تم أول أمس الاثنين، تقديم مشروع استغلال الطاقة الشمسية بالصحراء، والذي سيكلف تسعة ملايير من الدولارات، وسيوفر 38% من احتياجات المغرب الطاقية بحلول سنة 2020. وقدمت وزيرة الطاقة، أمينة بنخضرة، المشروع بمدينة ورزازات بحضور جلالة الملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد وكذا وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلنتون. وأوضحت بنخضرة أن المشروع الوطني، الواقعي والطموح، الذي سيتم تمويله من طرف الدولة وكذا من لدن جهات خاصة، يندرج في إطار الاستراتيجية الطاقية الجديدة التي تم وضعها بتوجيهات ملكية سامية، والتي تولي أولوية بالغة لتنمية الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة. كما أن هذا الاستثمار الطاقي سيمكن المغرب من الحصول على طاقة نظيفة ستتيح له، التقليص من استيراد حاجياته من الطاقة بتوفير مليون طن من المحروقات الأحفورية سنويا، مما سيؤدي إلى تجنب انبعاث ما يناهز ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف طن من غاز ثاني أوكسيد الكاربون. وجاء في تقديم الوزيرة أن «المشروع المغربي للطاقة الشمسية»، والذي يتطلب إنجازه تعبئة استثمارات مالية بقيمة تسعة ملايير دولار، يسعى إلى إنشاء قدرة إنتاجية للكهرباء انطلاقا من الطاقة الشمسية قدرتها 2000 ميغاواط في أفق 2020، أي ما يعادل ثمانية وثلاثين بالمائة من القدرة الكهربائية المنشأة إلى حدود سنة 2008 وأربعة عشرة بالمائة في أفق .2020 وقالت إنه سيكون بالإمكان بلوغ هذه الأهداف الطموحة بفضل المقومات التي يتوفر عليها المغرب في هذا الميدان، والتي تشمل مؤهلات البلاد الضخمة من الطاقة الشمسية من خلال إشعاعها الذي يفوق خمسة كيلوواط/ ساعة في المتر المربع يوميا على مدى 3000 ساعة سنويا. كما تتمثل هذه المقومات في توفر المملكة على موقع جغرافي استراتيجي في صلب ملتقى طرق طاقية عالمية تؤهلها لأن تكون مركزا رئيسيا في المبادلات الكهربائية المتنامية بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن انخراطها في مشاريع ذات بعد إقليمي، من قبيل المخطط المتوسطي الشمسي، ومشروع «ديزيرتيك»، والتي تشجع على تقوية التفاعل بين مشاريع إنتاج الطاقة الشمسية انطلاقا من الصحراء بشمال إفريقيا ونقلها إلى أوربا، اعتمادا على حقول شاسعة من الألواح الشمسية العملاقة. وفي أفق إنجاز المشروع، أشارت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة إلى أنه سيتم اللجوء على المستوى التقني إلى التكنولوجيات الأكثر تقدما والمتوفرة حاليا، مع تتبع متواصل لتطوراتها.