كشف تقرير ترانسبارانسي الاخير حول الرشوة أن 60 في المائة من الأسر المغربية دفعت رشاوى لقضاء أغراضها في الادارات المغربية، مثلما كشف أن بلادنا قد انتقلت في العشر سنوات الأخيرة من المرتبة 45 إلى المرتبة 89 لتفقد بذلك 44 نقطة. هكذا يأتي هذا التقرير مرة أخرى ليقول لنا إننا نتقدم في الرشوة رغم كل ما يقال عن محاربة هذه الظاهرة التي تخسر فيها بلادنا الملايير من السنتيمات. وحينما يصل الرقم إلى 60 في المائة من الأسر التي قدمت رشاوى لهذا السبب أو ذاك للادارات المغربية، فإن الأمر لا يعني فقط أن هذه الأسر قد طبّعت مع الرشوة التي باتت سلوكا عاديا عندنا تقريبا، مثلما لا يعني أن بعض موظفي الادارات العمومية قد ترسخت لديهم قناعة قضاء حاجيات المواطنين بالمقابل وبالابتزار، ولكن الأمر يعني أيضا أننا فشلناجميعا في محاربة هذه الظاهرة أو على الأقل الحد منها، في الوقت الذي ينجح فيه الراشي والمرتشي لتستمر الرشوة وتزدهر سنة بعد الأخرى.