شارك نحو ستين أديباً ومفكراً من كل من الجزائر، المغرب، تونس، فرنسا ولبنان في ملتقى عن أفكار وآثار الأديب كاتب ياسين بالعاصمة الجزائرية، مع تعذر قدوم مشاركين من فلسطينالمحتلة. وقد صرح مدير «مسرح غوستو» زياني شريف عياد أن الملتقى نظم من قبل عدة جهات ثقافية بالاشتراك مع وزارة الثقافة، في إطار التحضير لإنشاء مؤسسة متخصصة بحفظ التراث الثقافي للمبدعين الراحلين ونقله إلى الأجيال القادمة تسمى «لقاءات كاتب ياسين». وأوضح «بأن هذه المؤسسة ستنظم سنويا تظاهرات ثقافية حول مبدعين آخرين، تكون فرصة للمثقفين والفنانين لطرح رؤاهم». كما أكد على تفرّد المسرح بدور لا يمكن للفضائيات والسينما أن تعوضه، ويأسف لأن 98 % من المثقفين والفنانين العرب موالون للحاكم وحولوا المسرح إلى بوق لما أسماه « أيديولوجية السلطان». ويؤكد الروائي جيلالي خلاّص بتفرد كاتب ياسين في تاريخ الأدب العربي المعاصر لأنه «حمل قضية الدفاع عن المضطهدين في الأرض، فدافع عن الجزائر إبان حقبة الاستعمار الفرنسي بروايته الأولى «نجمة» المرأة التي حلت في ثوب وطن، وأضاف أنه «بعد استقلال الجزائر عام 1962 توجه إلى فيتنام، حيث كتب مسرحية « الرجل ذو الحذاء المطاطي» التي تحكي انتصار الفيتناميين لانغراسهم بأرضهم رغم قصف الطائرات الأميركية. وأضاف خلاّص أنه بعد انتصار فيتنام كانت قضية فلسطين وجهة كاتب ياسين ليعيش في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، ومن يوميات المعاناة الفلسطينية يكتب مسرحية «فلسطين مخدوعة» التي تحكي خديعة الحكام العرب للفلسطينيين حينما شجعوهم على ترك أرضهم، وأصبحوا تحت رحمتهم، مؤكدا أنه لو «تشبث الفلسطينيون بأرضهم مثل الفيتناميين لانتصرت فلسطين». و يقول الأستاذ الجامعي أحمد شنيقي إن ياسين بدأ الكتابة صحفيا، وكتب عن هموم الناس وحياتهم، وأعد تحقيقات صحفية عن شعوب أخرى وفي عام 1949 ذهب إلى الحج، حيث أعد تحقيقا عن الحجيج، ومن هناك توجه إلى السودان، والتقى مع العمال والفلاحين ورفاقه اليساريين، وكتب تحقيقا عن السودان المصري، ويضيف أن "أفكار كاتب ياسين بمقالاته الصحفية نجدها في أعماله الروائية والمسرحية والشعر. يذكر أن كاتب ياسين ولد عام 1929 بمدينة قسنطينة بالشرق الجزائري، وانخرط في النضال وعمره 16 عاما، وسجن عقب مجازر الثامن من مايو عام 1945، ثم هاجر إلى فرنسا عام 1947 حيث أصبح واحدا من حركة اليسار العالمية، وله العديد من المؤلفات الشعرية منها «مناجيات» و«قصائد إلى الجزائر المضطهدة»، وفي المسرح كتب «الجثة المحاصرة» و«دائرة القمع» و«الأسلاف يزدادون ضراوة».