لقد اصبحت مقبرة قصر اولاد سليمان العتيقة الواقعة بالمكان المسمى "احفير نبيحمان" سوقا تعج بالأغنام وأصواتهم وروائحهم. مقبرة قصر أولاد سليمان مغلقة منذ سنين طويلة، تم اسقاط جزء من سورها وطمست بعض معالمها بسبب عدم الوعي بقيمتها وأهميتها التاريخية من طرف وبمباركة المجلس البلدي في الشهور الأخيرة بذريعة "المصلحة العامة" حيث شجع ذلك بعض المواطنين السلبيين على تحويلها إلى مربط للخيول وسوق تعج بالأغنام واصواتهم وروائحهم التي تهدد واقع المدينة بيئيا حيث يصاب المرء بالدهشة ويتملكه الحزن والأسى، ويشعر بمرارة وقسوة الظلم والتهميش، بالاضافة الى الإهمال والتقصير من طرف السلطة المعنية وعدم التحرك لوقف الاساءة البالغة للموتى صباح مساء التي لحقت بهذه المقبرة لما تحمله الكلمة من معنى، والغريب في الامر أن السليمانيين سبق لهم أن طالبوا مرارا وتكرارا من باشا المدينة ورئيس المجلس البلدي بضرورة التدخل العاجل من أجل وضع حد للعبث الذي تتعرض له المقبرة العتيقة وحملوا المجلس البلدي كامل المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع بهذه المقبرة العتيقة وألحوا على التعجيل ببناء سور المقبرة الذي هدم من طرف البلدية، لكن واقع الحال يقول ان الجهات الوصية تتجاهل القانون الذي يُلزمها الاستجابة للمطالب التي رفعها سابقا السليمانين والتي لم تلق الاستجابة مما يبيّن تراجع دور الإدارة مقارنة بدورها الملحوظ في السنوات الماضية إذ يشهد لها أنها كانت ترد وتساعد على حل مشاكل المواطنين وهو مالاتقوم به حاليا حيث أصبحت تتميز علاقتها بالمواطنين بالصرامة في التعامل وبالتجاهل في تطبيق القانون رغم أن الإدارة وُجدت لخدمة المواطنين. وللتذكير فإن منشور وزارة الداخلية عدد 83 /ق . م . م/3 بتاريخ 29 مايو 2000 والموجه إلى السادة الولاة وعمال عمالات وأقاليم المملكة حول تدبير المقابر الإسلامية والمحافظة عليها وصيانتها يعالج الوضعية المزرية التي توجد عليها غالبية مقابر المسلمين عبر تراب المملكة حيث يذكر السيد وزير الداخلية في المنشور المذكور: ”… سبق لي أن لفتت انتباهكم إلى الوضعية المزرية التي توجد عليها غالبية مقابر المسلمين عبر تراب المملكة ولا سيما المتواجدة منها بالجماعات القروية، كما دعوتكم من خلالها إلى حث الجماعات التابعة لدائرة اختصاصكم على الاعتناء بالمقابر الإسلامية وبتنظيمها وصيانتها والمحافظة عليها . ويؤسفني أن أذكركم مرة أخرى بكون المقابر الإسلامية لازالت في معظمها على حالتها المزرية حيث رغم النداءات المتكررة من هذه الوزارة قصد الاعتناء بها ، ورغم الأسئلة النيابية المتعددة التي قدمت إلى الحكومة ، لم تبذل الجماعات المعنية أي مجهود ملموس للخروج بها من تلك الأوضاع المزرية