 فبراير الجاري حفل عشاء أقيم على شرف السلك الدبلوماسي والبعثات الافريقية بالمغرب بمبادرة وتنظيم من جمعية فاطمة الفهرية للتنمية والتعاون احتفاء بعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الافريقي التي اعتبرتها الجمعية المنظمة للحفل بالمحطة التاريخية الاستثنائية التي ستحفر أحرفها في الذاكرة الإفريقية. وقد تميز الحفل بحضور مميز لشخصيات وازنة وممثلي جمعيات من المجتمع المدني وممثلين من الصحافة الوطنية والمحلية، إلى جانب البعثات الدبلوماسية الافريقية بالمغرب، تخللته فقرات موسيقية بإيقاعات إفريقية نالت إعجاب الحضور. سفيرة وقد أكدت سفيرة أثيوبيا السيدة "ببشى تامغاي" في تصريح صحفي لها على هامش الحفل أن عودة المغرب إلى البيت الافريقي سيلعب دورا مهما في تعزيز التعاون جنوب جنوب بالنظر إلى مكانته الوازنة داخل الاتحاد الافريقي مبرزة في ذات التصريح أن عودة المغرب سيقوي الاتحاد وسيدفع به نحو بناء الريادة للقارة الافريقية. من جهته أكد سفير غينيا الاستوائية أن حضوره لفعاليات الحفل جاء من منطلق تأكيد بلاده على مشاركة المغاربة فرحتهم والتأكيد على الاعتراف بهذا الحدث التاريخي الموسوم بعودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي. وفي السياق ذاته أكدت وفاء البقالي رئيسة جمعية فاطمة الفهرية للتنمية والتعاون في كلمة لها في حضرة أعضاء الوفد الدبلوماسي الافريقي والمرافقين لهم على تقديم الشكر والامتنان للبلدان التي يمثلونها على الدعم غير المشروط الذي قدموه للمغرب من أجل عودته الميمونة لحضن بيت العائلة الإفريقية، والتي قالت أنها ستمكن إفريقيا من الاستفادة من كفاءات المملكة وخبراتها متعددة الأشكال وتعزيز جسور التعاون على مختلف الاصعدة والمستويات في إطار جنوب جنوب، مشيرة إلى أن إفريقيا في حاجة إلى المغرب كما أن هذا الاخير في حاجة إلى إفريقيا وأن كل بلد إفريقي في حاجة إلى افريقيا والاخيرة في حاجة لتظافر جهود الجميع لأن تحديات ورهانات العصر الرقمي تقتضي التكتل الافريقي في إطار نواة صلبة اسمها الاتحاد الافريقي والانفتاح على باقي قارات الكون في إطار علاقة اقتصادية قائمة على قيم الاحترام المتبادل وبما فيها النفع لمصالح الشعوب. وأكدت البقالي في ذات الكلمة أن الخطر الأكبر الذي يهدد أمن وتنمية القارة الافريقية هو الفقر الذي يشكل منطلقا ومنبعا لمشاكل أخرى لا تقل أهمية خطورتها، داعية إلى تظافر الجهود وتنسيقها على المستوى القاري في إطار التعاون بين بلدان إفريقيا والاستثمار في شباب القارة من خلال إشراكهم في أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحاصرة وباء الفقر وتداعياته . وأكدت السيدة وفاء البقالي رئيسة جمعية فاطمة الفهرية التي تعمل في الوقت ذاته نائبة برلمانية، أن بناء إفريقيا وتعزيز التعاون داخلها يستلزم إشراك جمعيات المجتمع المدني من كافة البلدان الافريقية لأجل النهوض بشكل أقوى بقاطرة التنمية الافريقية. وأضافت "أن الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك أمام رؤساء الدول والحكومات الافريقية في الدورة الثامنة والعشرين لقمة الاتحاد الافريقي بتاريخ 31 يناير الماضي ب"أديسا بابا" كان خطابا حكيما شاملا ومؤسِّسا لرؤية اقتصادية وتنموية قارية قادرة على مواجهة التحديات وتذليلها وربح الرهانات ومواكبة الركب الاقتصادي العالمي والعمل على إعطاء الريادة للقارة الافريقية"، مشيرة إلى أنه بالنظر إلى هذا اليوم التاريخي، إنها دعت إلى جعله عيدا وطنيا إفريقيا والاحتفاء به بشكل سنوي. وصلة بالموضوع ذاته، لفتت السيدة وفاء البقالي رئيسة الجمعية في تصريح صحفي أن العلاقات المغربية الإفريقية لم تتوقف يوما، بل ازدادت قوة ومتانة مع مرور الوقت في إطار علاقات ثنائية مع غالبية البلدان الافريقية التي تربطها بالمغرب علاقات تاريخية واقتصادية وثقافية تجمعها بالمغرب. وأشارت في ذات التصريح أن المغرب بفضل الحكمة المولوية الملكية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله،طور علاقات تعاون دبلوماسي واقتصادي وتجاري مثمر مع القارة من خلال مجموعات اقتصادية كبيرة تم إحداثها في العديد من بلدان افريقيا جنوب الصحراء وبلورت فيها استراتيجيات للتنمية في إطار شراكات متعددة الأشكال. رابط الفيديو