طرد المغرب أول أمس، المستشارة في السفارة السويديةبالرباط السيدة آنا بلوك مازوييرل «لإخلالها بالأعراف الدبلوماسية بشكل كبير، ولأنها ارتكبت خطأ مهنيا غير مقبول»، بنقلها الى عناصر مرتبطة بالجزائر والبوليساريو، وثيقة رسمية لوزارة الخارجية المغربية تتعلق بقضية الصحراء. وأورد بلاغ للوزارة أن الرباط «تلح على ضرورة المغادرة الفورية للسيدة آنا بلوك مازويير»، وهي صيغة دبلوماسية مفادها الطرد. وقد استقبل وزير الشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري سفير السويد مايكل اودفالد ليبلغه بالقرار بعد أن قدم له معطيات تؤكد بأن تسليم الوثيقة الرسمية من قبل السيدة بلوك مازويير، «يتناقض مع القواعد الأخلاقية والمهنية الدبلوماسية، التي تفرض توجيه مضمون الوثائق المتبادلة، بصفة حصرية، إلى السلطات الحكومية للبلدان الممثلة، ولا يمكن والحالة هذه أن تستعمل ضد مصالح بلد الاعتماد». سلوك السويد هذا يعد امتدادا لممارسات هذا البلد الشمال أوروبي في معاداة الوحدة الترابية للمغرب، وتبنيه لمواقف تساند أطروحات الانفصاليين، وتعد استوكهولم اليوم من أبرز العواصم الأوربية التي توفر الدعم السياسي والدبلوماسي للبوليساريو، وتحمل ادعاءاتهم للمحافل الاوروبية والدولية وتسعى الى استصدار مواقف تناصر مطالبهم، كما أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تبنى في بداية الاسبوع الجاري في ختام مؤتمرة ال 36، توصية تدعو الى اعتراف استوكهولم بما يسمى ب «الجمهورية العربية الصحراوية»، وهي الأولى من نوعها في بلد ينتمي إلى الاتحاد الاوربي يطالب حزب يقود الشأن العام به بالاعتراف. وقد سارع زعيم الانفصاليين محمد ولد عبد العزيز الى إرسال رسالة تهنئة الى رئيسة الحزب منى ساهلين التي أعيد انتخابها، يهنئها بتبني هذه التوصية. وقبل أيام أعلنت السويد أنها ستمنح إحدى جوائزها الحقوقية (جائزة بار آنغر) الى أحد الاشخاص الذين اعتقلهم المغرب لعلاقتهم بأجهزة المخابرات الجزائرية وهو ابراهيم دحان الذي سيقدم قريبا أمام محكمة عسكرية هو وعدد من العناصر الانفصالية التي زارت قبل ثلاثة أسابيع الجزائر، ويتابع بتهمة «الخيانة والتآمر مع دولة أجنبية على المصالح الحيوية للمغرب». وستقوم وزيرة الثقافة السويدية لينا آديلسون ليليروت بتسليم الجائزة البالغة قيمتها 150.000 كرونة مع الشعار الفضي الذي يعادل وزنه وزن قلب الإنسان في احتفال سيقام في ستوكهولم يوم 16 نونبر الجاري. إن مواقف السويد تجاه قضيتنا الوطنية مواقف عدائية، وسلوك مستشارتها بالرباط ما هو إلا فصل من فصول مناهضة الوحدة الترابية للمغرب.