احتضنت مدينة فاس مساء أول أمس الخميس 22 أكتوبر الجاري،أشغال افتتاح المؤتمر السادس لهيئة خبراء الحسابات المغاربة تحت شعار "خبير الحسابات والمقاولة في عصر الرقمية" بمشاركة عدد من خبراء حسابات ومهنيين مهتمين بمجال التكنولوجيا الرقمية الحديثة جاؤوا من فرنسا، ايطاليا، الولاياتالمتحدةالأمريكية،كندا،رومانيا،لبنان، تونس ، الجزائر،الكامرون و المغرب،إضافة إلى ممثلين عن مقاولات و إدارات عمومية وعدد من رجال القضاء والأساتذة والباحثين. هذا وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر،بالكلمة التي ألقاها رئيس الهيأة عبد اللطيف البرنوصي والذي حاول من خلالها الإجابة عن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، والمتعلق بمستقبل مهنة خبراء الحسابات في عصر الرقميات الذي يعرف تحولات تكنولوجية جد سريعة، حيث طالب البرنوصي بالإسراع بإخراج القانون المنظم لمهنة خبراء الحسابات وتكييفه مع المعايير المهنية الدولية المعتمدة، وكذا الرقي ببرامج التكوين المستمر لخبراء الحسابات المغاربة، وعدم تركيز التكوين بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات. وفتح آفاق جديدة أمام خبراء الحسابات وتشجيع الولوج إلى هذه المهنة التي تعاني خصاصا كبيرا من حيث البنية البشرية،إذ يبلغ عدد منخرطي هيأة خبراء الحسابات المغاربة 430 خبيرا، وهو رقم جد قليل بالمقارنة مع حجم الشركات و المؤسسات الاقتصادية ببلادنا. بعده تناول الكلمة ممثل وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة،عادل اكديرة،الذي قدم عرضا حول استراتيجية "المغرب الرقمي" التي تروم جعل تكنولوجيات الإعلام والاتصال، إحدى الأسس والدعامات الرئيسية للاقتصاد الوطني بما تقدمه من قيمة مضافة عالية لباقي الفاعلين الاقتصاديين والإدارة العمومية على حد سواء، وتمكين المواطنين من الولوج إلى الانترنت ذي الصبيب العالي وتشجيع الولوج إلى التبادل والمعرفة، وتقريب الإدارة من حاجيات روادها، ولاسيما على مستوى الفعالية والجودة والشفافية، انطلاقا من برنامج طموح للحكومة الالكترونية، وتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة على استخدام الأنظمة المعلوماتية في أفق الرفع من إنتاجيتها، فضلا عن تشجيع تطوير قطاع التكنولوجيات الحديثة للإعلام محليا من خلال دعم إحداث وتنمية فاعلين محليين.أما ممثل وزارة الاقتصاد و المالية،عزيز الطالبي فقد ركز في عرضه على أن الوزارة الوصية تنكب على إعداد مشروع قانون يقنن المهنة وينظمها في أفق تأهيل القطاع حتى يستجيب لمتطلبات وحاجيات المرحلة، ومواكبة التطورات السريعة التي تعرفها الممارسة المهنية في ظل التطور التكنولوجي الذي يطالب مهنيو القطاع اليوم بالانخراط الكلي في عوالمه لتفادي الانكسار الرقمي ما بين مكاتب خبراء الحسابات وزبنائها الذاتيين والمعنويين.و نفس الخلاصة خلصت إليها بقية العروض التي تناوب على عرضها كل من ممثل الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات هشام الحجوري ، ممثل الاتحاد الدولي للمحاسبين جليل بوراوي،ممثلة الاتحاد الدولي للمحاسبين الفرانكفونيين ميشال كارتيي،وممثل اللجنة العلمية عبد العزيز الميشاط والذين اجمعوا في تدخلاتهم وعروضهم المقدمة، على تأكيد حرص خبراء الحسابات على تسريع وتيرة التغيير ومواكبة التحديات الجديدة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وأثرها الايجابي المرتقب على المقاولات ومستقبل مهنة خبراء الحسابات الذين يعول عليهم في المساهمة بفعالية في تنوير المستثمر وتلميع صورة الاقتصاد المغربي والرفع من وتيرة النمو في بلادنا.