شكل عنوان لقاء «بورتريه ذاتي للآخر» ، فرصة لينعش الذاكرة لتفصح عن تفاصيلها.. أدباء ثمانية ، في «قافلة الكُتاب» الفلاندر والمغرب ، قرؤا مقاطع من أعمالهم الأدبية ، وهم يتمعنون في حضور الآخر لديهم. أمسية ثقافية بثلاث لغات (العربية ، الفرنسية والفلامانية)، التي احتضنتها الدارالبيضاء، ونظمت بتعاون مع الجمعية الأدبية ببروكسيل (هيت بيسشريفر)، شارك فيها كتاب المغاربة ونظراؤهم الهولنديون الناطقون بالهولندية في بلجيكا ، وذلك بغرض اكتشاف أدب البلدين، وإزالة الصور النمطية السائدة بجهتي المتوسط، وتشجيع التبادل الأدبي بين المغرب وفلاندر. قراءات .. لأجناس أدبية تنوعت مابين الشعر، الرواية والقصة، أداها محمد برادة ، آن بروفست، عبد الله زريقة ، جوزيف بيرس، محمد نضالي، توم لانوا، رشيدة لمرابط ، لطيفة باقا. سيرذاتية.. جاءت بأصوات مبدعين كبار من الفلاندر والمغرب ، تقاسموا خلاله المشهد الابداعي للتعارف المتبادل على أدبهم. وتوقفوا بشكل خاص عند التحولات التي عرفها بلداهما خلال السنوات الأخيرة. كما تطرق الأدباء الثمانية إلى العلاقات المتنامية بين البلدين ، بسبب الهجرة على وجه الخصوص، وأيضا إلى اللغة والتعدد اللغوي ومفهوم الهوية. كما وضحوا بماذا يلهمهم بلد الآخر على المستويين الروحي والحسي. لكنهم أساسا ، وقبل كل شيء حاولوا إقناع محاوريهم وإقناع الجمهور بقوة إبداعهم الأدبي. هكذا توزعت هذه الأمسية، بين تفاصيل حوارات أحدهما مغربي والآخر فلاماني، حول مواضيع أدبية راهنة منها: أية علاقة بين المحلي والكوني في الأدبين الفلاماني والمغربي؟ إلى أي حد يستلهم الكتاب حياتهم الخاصة ، في الكتابة ؟ ماهي مكانة الراهن وانشغالاته وموقع الالتزام في كتبهم؟ هل هناك موضوعات يصعب تناولها ويحسن اجتنابها؟ أم أن الأدب هو مجال لممارسة الحرية المطلقة؟ كيف أرى نفسي، وكيف أرى الآخر؟ هل أوجه التشابه أكثر من أوجه الاختلاف؟ هل يمكن للإنسان أن يوجد خارج نظرة الآخر ومن دونها؟.. أسئلة.. وجدت اجاباتها في النصوص الثمانية التي أداها الكتاب المغاربة والفلاندر.ابداعات قاربت الذاكرة وتفاصيلها، البحث في التاريخ والهوية، مسائلة قضايا الماضي من سياسة ...، استحضار لعبة النسيان، البحث في «اللاشيء» من خلال الكتابة ،الموت والحب... وفي تفاصيل أخرى، قبل بداية اللقاء، كان هناك محمد برادة، عبد الله زريقة ، يوسف فاضل ، ليلى الشاوي ، بلعيد بويميد، ثريا الحضراوي وآخرون.. وفي حديث مع عبد الله زريقة، تذكرنا أيام الثمانينات والتسعينات الثقافية. تحدث عن فضاء مقهى «ابن بطوطة» (المتواجد بحي بلفدير) بالقرب من محطة القطار «الدارالبيضاء المسافرين»..كما تحدث يوسف فاضل مع القاص أحمد بوزفور ، هاتفيا ليطمئن عليه.. وأثناء أطواراللقاء ، كانت الموسيقى، وكان الصحافي والكاريكاتوريست بلعيد بويميد ، يقوم برسم عبد الله زريقة خلسة ، ليسلمه الرسم أثناء وقائع الأمسية.. هكذا، جاءت بعض لحظات ايقاع لقاء قافلة الكتاب الفلاندر المغرب، على ايقاع الحواروالذاكرة ، التي اعتبرها عبد الله زريقة ، بقوله «من الأحسن أن نحكي عن الذاكرة، ونترك الحاضر والمستقبل للباحثين..». للإشارة، ستتواصل النقاشات أيام 13 نونبربأنفيرس، و14 و15 نونبر ببروكسيل في إطار مهرجان «موسم»، وهي تظاهرة مخصصة لثقافة المغرب العربي والشرق الأوسط.