آلام في الركبة والمفاصل بسبب طول البقاء في وضعيات غير سوية،الأشغال الفلاحية الشاقة والبرد والرطوبة،أوجاع في الرأس،تجلطات دموية في الرأس ونزيف متكرر من الأنف،مشاكل في التنفس، التهاب المسالك البولية والأجهزة التناسلية،آلام في البطن،اختلال الدورة الدموية في الأطراف السفلى،اضطرابات عصبية ونفسية،أمراض ضمن أخرى وقفت عليها حملة التداوي بالوخز بالإبر التي نظمتها جمعية «أن تكون إنسانيا...علاجات من اجل العالم» بإقليم الصويرة خلال شهر نونبر الحالي بتعاون مع السلطات المحلية، ومندوبيتي الصحة والتربية الوطنية . وقد عبأت الجمعية لهذه العملية الطبية والإنسانية التي استفاد منها سكان العالم القروي بمنطقة حاحا، ايت داوود وتاكوشت على وجه الخصوص،تلاميذ مؤسسات العالم القروي، والأطفال نزلاء دار الطالب وجمعية دارنا بالصويرة، 15 متطوعا يتوزعون بين ممارسين للطب البديل،الطب الصيني خصوصا،وأطباء ، أطباء ترويض ،مدلكون، مولدات، وممرضون من الجنسين. العملية استهدفت الفئات الاجتماعية التي تعاني من الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية والصحية كذلك عبر تقديم خدمات صحية مجانية بالمراكز المستهدفة، كما تعتبر الثانية من نوعها بعد العملية التي نظمت شهر ماي 2009 بجماعة تاكوشت بإقليم الصويرة واستفاد منها 500 مريضا من مختلف الفئات العمرية.وقد سمحت هذه الحملة الطبية لساكنة الإقليم باكتشاف أسرار ومزايا التداوي بوخز الإبر الذي لا يتطلب إمكانيات مادية أو لوجستية كثيرة ، ومن جهة أخرى إنعاش الذاكرة العلاجية المحلية التي طواها النسيان لمدة طويلة. ويبقى هذا المعطى من ضمن اهذاف الجمعية المنظمة للحملة الطبية والتي تضع ضمن ثوابتها احترام الثقافة المحلية بما فيها الثقافة العلاجية التي يعمل الفريق على استكشافها وتشجيعها بهذه تحقيق نوع من تبادل المعارف والتجارب من جهة، ومن جهة أخرى دعوة السكان إلى إعادة الحياة إلى ذاكرتهم العلاجية التي توظف المنتوجات الطبيعية المحلية كالعسل والأعشاب الطبية والزيوت الطبيعية للإجابة على احتياجاتهم اليومية من الخدمات الصحية في ظل القصور الذي يعرفه القطاع الصحي في مجموعة من المناطق التي تعاني هشاشة على مستوى البنيات التحتية مصحوبة بالبؤس الاقتصادي. هذه الإستراتيجية تخدم رؤية الجمعية التي تروم إعطاء دفعة جديدة للطب التقليدي على المستوى العالمي حتى يكون العلاج في متناول جميع سكان المعمور وبتكلفة لا تعجز الفئات الأكثر بؤسا وعزلة. جمعية « أن تكون إنسانيا» تأسست سنة 2003 من طرف مجموعة من طلبة معهد الطب الصيني التقليدي قرروا في محاولة منهم المساهمة في تنمية ثقافة علاجية تضامنية بين شعوب العالم. حيث نظموا مجموعة من الحملات الطبية التي تقدم العلاجات المجانية للسكان الذي يعيشون أوضاع مطبوعة بالهشاشة في العديد من دول العالم،مع تحقيق نوع من تبادل وتقاسم التجارب والمعارف مع الممارسين المحليين للطب التقليدي والذين يستفيدون بالمقابل من تكوين في تقنيات التداوي بالوخز بالإبر بهدف ممارسة هذه العلاجات بشكل مستمر ومستقل .