ساد جو من الهلع بالمركب السجني عكاشة بالدارالبيضاء خلال اليومين الفارطين، بعد شكوك حول إمكانية تعرض بعض السجناء للإصابة بأنفلونزا الخنازير، ما دفع السلطات الطبية إلى فحص المشتبه فيهم وإخضاع عشرة سجناء للتحليل المخبري مرتين متتاليتين للتأكد من سلبيتها أو إيجابيتها، فثبت أن الأمر لايعدو أن يكون إصابات بالأنفلونزا الموسمية. وكانت وزارة الصحة في وقت سابق قد أعلنت في برقية لها أن السجناء سيكونون من أوائل المستفيدين من اللقاح المضاد للفيروس بعد الحجاج والأطر العاملة في مجال الصحة، يليهم نزلاء الخيريات والملاجئ ودور الأيتام. وفي السياق ذاته ارتفع عدد المصابين بفيروس أ«إتش1إن1» إلى 1285 حالة إصابة، من بينها 642 بالوسط المدرسي، وذلك عقب ثبوت 56 إصابة جديدة، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة أول أمس الإثنين، بكل من فاس، الدارالبيضاء، الرباط، مكناس، وجدة، إنزكان وسلا، أكدت بشأنها الوزارة المعنية أنها تخضع جميعها للمراقبة المنتظمة من قبل المصالح التابعة لها. من جهة أخرى وخلافا للمذكرات التنظيمية التي تم توجيهها من طرف أكاديميات المملكة للتربية والتكوين ونياباتها على الصعيد الوطني، للمؤسسات التعليمية الخاصة منها والعمومية، من أجل مسك الغيابات الخاصة بالتلاميذ وبالأطر التعليمية والإدارية على حد سواء، واعتماد صيغ متعددة للإخبار بالحالات المشتبه في إصابتها بأنفلونزا الخنازير سواء من خلال الاتصال الهاتفي المباشر أو باستعمال الرسائل القصيرة للهاتف النقال أو عبر البوابة الإلكترونية، بهدف التدخل مخافة انتشار الداء في أوساط المؤسسات، فإن عملية «الأيادي البيضاء» تعرف تعثرا في عدد من المدارس والمؤسسات، التي لحد كتابة هذه الأسطر لم تعمل على إرجاع البطاقات الخاصة التي وزعت على التلاميذ والتي تتضمن معطيات تفصيلية حول صحة المتمدرس والأمراض التي يمكن أن يعاني منها سيما منها المزمنة، وذلك كي يتم تكوين قاعدة للبيانات/المعطيات، الهدف منها التدخل بشكل ناجع عند ثبوت الإصابة بالفيروس. هذا التأخر اعتبره بعض الآباء «استهانة بسلامة فلذات أكبادهم من طرف إدارات هاته المؤسسات»، في حين اعتبرته بعض الأطر التربوية أنه مرتبط ب «إهمال» بعض الآباء الذين لم يملأوا البطاقات لحد الساعة. وكيفما كان الحال فإن هذا التأخر لايمكن إلا أن يزيد من صعوبة تدخل الأطر الطبية، سيما في ظل اتساع رقعة انتشار المرض خاصة بالأوساط المدرسية التي باتت تعيش علي إيقاع تعليق الدراسة بعدة فصول من أجل وقف سريان العدوى وانتشارها.