في الحج هذا الموسم امرأة تتبع خطواتها وسائل الاعلام ، ترصد تحركاتها وتضعها تحت دائرة الضوء، انها سارة اوباما جدة رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية باراك اوباما الذي يعد أول رئيس من أصول إفريقية يصل الى البيت الابيض. امرأة في سن السابعة والثمانين ، حكيمة قريتها المتواجدة بإحدى مناطق كينيا . يطلق عليها سكانها لقب «ماما سارة » لعلاقاتها الاجتماعية معهم ولأنها تفتح أبواب بيتها بسخاء وكرم في وجه أبناء بلدها. في كنفها تربي والد باراك لسنوات قبل أن يهاجر إلى أمريكا في نهاية الخمسينات من القرن الماضي ليكون أول طالب افريقي في جامعة هاواي وهو في الثالثة والعشرين من عمره وتظل هي لصيقة بمسقط رأسها : كوقيلو الكينية . قبل أسابيع طرق باب بيت سارة رجل إماراتي اسمه سليمان الفهيم مقترحا عليها تكفله بأداء مصاريف الحج الى بيت الله ، رحبت بالاقتراح على أن يرافقها ابنها عمران ، عم الرئيس الامريكي ، وافق الرجل الذي هو بالمناسبة رجل اعمال ومستشار بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتحدة وله مشاريع خيرية بهذا البلد الافريقي، بل إنه التزم بمصاريف عشرة اشخاص من قبيلتها لتأدية الفريضة الخامسة في الاسلام. كانت أول محطة لسارة في طريقها الى السعودية هي دبي ، وهي اول زيارة لها لدولة عربية ، ومن عاصمة الامارات العربية المتحدة توجهت الى جدة ومنها الى مكة لتشرع في تأدية مناسك الحج ضمن مئات الالاف من حجاج بيت الله هذه السنة. المسؤولون بالمملكة احتفوا بضيفتهم، واستقبلها العاهل السعودي الملك عبد الله في سياق استقبالاته للوفود والشخصيات الرسمية . الصحافة السعودية افردت حيزا في صفحاتها الاولى للزيارة ، واشارت بان الحاجة سارة بادائها لفريضة الحج ، تدحض ما روجته عنها وسائل الاعلام الغربية بانها كانت في طريقها لاعتناق المسيحية . ستعود سارة الى قبيلتها تحمل لقبا جديدا يضاف الى القابها : الحاجة سارة اوباما.