مزداد سنة 1984 بالدارالبيضاء، يحمل ألوان فريق يوسفية برشيد المنتمي للقسم الوطني الثاني، يعيل أسرته المتكونة من تسعة أفراد.. جال بين العديد من الأندية الوطنية: أمجاد سيدي عثمان، جمعية سلا، الطاس، الاتحاد الرياضي، وبالخارج أيضا، في بنغلاديش، ماليزيا، تونس، سوريا. وبعد كل هذه التجربة، عجز عن ضمان المستقبل ولم ينجح لحد الآن في الارتباط و الزواج.. يتقاضى حاليا 3000 درهم شهريا من فريق يوسفية برشيد، تنضاف إليها منح الفوز، وكل ذلك لا يسعفه في العيش باطمئنان وآمان. يقول عن وضعه المالي:« الله معنا.. ما أتقاضاه يذوب في ثلاثة أيام في تغيطة مصاريف العيش اليومي لأسرتي المتكونة من تسعة أفراد. أحتاج يوميا لخمسين درهما للاكتفاء الذاتي، منها مصاريف النقل من وإلى برشيد، علما أنني أقطن في بيت الأسرة بالدارالبيضاء، أساعد نفسي أحيانا بالاتجار في الملابس الجديدة والمستعملة، وذلك لسد بعض الاحتياجات، وأتمم الشهر دائما بالكريدي والسلف. تفاصيل الرحلة اليومية: أستيقظ على العموم على الساعة الثامنة.. أتوجه للبقال لاقتناء الخبز والحليب. بعد تناول الفطور رفقة أفراد أسرتي ( قهوة وخبز وزبدة)، أقضي ساعات النصف الأول من النهار في متابعة البرامج التلفزية.. لكي لا أضطر لصرف النقود في المقهى خارج البيت. في حدود الثانية عشرة والنصف، أتناول وجبة الغداء، غالبا ما تكون عبارة عن (مرقة بالبطاطا والزيتون والدجاج) أستعد في حدود الواحدة والنصف لمغادرة المنزل، أحضر 30 درهما مصاريف التنقل إلى برشيد لخوض التداريب، ومثلها للعودة مساء. وهي للتذكير مصاريف أقتطعها من راتبي الشهري. مباشرة بعد نهاية الحصة التدريبية، أتوجه ل «كريمري» بالقرب من الملعب، أخصص 20 درهما للأكل. السادسة مساء، آخذ قسطا من الراحة في المنزل، قبل التوجه لمقهى بالحي رفقة بعض الأصدقاء، أخصص 20 درهما لأجل ذلك. في حدود التاسعة مساء، أعود للبيت، أتابع برامج التلفزة، وأخلد للنوم بعد ذلك في انتظار يوم جديد.. ومتاعب جديدة! هي ذي تفاصيل الحياة اليومية للاعب عبدالمجيد بوتزوكة، يستعين ببيع الملابس، نظرا لعدم كفاية مدخوله من كرة القدم والذي لا يتجاوز 3 آلاف درهم في الشهر، وفي أحيان أخرى يمكن أن يفوق هذا الرقم شريطة تحقيق نتائج الفوز. يصرح بأنه مقبل على الزواج، ويقر بأن ذلك سيتطلب مصاريف إضافية. يعتبر عالم كرة القدم الوطنية صعبا للغاية، ولا يمكن للاعب فيه أن يضمن مستقبله بشكل مريح. ويؤكد أنه بعد نهاية مشواره الكروي، سيحترف التجارة، فلا سبيل له غيرها للاستمرار في تحصيل مدخول يكفي ولو نسبيا للعيش الكريم! عبد المجيد بوتزوكة يطالب ويناشد بالاهتمام بوضعية اللاعب المغربي، خاصة في الجانب المالي، ويقول: «.. إنهم يحكمون علينا أثناء المقابلة، وينسون الالتفات إلى وضعنا من قبل المباراة أو من بعد نهايتها.. نعيش على الكفاف، وبالنا مشغول دائما بمستلزمات الحياة، ويطلبون منا التركيز، كيف ونحن فقراء نمارس في بطولة فقيرة؟ كيف تطلبون من لاعب أن يقدم أحسن عطاء وهو مهزوز نفسيا بسبب الضائقات المالية.. لاعب يتناول نص لتر حليب و«بيمو» في الفطور، و«مرقة» بدون لحم في الغداء؟ لاعب تقاضى راتبا هزيلا يصرفه لإعالة أسرته، للسكن، للتغذية، للضو والماء، للتطبيب والأدوية، للتنقل، ولكل المتطلبات؟ أوجه ندائي للمسؤولين الراغبين في تأهيل كرتنا الوطنية.. رجاء التفتوا واهتموا بتحسين وضعية اللاعبين.. فذلك هو المفتاح لنجاح أي مشروع للتأهيل..»!