توقيع اتفاقيات شراكة بين المغرب وكوت ديفوار (ارشيف) أكدت صحيفة (سيدوايا) البوركينابية في عددها اليوم الاثنين، أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل دائما إفريقيا أولوية، مشيرة إلى أن المملكة، على الرغم من غيابها عن الاتحاد الأفريقي منذ سنة 1984، كانت لها نظرة إيجابية وفعالة بالنسبة لأفريقيا، مرتكزة على التضامن والإخاء والتقاسم والمنفعة المتبادلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من أن له علاقات تعاون جيدة مع القارات الأخرى، فإن المغرب تحت قيادة جلالة الملك جعل دائما من إفريقيا أولوية، مذكرة أن جلالة الملك ومنذ اعتلائه العرش، قام بعدد كبير من الزيارات لعدد من البلدان الإفريقية توجت بإطلاق مشاريع تعاون ملموسة في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، كالتكوين والمساعدة التقنية، والأمن الغذائي وتطوير البنيات التحتية.
وكتبت الصحيفة في مقال تحت عنوان " انضمام المغرب للاتحاد الافريقي، هل ينبغي القلق"، إن المؤكد هو أن المغرب بانتمائه الافريقي وجغرافيته وتاريخه، يعتزم العمل في إطار الاتحاد الأفريقي على تعزيز علاقاته الانسانية والاقتصادية والسياسية.
وبعد أن ذكرت بأن رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي قرروا يوم 30 يناير الماضي خلال قمة ال28 للاتحاد في أديس أبابا، عودة المغرب الذي يتوفر على شبكة دبلوماسية في أفريقيا، تتألف من نحو ثلاثين سفارة تغطية جميع البلدان الأفريقية، أبرزت الصحيفة أنه وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، على سبيل المثال، " تمكن نحو 30 ألف و 500 مواطنا افريقيا من متابعة تعليمهم العالي في المغرب، من خلال المنح الدراسية التي تقدمها المملكة المغربية".
وأضافت الصحيفة أنه بفضل ديناميته الاقتصادية وخبرته الفعالة وسياسة التشارك في إطار صيغة "رابح – رابح"، يعد المغرب المستثمر الأفريقي الثاني في القارة، مشيرة إلى أن أكثر من 63 في المائة من الاستثمارات المغربية موجهة نحو افريقيا، كما تنشط الشركات المغربية في أكثر من 25 بلدا.
وفي الإطار ذاته، أبرزت الصحيفة أن سياسة المغرب المتعلقة بالهجرة ، وبناء على توصيات من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مكنت على مستوى وضعية المهاجرين و اللاجئين في المغرب، "من تسوية وضعية هؤلاء الأشخاص (بما في ذلك العديد من المهاجرين من جنوب الصحراء) في مجال الإقامة والأنشطة التي يمارسونها، هذا فضلا عن المهاجرين الشرعيين".
وكتب صاحب المقال، الذي جاء مرفقا بصور جلالة الملك خلال قمة أديس أبابا، أن المغرب الذي رفض أن ترتبط عودته بأي شروط مسبقة، لم تفرض على عوته للاتحاد أية شروط.
وفضلا عن ذلك، يقول، فإن قراءة نصوص الاتحاد الأفريقي، بعيدا عن الشرط المسبق من أن تكون دولة افريقية والمصادقة على الميثاق التأسيسي، فإن هذه النصوص لا تفرض أي شرط للانضمام، بله النظر في الاعتبارات السياسة للقضايا الاقليمية والدولية.
ولهذا السبب بدون شك، يضيف الكاتب، لا تغير عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي من موقفه من قضية الصحراء التي، وفقا للرؤية الوطنية المغربية، تبقى موضوع مسلسل سياسي للمفاوضات يتم حصرا في إطار الأممالمتحدة.
وفيما يتعلق بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وعما إذا كان هناك ما يدعو للقلق بخصوص هذه المسألة، قالت الصحيفة إن المملكة لم تضع وحدة وتناغم وتماسك الاتحاد الأفريقي على المحك، مضيفة أن "المملكة تطلب الحكم على انجازاتها وأفعالها، وأفضل من ذلك تدعو إلى جمع البلدان الإفريقية وتلتزم بالمساهمة بفعالية في أشغال وسياسات الاتحاد في كافة المجالات السياسية، الاقتصادية، الثقافية والأمنية ".
وأضاف المقال أن المغرب سيعزز التزامه من أجل رؤية مندمجة للسلام والأمن والتنمية في القارة، مذكرا بأن المغرب، ومن خلال نظرة للتاريخ، ساهم في ست عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في إفريقيا بنشر ما يقرب من خمسة آلاف جندي في مختلف ساحات العمليات، وقام بوساطات من أجل قضية السلام في أفريقيا.
وأكدت الصحيفة في هذا السياق أن " هذا التراث المهم لسياسة المغرب الإفريقية، التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا يمكن التضحية به أمام التقسيم والتسويف والخصومات والأعمال العدائية غير المبررة وغير القابلة للتفسير".
وأعربت الصحيفة عن أملها أن يستمد الاتحاد الأفريقي، تحت تأثير المنضم الجديد الذي هو المغرب، قوته من التكامل والإيمان بالمصلحة المشتركة.