نظمت مساء يوم السبت الماضي بمدينة برشلونة مظاهرة لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية بمشاركة المئات من المواطنين المغاربة المقيمين في إسبانيا. وتميزت هذه المظاهرة، التي نظمت بساحة الكاتدرائية الشهيرة في العاصمة الكاطالانية برشلونة، بحضور العديد من رؤساء الجمعيات الصحراوية في إسبانيا والجمعيات الكاطالانية من أصل مغربي وعدة منظمات المجتمع المدني. وتأتي هذه المظاهرة، التي دعت إليها الجمعيات الكاطالانية من أصل مغربي وجمعيات المغاربة في كاطالونيا، في إطار تعبئة المغاربة في إسبانيا استجابة إلى الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء. وشهدت هذه المظاهرة، التي نظمت تحت شعار «نعم لنظام الحكم الذاتي في الصحراء المغربية». حضور المئات من المغاربة القادمين من مختلف المناطق الاسبانية بالاضافة إلى الصحراويين بالاقاليم الجنوبية للمملكة الذين رفعوا بافتخار العلم المغربي وشعارات تطالب بوضع حد لهذا النزاع المفتعل. وأكد أحمد سالا، رئيس الجمعية الصحراوية للوحدة الترابية التي يوجد مقرها بإسبانيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن هذه المظاهرة تؤكد مجددا دعم الصحراويين للمقترح المغربي بمنح حكم ذاتي موسع للصحراء، معتبرا أن «المقترح المغربي يشكل حلا لتسوية النزاع حول الصحراء». وأضاف أن هذه المظاهرة تشكل أيضا دعوة موجهة إلى الضمائر الحية في العالم بمدينة برشلونة الدولية من أجل إطلاق سراح المواطنين الصحراويين في مخيمات تندوف بالجزائر والسماح للمنظمات الدولية للاضطلاع بمهمة إحصائهم. كما ندد رئيس جمعية الوحدة الترابية بالانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف والتعذيب الذي يتعرض له السكان الصحراويون من قبل جلادي البوليساريو. ومن جهته أكد مسعود رمضان، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان، التي يوجد مقرها بكاطالونيا أن مغاربة إسبانيا عبروا خلال هذه المظاهرة بوضوح عن مشاعرهم تجاه القضية الوطنية ومساندتهم التامة لما جاء في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة المسيرة الخضراء. وشجب مسعود رمضان أفعال بعض الأفراد الذين يستغلون مناخ الانفتاح والديموقراطيةفي المغرب من أجل الاساءة إلى شعور كافة المغاربة من طنجة إلى الكويرة حول الوحدة الترابية للمملكة، مجددا تشبث الصحراويين بمغربيتهم. ومن جهتها، أكدت النائبة البرلمانية المغربية من أصل صحراوي، سالا بوسولا، أن هذه المظاهرة تشكل مناسبة لاسماع صوت الصحراويين في إسبانيا حول النزاع في الصحراء، معربة عن ارتياحها للتعبئة الكبيرة لجمعيات الصحراويين في إسبانيا من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وعن القضية الوطنية العادلة. وأبرزت أن هذه المظاهرة، التي شهدت مشاركة المئات من الاشخاص، تشكل أيضا فرصة للكشف أمام الرأي العام الاسباني عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبتها جبهة البوليساريو. ومن جانبه، أكد رضا الطاوجني، رئيس جمعية الصحراء المغربية، أن مظاهرة برشلونة جاءت لتؤكد تعلق مجموع المغاربة في المغرب وفي الخارج بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ودعمهم لمشروع الحكم الذاتي كحل مناسب لإنهاء هذا النزاع المفتعل حول الصحراء. وأبرز أن المتظاهرين طالبوا خلال هذه المظاهرة برفع الحصار عن الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف، داعين المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة إلى إحصاء الصحراويين بتندوف للتعرف على حاجياتهم وتطلعاتهم. أما رئيس فيدرالية الهيئات الثقافية الكاطالانية من أصل مغربي النائب البرلماني من أصل مغربي، محمد الشايب، فأكد مجددا الانخراط التام لمجموع أفراد الجالية المغربية المقيمة في كاطالونيا في التعبئة من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وقال الشايب: «من واجب كل مواطن مغربي وكل مواطنة مغربية في المغرب والخارج الدفاع عن القضية الوطنية كقضية مقدسة». مؤكدا أن المقترح المغربي لمنح حكم ذاتي موسع للاقاليم الصحراوية يشكل أفضل وسيلة لحل قضية الصحراء. وبدورها أبرزت نائبة رئيسة جمعية المهاجرات بكاطالونيا، لطيفة الحساني، أن مجموع أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا تؤكد بمناسبة هذه المظاهرة عن تأييدها التام للخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد المسيرة الخضراء يوم سادس نونبر الجاري وتعبئتها من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. وقالت الحساني إن «الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا تدين بشدة التحركات الاخيرة المشبوهة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة وتطالب بالافراج الفوري عن المواطنين المغاربة المحتجزين بتندوف».