يبلغ سعيد هذي لاعب اليوسفية 31 سنة، ولايفصله على هذا النحو، أكثر من أربع سنوات، على مغادرة ميادين الكرة. لايرغب سعيد في الحديث عن مرحلة الاعتزال القادمة، ويقول عنها: «أمرض وأتعب نفسيا في كل مرة أحاول فيها التفكير في ما سيؤل له وضعي بعد اعتزالي ميادين الكرة.. كيف سيكون مصيري وأنا لم أمتهن مهنة، ولم أحصل على وظيفة، وليس لي مدخرات أو عائد قار لتأمين حياتي القادمة؟ بكل تأكيد، هي نفس الأسئلة التي تؤرق زملائي اللاعبين في كل الأندية الوطنية، خاصة على مستوى القسم الوطني الثاني أو الهواة. فحالتي ليست بالمنفردة، بكل تأكيد، هي تشبه العديد من الحالات، أتقاضا 3000 درهما كراتب شهري، أعيل أسرتي التي تقطن بمدينة بنسليمان، و المتكونة من ستة أفراد، بعد وفاة والدي. مهنتي هي لاعب كرة القدم، أفتقد لكل الشروط المفروض أن تحضر لدى اللاعب ليمارس في أجواء مريحة، لا ضمان اجتماعي، ولا تأمين صحي، ولا معاش.. أعيش يومي وأنتظر يوم الغذ. لست متزوجا، وليست لي الإمكانيات لذلك. أسكن في مدينة برشيد، في بيت يوفره الفريق، آكل وأتغذى في المقهى أو في «الكريمري». ليست لدي أية مداخيل أخرى، ما أحصل عليه من مدخول من الكرة، أتقاسمه مع أسرتي التي أبعث له جزء منه. صحيح أن المكتب المسير للفريق يجتهد في توفير احتياجاتنا نحن اللاعبون، لكن مصاريف الحياة تظل فوق طاقاتنا، وفوق ما نتقاضاه. لاتسألوني من فضلكم عن مرحلة ما بعد اعتزالي.. فالأمر كما قلت من قبل مؤرق ويزيدني تعبا على تعب..»!