اختتم المنتدى الاجتماعي للهجرة في دورته الثانية والذي امتد على مدى يومين أشغاله بمركب النسيج الجمعوي، بتلاوة توصيات وقرارات اللجان المنبثقة عن الأوراش التي تدارست مجمل الانشغالات التي باتت تعرفها المنطقة المغاربية بسبب اكراهات هجرة جحافل أفارقة جنوب الصحراء، وما ترتب عنها من قضايا وتحديات اجتماعية وإنسانية، والتي أصبحت تأخذ أبعادا خطيرة، وتسببت في اضطرابات سياسية ، خاصة للمغرب نتيجة قربه من أوروبا ( أحداث مليلية وسبتة )... أرغمت دول المغرب العربي على التعاطي معها خاصة في جانب بند حرية التنقل والإقامة وكرامة المهاجرين السريين في المناطق الحدودية، منها ما زال مغلقا لحد الآن بين المغرب والجزائر، والحدود مع سبتة ومليلية السليبتين التي شكلت الهدف المنشود للعبور نحو أوروبا ، في ظل التغييرات السياسية التي عرفتها المنطقة. وقد تضمنت التوصيات العديد من النقط نذكر منها : - التذكير بعملية التجميع والطرد التعسفي للمهاجرين في نقط الحدود البحرية مع إيطاليا واسبانيا … وما عاناه المهاجرون الأفارقة من جنوب الصحراء على أيدي العسكر الجزائري مؤخرا عندما طردوا نحو المغرب عراة حفاة وإتلاف أوراق هويتهم. * بناء مغرب عربي بلا حدود يتسع لكل أبنائه، بتعدده الثقافي والاجتماعي والاثني، وتنوعه الاقتصادي * التنديد بأسلوب الشطط البوليسي ضد المهاجرين، وما يتضمنه من هتك لحقوق الإنسان، مع التخلي عن المعالجة الأمنية الضيقة * المطالبة بتحسين وضعية السكان الذين يتواجدون على الحدود، وهو البند الذي طالبت إحدى العضوات في المنتدى بإدراجه في التوصيات والذي سقط سهوا حسب أحد المشرفين على قراءة التوصيات. * مطالبة أعضاء المنتدى الاجتماعي الجزائري بنفس التوصيات التي تخص حرية التنقل للمناطق القريبة من الحدود ( المغربية الجزائرية ) والسماح بالزيارات العائلية بين الشعبين المغربي والجزائري. * البث في حالات اختفاء العائلات التونسية التي غادرت نحو إيطاليا إبان الاضطرابات الأخيرة التي عاشتها تونس. * الحق في الصحة والإقامة… والتمتع بكل المزايا الضرورية التي يحتاجها المهاجر السري في البلد المضيف. وبعد الانتهاء من تلاوة التوصيات، توجه الضيوف والمنظمون على متن حافلات نحو مركز جوج بغال الحدودي مع الجزائر لتنظيم وقفة رمزية، رفع خلالها المشاركون في هذا المنتدى شعارات طالبت بفتح الحدود وحرية تنقل الشعوب، نذكر منها: ” الشعوب.. تريد إلغاء الحدود، نريد العبور.. بدون قيود وبلا أوراق ، نحن كلنا أفارقة ، نحن في أرضنا ؟؟؟ . وقد تمت تلاوة إعلان وجدة الذي طالب بتقوية أواصر الصداقة والتواصل بين الشعوب المغاربية من جهة، وبين دول المغرب العرب وشعوب أفريقا جنوب الصحراء، مع التأكيد على إحياء فضاء مغاربي بدون حدود، والتأسيس لتحول ديمقراطي صلب مبني على احترام حقوق الإنسان، وتسوية وضعية المهاجرين الأفارقة الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة. لكن أحد الملاحظين علق على مطلب تسهيل إجراءات منح أوراق الإقامة للأفارقة جنوب الصحراء، بأن هذا الإجراء قد يفتح الباب واسعا أمام تدفق جحافل أخرى لا نهاية لها من الأفارقة ومن الشعوب الأخرى، مما سيشكل عبئا اقتصاديا على دول المغرب العربي ، وخطرا على الاستقرار وأمن المنطقة، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب وخطر القاعدة التي أصبح الكل ينسبها لنطفه، من متطرفين سلفيين وإيرانيين وطوارق … ومهربين وتجار السلاح كما هو حاصل في شمال مالي على سبيل المثال. وفي الأخير تأسف الحاضرون في ضفة مركز جوج بغال على غياب الطرف الجزائري المتمثل في المنتدى الجزائري الاجتماعي لحقوق الإنسان، والذي ما زال يضغط على حكام الجزائر لفتح الحدود مع المغرب ، و كان سينظم هو الآخر وقفة تضامنية مع منتدى وجدة بالموازاة مع زيارته لمركز جوج بغال، قافلة الجزائر التي كان سيلتحق بها إلى جانب أعضاء المنتدى الجزائري الاجتماعي لحقوق الإنسان جمعيات من المجتمع المدني المطالبة بإلحاح بفتح الحدود بين المغرب والجزائر.