تلكسبريس- متابعة/تصوير محسن المهدي تحت شعار "نحو مستقبل أفضل للعمل الخيري المؤسسي في الوطن العربي"، أطلقت، اليوم الأربعاء بالرباط، النسخة الثالثة من جائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل أداء خيري في الوطن العربي ، وذلك بحضور عدد من المنظمات والهيئات العاملة في المجال الجمعوي. وتسعى هذه الجائزة، التي قدمت مضامينها وشروط الاستفادة منها خلال ندوة تعريفية نظمت بهذا الخصوص، إلى الارتقاء بمستوى المؤسسات الخيرية في العالم العربي واعتماد أفضل الممارسات الابداعية بما يخدم التطوير المستمر للخدمات الخيرية المقدمة للمستفيدين، وتكريم المؤسسات المتميزة استنادا إلى معايير تقييمية واضحة مبنية على أساس علمي، فضلا عن زيادة الوعي لدى المؤسسات الخيرية بأهمية التميز في الأداء المؤسسي وتقدير المؤسسات التي توفر الدعم الفعال لهذا القطاع. كما تهدف الجائزة إلى إبراز أهمية الأخذ بمبادئ الثقافة والأخلاقيات المهنية، وإعلاء القيم الخاصة بأهمية تنمية الموارد البشرية بالمؤسسات والاستغلال الأمثل للإمكانات، وإظهار الدور المهم للأنظمة الإدارية والمالية وصيانة قنوات التواصل المجتمعي في مجال العمل الخيري، وتشجيع جهود إيجاد حلول إبداعية للمشكلات التي تواجه التنمية الإنسانية في العالم العربي، بالإضافة إلى توفير فرص لتبادل المعرفة ونقل الخبرات والتجارب المتميزة على مستوى العالم العربي في مجال التنمية الإنسانية. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، أن هذه الجائزة تشكل، بلا شك، فرصة لتحفيز مختلف المؤسسات الخيرية الوطنية عبر حثها على الارتقاء بالعمل الخيري من خلال دعم تجويد الخدمة المقدمة للمحتاجين وتشجيع هذه المؤسسات للمضي قدما نحو تعزيز المهنية والاحترافية في أداء مهامها لبلوغ مستقبل أفضل للعمل الخيري. وتوقفت الوزيرة عند الدور الريادي الذي لعبته الجمعيات الخيرية بالمغرب، منذ العقد الأول من القرن الماضي، في مجال تأهيل العمل الجمعوي، مضيفة أن المغرب قطع أشواطا كبرى في مجال الاهتمام بالعمل الخيري عبر إحداث مؤسسات اجتماعية للقرب تتوفر فيها الشروط الأساسية للاستقبال وتعتمد على آليات تدبيرية تحقق النجاعة في الأداء تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تطوير مفهوم الرعاية الاجتماعية والنهوض بقضايا التكفل والإدماج السوسيو-اقتصادي للفئات الهشة. وذكرت السيد الحقاوي، في هذا الإطار، بالدور الهام الذي لعبته كل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقت سنة 2005، في تجسيد هذا المبتغى وإحداث جيل جديد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية يستجيب للمعايير القانونية في مجال الرعاية والحماية والوقاية والإدماج الاجتماعي. من جانبه، أبرز ناصر الهتلان القحطاني المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، أن من شأن هذه الجائزة خلق نوع من التنافس بين المؤسسات الخيرية لتحسين أدائها في أفق بلوغ هدفين مهمين، يتمثل أولهما في تحقيق رضى المستفيدين من خدمات هذه المؤسسات، أما الثاني، فلا يقل أهمية عن الأول ويتجلى في تعزيز ثقة ودعم المانحين لهذه المؤسسات الخيرية. وأضاف القحطاني أن اختيار المغرب لاحتضان النسخة الثالثة من هذه الجائزة يأتي انطلاقا من النتائج الملموسة في المبادرات التنموية التي شهدها المغرب في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهته، ذكر عيسى الأنصاري، أمين عام مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية، أن المعايير المطلوبة للاستفادة من الجائزة تستجيب لأحدث الممارسات العالمية في مجال العمل الجمعوي، مضيفا أن القائمين على هذه الجائزة رسموا برنامجا شاملا بعيد المدى للارتقاء بالعمل الإنساني في الوطن العربي. يذكر أنه، في منتصف عام 2015، صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على إنشاء جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز لأفضل أداء خيري في الوطن العربي، التي تتبناها مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية وقيمتها في فروعها الثلاثة 100 ألف دولار أمريكي.