أمل دنقل.. هذا الجزء من القصيدة التي نستعيدها اليوم هنا، وهي قصيدة « لا تصالح»، كتبها الشاعر المصري الراحل أمل دنقل، في عز أزمنة المواجهة بين العرب والصهيونية. وهي صرخة شاعر لا تزال تصلح وقودا للكثير من الأنفس، رغم تبدل الأزمنة والسياقات.. هي ذاكرة شعرية رائقة وشفيفة، تصلح مادة للمتعة الأدبية وتكشف عمق وأصالة مبدعها.. لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب.. أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما، هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس - فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب!..