أعلنت حكومة معمر القذافي وقف استخدام العنف في ليبيا الجمعة بعد قرار للأمم المتحدة يسمح باستعمال القوة لتفادي سقوط المزيد من الضحايا المدنيين بعد ساعات من إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا بفرض منطقة للحظر الجوي، أعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الجمعة 18 مارس وقف إطلاق النار و"الوقف الفوري لكافة العمليات العسكرية. واعتمد مجلس الأمن بمجموع عشرة أصوات مقابل صفر وخمسة امتناعات مساء الخميس القرار رقم 1973 (2011) الذي يسمح باتخاذ "كافة التدابير الضرورية" من أجل "حماية المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان والتي توجد تحت تهديد الهجمات في الجماهيرية العربية الليبية بما فيها بنغازي". ودعت الهيئة العالمية بالتحديد إلى تطبيق منطقة لحظر الطيران من قبل البلدان الأعضاء. فكرة منطقة حظر الطيران كسبت زخما خلال الأيام التي سبقت قرار الأممالمتحدة بدءا بقرار من لبنان أيدته جامعة الدول العربية وفرنسا والمملكة المتحدة. وفي البداية، أبدت حكومة طرابلس رفضها للقرار، وقال الناطق باسم القوات المسلحة الليبية "إن أي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا، سيعرّض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر، وستصبح كل السابلة المدنية والعسكرية، أهدافاً للهجوم المضاد الليبي" . وصباح الخميس، أدلى القذافي بتصريح هاتفي على التلفزيون الحكومي وهدد فيه المقاتلين الثوار. وقال "لن نرحمهم ولن نشفق عليهم". وبعد تهديد الشعب الليبي، وجه القذافي حديثه إلى العالم في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي بُثّت الجمعة. وقال الزعيم الليبي حسب ما أوردته فرانس بريس "إذا جنّ العالم، نحن أيضا سنجنّ". وأضاف "سنرد وسنحول حياتهم إلى جحيم". في حين قررت القوات المسلحة الليبية إيقاف العمليات العسكرية اعتبارا من الساعة (00:00) من يوم الأحد لإعطاء الفرصة للناس لتسليم السلاح والاستفادة من قرار العفو العام. من ناحية أخرى، منعت سلطات طرابلس الليبيين من استعمال السلاح، معتبرة أن رفع السلاح في وجه القوات المسلحة خيانة عظمى. قرار الأممالمتحدة جاء في نفس اليوم الذي شنت فيه قوات القذافي غارات جوية على مدينة بنغازي وهجوما برّيا على مصراتة. فيما نقلت قناة العربية الفضائية عن الناشط الليبي المعارض إبراهيم جبريل قول "إن شعب بنغازي يتحدى القذافي وابنه ويتعهد بحل الوضع بسرعة". ويُذكر أن طائرات القذافي شنت أربع غارات جوية على مدينة بنغازي، ثلاثة منها على مطار بنينه الذي يقع في جنوب شرق المدينة في محاولة لضرب مدارج المطار لعرقلة حركة الطائرات المعارضة. وأفادت تقارير أن القوات الحكومية قصفت المدخل الشرقي لمدينة أجدابيا وسط احتدام القتال، كما قصفت معسكر بوعطني للقوات الخاصة التابع لقوات المجلس الوطني الانتقالي. وفي المقابل، أسقطت المعارضة طائرتين، ما دفع أحد الطيارين إلى القفز بكرسيه ومظلته، ويجرى البحث عنه الآن. كما أورد راديو ليبيا الحرة أن طيارا أسقط صواريخ طائرته في البحر لينزل إلى مطار بنينه وينضم إلى الثوار. وتم إرسال أعداد كبيرة من القوات حسب تقارير للمساعدة في مواجهة قوات القذافي بأجدابيا. وقال أحد السكان إن المدينة تتعرض لقصف مدفعي كثيف في الشمال، حيث تقطن العديد من الأسر والأطفال. وقال شاهد عيان آخر إن هناك نقصا حادا في الغذاء وأن البوابة الشرقية لمدينة أجدابيا هي تحت سيطرة قوات القذافي. من جهة أخرى قال الناطق الرسمي للمجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة إن أهل مصراته يتعرضون للقصف بحرا وبرا وجوا. وأضاف أنه تم قطع الكهرباء والماء والاتصالات. بينما صرح الناطق باسم شباب الثورة بأن الثوار مستعدون للتضحية حتى آخر نقطة دم لحماية مدينة مصراته. وكان التلفزيون الليبي قد أورد بأن قوات القذافي قد سيطرت على مصراتة، إلا أن الثوار نفوا الخبر