أسدل الستار مؤخرا على فعاليات الملتقى السادس ل «سينما الشعوب» بإيموزار كندر بتتويج فيلم «علي بابا.م س ن.كوم» لمخرجه الصاعد أمين بيسوري من مدينة الراشيدية الذي تسلم الجائزة الأولى المهداة من السفارة الأمريكية بالمغرب وهو فيلم أمازيغي قصير دخل حلبة المسابقة مع أفلام الهواة الأمازيغية القصيرة مثلت تسع مدن مغربية أشرفت عليها لجنة تحكيم ترأسها إبراهيم الحسناوي من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وضمت في عضويتها كلا من المخرج أمين النقراشي والممثلة الأمازيغية السعدية ابودا وعمر إدثنين ، عضو جمعية التبادل الثقافي المغربي. هذه الدورة التي نظمها نادي إيموزار للسينما على مدى أربعة أيام، بدعم من المركز السينمائي المغربي والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والسفارة الأمريكية بالمغرب، وبتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بفاس وعمالة صفرو وجهات أخرى.. تخللتها ندوة في موضوع «اشتغال الثقافة الشعبية في السينما المغربية» أطرها عدد من الباحثين والنقاد، وعرض أفلام طويلة خارج المسابقة من المغرب والجزائر والولايات المتحدة وموريتانيا فضلا عن حفل توقيع الإصدار الثالث للنادي»أسئلة النقد السينمائي المغربي». وإذا كان الملتقى السنوي أو المهرجان الذي ينظمه نادي إيموزار محطة للاحتفال والاحتفاء بالفن السابع وبأهله وكذا مناسبة لاكتشاف المواهب واستنطاق خيال المهتمين من الشباب وعشاق الصورة السينمائية، فإن هناك بعض الملاحظات والتساؤلات التي سجلها عدد من المتتبعين للحقل الثقافي المحلي وطرق اشتغال النادي الذي أشرف على تنظيم الملتقى، وهي ملاحظات تستدعي التعامل معها بأفق فكري وازن وبعمق نظري يروم تطوير الأداء الثقافي وينطوي على الشفافية في التدبير والوضوح في الرؤى باعتبار النادي ليس أصلا تجاريا أو مقاولة تبتغي الربح ، بل هو إطار ثقافي مقنن ومنفتح على كل الفاعلين والمهتمين ويحتاج إلى حكامة ثقافية معقلنة وإلى ضخه بدماء جديدة للتداول الديموقراطي على المسؤولية والتسيير. فمنذ تأسيسه سنة 2004 إلى الآن، لم يتمكن النادي من تجديد بنيته التنظيمية، فإقتصر على نفس الوجوه والأسماء حتى إن بعض المؤسسين ممن لهم تصور خاص للوضع التنظيمي والثقافي تم تهميشهم وإقصاؤهم باعتبارهم قوة اقتراحية تسعى فعلا إلى نشر الثقافة السينمائية كما هو منصوص عليها ضمن أهداف النادي. جميل جدا، أن يتكرس الملتقى السينمائي كتقليد سنوي وكقيمة مضافة للمدينة وللمهتمين،إلا أن هذا التصور الاختزالي وجعل الملتقى كنقطة واحدة في الجدول السنوي لأعمال النادي يضرب في العمق الأهداف المسطرة في القانون الأساسي. فإشاعة الثقافة السينمائية ونشر الوعي بأهمية الصورة لدى المتلقي خاصة من المتمدرسين ليست لحظة موسمية، بل هي سيرورة ثقافية عبر تسطير برنامج سنوي يستهدف المؤسسات التعليمية وشرائح معينة من المجتمع. وبحسب المنشور الذي وزعه النادي، فقد أصبح الملتقى السينمائي ابتداء من هذه السنة يحمل اسم «ملتقى سينما الشعوب». لكن هل استفاد «شعب» إيموزار من هذه التظاهرة؟هل التقاط الصور مع الممثلين الذين حضروا الملتقى أمثال محمد بسطاوي والخمولي والعبابسي وآخرين .. ، يؤشر على تلقف تجاربهم والاستفادة من تراكماتهم؟كان لابد من تنظيم لقاءات مفتوحة مع الضيوف لمساءلتهم عن أعمالهم ، وإشراك الطاقات والفعاليات الثقافية المحلية لتدبير أشغال الملتقى. أما أن يكون الرئيس هو المدير هو... كل شيء فمن الصعب المراهنة على مستقبل الثقافة السينمائية . كما أن المتتبعين يتساءلون عن أوجه التدبير المالي للملتقيات، فبحسبهم كان لابد على النادي أن ينظم ندوة صحفية لمعرفة أشكال الدعم التي ترصدها عدة جهات لإعمال الشفافية. وهذا بيت القصيد؟!...